11-سندريلا

5.2K 512 102
                                    

"الكنز موجود فعلًا في الأقصر يا إسماعيل."

تحدث عثمان ببسمةٍ واسعة، ليُفاجئ الآخر أكثر متحدثًا بحماسٍ كالأطفال

"كمل يا عثمان، وبعدين؟"

حمحم عثمان ثم بدأ يسرد كل ما يتعلق بتلك البقعة التي تحتضن الكنز، قائلًا بجدية وعملية بالوقت ذاته

"بص بقى، اللي عرفته إن الكنز تحت قصر أندراوس اللي في الأقصر، وكمان عرفت إن القصر هيحصله عملية إزالة، وهيئة الآثار والتنقيب عثروا على عملات من العصر الروماني ومدينة أثرية كاملة كمان تحت القصر ده، أنت متخيل! وبعد كده قرروا يشيلوه علشان يستكشفوا الآثار اللي تحت."

لمعت عينا إسماعيل وحثّ عثمان على استرسال حديثه، ليُتابع الآخر بسلاسةٍ وخبرة

"القصر ده في الأساس قصر توفيق باشا أندراوس، واترمم من سنتين عن طريق وزارة الآثار، وشالوا أجزاء منه كانت مُعرضة للإنهيار، وكل ده تمهيد للحفر تحته علشان يشوفوا الكنوز اللي تحتيه واللي أكيد هيستفادوا منها."

أومأ إسماعيل ثم ابتلع غصة في حلقه وتمتم متساءلًا بقلق "طب وزارة الآثار كده خدوا الكنز صح؟"

نفى الآخر برأسه مجيبًا "لا ما اعتقدش، وبعدين أنت ناوي تعمل إيه؟"

ارتسمت بسمة ماكرة على شفتي إسماعيل ثم أردف "ناوي على كل خير."

حذره عثمان "إسماعيل، على فكرة ممنوع إنك تعدي بس من قدام المكان ده!"

نظر له إسماعيل قائلًا ببساطة وبراءة شديدة
"وأنت تعرف عني كده؟"

حرك الآخر رأسه بعدم ارتياح "أنت طالما حطيت الموضوع في دماغك أنا مش متطمن، إسماعيل أنت هتتسجن بجد!"

رفع إسماعيل كتفيه مجيبًا "هو أنت شوفتني روحت في حتة! ما أنا قاعد في حالي قدامك أهو، وبعدين موضوع زي ده محتاج ترتيبات وحاجات مهمة جدًا، خصوصًا إننا لو خدناه هنحل مشاكل كتير."

عقد عثمان حاجبيه وسأله "خليني معاك للآخر، هفرض إننا خدنا الكنز فعلًا، لما تيجي تبيعه هتتسجن يا حبيبي."

لتعود البسمة الماكرة لتُزيِّن وجه الآخر "ومين قالك بس إن أنا اللي هبيعه؟"

نظر له عثمان بشك وضيق عينيه قائلًا "أنا بجد مش متطمن خالص، أنت ناوي على إيه يا إسماعيل!"

ضحك الآخر مجيبًا "ما أنا قولتلك ناوي على كل خير، المهم ما تجيبش سيرة لأي حد على الموضوع ده لحد ما نتصرف."

"أنت برضو مصمم على اللي في دماغك؟"

ابتسم الآخر ببساطة مجيبًا إياه "للأسف، المهم ما تقولش لحد أي حاجة."

حرك عثمان رأسه بيأس ثم تركه وعاد لمنزله، بينما إسماعيل حدّث نفسه هامسًا ببسمة واسعة

مثلث الخطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن