و قبل البداية..هذا ليس فصلاً، إنما هو توضيح لشيء سبق و أن أكثرت من ذِكره في الفصول السابقة ليس إلّا.
"عقد الدم"
لقد تم ذكرته مرتين تقريباً خلال الفصول الماضية، مرةً حين طلبت ساكرة لهب الجحيم " جان " ضماناً و مرةً حين طلب الكونت
" روثفين " من " فلوريانا " إنشاء عقد ليضمن صدقها.
....
بناءً على بعض المعتقدات و الخرافات التي تُقام عليها الأفلام و الحكايات المتعلقة بالجانب القرمزي من العالم غالباً ما تكون كلمة
" عقد " أو " اتفاقية " مطروقة و بديهية.
لذا .. إنه و مما لا شك فيه وجود شيء كهذا في عالم مصاصي الدماء.
ينشأ عقد الدم بين اثنين أو أكثر من مصاصي الدماء، قد يكونون مجموعة يتعدى متوسطها السبعة أشخاص و يقومون بإلقاء قسمهم و رهن أسمائهم عند " أوركيديا "." أوركيديا "
" أوركيديا " هو اسم زهرة بنفسجي زاهٍ و رائحة فواحة، و لكن هذا المعنى ينتمي للجانب البشري.
بالنسبة لمصاصي الدماء فـ " أوركيديا " لعنة!
يقومون بإلقاء قسمهم على شيء معين و قول شروطهم بصوت عالٍ و واضح حيث لا يخفى فيه أي شرط و لا يتم التلاعب به و إدغامه بين السطور.
ستربط " أوركيديا " بين مصاصي الدماء بالعقدو في حال تم الإخلاف بالقسم أو تم الإخلال بشرط من الشروط و تمت مخالفة القواعد فسيتم كسر العقد و ستقوم هذه اللعنة بإفناء كاسر العقد و لا يقتصر الضرر على كاسر العقد فقط.
سيُسلب كاسر العقد اسمه و سيتوه في السواد لتطفله على عالم الزهرة البنفسجية و كسره لعقده بعد تجرؤه على الدخول و إقحام نفسه فيما لا يدرك عواقبه.
غالباً ما يُشير الرواة و مؤلفو الكتب و مخرجوا الأفلام على أن الزهرة البنفسجية هذه ترمز إلى إمرأة كان اسمها " أوركيديا " و قد كانت مصاصة دماء شبقة.
كان لديها تحكم في تعطشها للدماء و لكن كانت تتصيد فرائسها تبعاً لغرائزها و شهواتها.
قيل أنها كانت تسفك الدماء أكثر من شربها، كانت تتخلص من جثث فرائسها بأشنع الطرق و كان لديها رائحة بشعة و غير محببة بسبب أفعالها تلك.
كان الناس يهربون حال ما يشمون تلك الرائحة خوفاً من أن تمسك بهم.
إلى أن أتى اليوم الذي سيُرسم لها به حد!
أثناء تصيدها لأحد البشر كانت سعيدة للغاية، يبدو أنها توفقت في الصيد هذه المرة.
تهجمت على أحد البشر الذي كان فارساً من فرسان الملكة ذو بنية ضخمة و جسد عضلي مثالي، تمكن من إيقافها و منعها من شرب دماءه بإستعمال رمحه الذي قام بتعليقها على جدار قلعة الملكة بطعن كتفها الأيسر.
استعطفته بكلامها و دموعها الكاذبة ليفرج عنها و يمنحها بعض الدم و لكنه كان أذكى من ذلك.
كان يقابل كل كلماتها بالرفض و لكنه أوضح أنه قلق عليها و لا يريد إيذاء أنسة وحيدة.
أخبرها أنه سينزلها و سيمنحها دمه و لكن لديه شرطان لذلك و قد وافقت على الاستماع.
كان شرطه الأول أن يلتقيا عند بحيرة الغابة للمملكة في منتصف الليل ليمنحها دمه حينها و كان شرطه الثاني ألا تشرب أي دم إلى حين لقائهما الليلة.
تكرر الأمر عدة مرات مع مرور الأيام و اتضح أن " أوركيديا " وقعت في شراك هذا الفارس.
و قد تخلت عن عادتها في تصيد البشر و ما عادت تشرب دماً غير دمه بعد أن أقسمت له بذلك و قد أقسم لها أنه سيدافع عنها و حتى لو كرهها الجميع فهو سيظل معها و سيحبها.
إلى أن أتى اليوم الذي سمح فيه لها بشرب القليل من دمه بعد أن قام بحقن نفسه بالسم الذي أخذه من أحد السحرة بغية قتل هذه الإمرأة اللعينة.
عانت " أوركيديا" من ألم شديد قبل موتها و تناثرت دماؤها على الزهور البيضاء عند البحيرة و لكن تلك الزهور قد حال لونها للبنفسجي لأن دماء " أوركيديا" قد تعفنت!
تعفنت من الحقد و الحزن و الألم الذي أحست به بعد أن شعرت بالخيامة و الكسر من أكثر شخص أحبته و غيرت نفسها لأجله..
أحست بالحزن لأن محبوبها كسر قسمه لها و لم يكتفي بذلك بل أفنى حياتها.
مزقها حقدها الذي غُرس بجسدها كالأشواك و نثر دماءها على الزهور.و قد حلّت لعنة " أوركيديا" على كل شخص كسر قسمه.
أنت تقرأ
Vanitas No carte "sperus"
Vampire.. إنها أمسية باردة .. ياله من قمر قاتم اللون، قرمزي كدماء البشر .. " نوي" هل سبق ان سمعت بالـ " سبيروس"؟ .. لا، لم أسمع بهم من قبل .. إذاً استمع لقصتهم كاملة . . إنها " تيرا"، الباخرة التي على متنها مئاتٌ من حاملي اللعنات . . ..أين نحن؟ .. ه...