"هي أمنية أختك مخطوبة؟"
تساءل إسماعيل بعدم ارتياح وهو يقضم شفتيه ببعض الحنق الذي لا يعلم سببه، ليضحك الآخر بخفة قائلًا "أمنية؟ لا طبعًا؟ بتسأل ليه؟"
"مافيش .. أصل أنا بس استغربت لما شوفتها لابسة دبلة تقريبًا."
"دي مش بتاعتها، ده الخاتم بتاع صاحبتها اللي اتوفت ولأنها كانت متعلقة بيها جدًا فهي لابساه طول الوقت."
ابتسم إسماعيل براحة غمرت قلبه كليًا، ليُتابع الآخر حديثه مضيفًا "ولما سألناها قالت علشان كل ما تشوفه تدعيلها بالرحمة."
هل يوجد أصدقاء كأمنية في ذلك الزمن؟ ذلك السؤال دار بذهن إسماعيل بعد جملة عثمان تلك، نظر لعثمان ببسمة ثم أردف بجملةٍ لم يفهم مقصدها عثمان
"شكلنا هنقرب من بعض أكتر الفترة الجاية يا عثمان."
ضحك عثمان ثم ودعه وصعد للأعلى، بينما تحرك إسماعيل هو الآخر حيث شقتهم، أعطى والدته الأسماك وتحرك للمرحاض يتحمم ومن ثم ذهب لغرفته وغط في النوم.
ولجت أمنية لغرفتها ثم ألقت بالدفاتر خاصتها على المكتب بضيقٍ وكلما تذكرت حديث ذلك الشاب الذي أراد التقدم لها ضحكت بسخرية وعدم تصديق، تعجبت والدتها ثم تحركت نحوها متساءلة "مالك يا أمنية؟"
"مافيش." أجابت بهدوء وهي تنزع وشاح رأسها لتقول الأخرى "يلا علشان تفطري."
أومأت ثم تحركت للخارج تنضم لأسرتها على طاولة الطعام، لينظر لها حمدي متساءلًا "عملتِ إيه النهاردة؟"
نظرت له ببسمة بسيطة قائلة "الحمدلله."
"هانت يا أمنية وتتخرجي، بس أنتِ ركزي علشان آخر سنة دايمًا بتكون مهمة."
تحدث عثمان مشجعًا فنظرت له وهي تومئ في صمت.
كان سالم يهاتف بعض الأصدقاء له الذين يعملون بالبنوك وتلك المنشآت، ولم يهدأ له بال حتى حصل على وظيفتين بمكانين مختلفين، ابتسم برضا ثم شكر صديقه القديم بشدة على مساعدته تلك، ثم تحرك لغرفة إسماعيل وجده نائمًا أو ربما يهرب من مواجهة ما ينتظره بالنوم، شعر بالشفقة تجاهه ثم تحرك لإيقاظه، فنهض الآخر متساءلًا
"خير يا بابا."
"قوم كفاية كده .. وبكرة الساعة تسعة تصحى معايا علشان هنروح نشوف شغلك الجديد."
نظر له إسماعيل عاقدًا حاجبيه ثم جذب الغطاء لينام من جديد مردفًا "يا بابا ماتشغلش بالك، آخرتها متر في متر."
كاد يعاود النوم ولكن نكزه والده متحدثًا "قوم بقولك وتعالى علشان نصلح الخلاط."
"يا بابا الخلاط سليم أصلًا هنصلحه إزاي؟"
"مالكش دعوة أنا هتصرف." تحدث سالم بهدوء ثم ارتدى نظارته وتحرك للخارج، مسح إسماعيل على وجهه بتعب ثم تبعه نحو الردهة وجد المعدات وكل شيء على المنضدة، أمسك سالم بالخلاط ونظر لإسماعيل قائلًا
أنت تقرأ
مثلث الخطر
Misterio / Suspensoإسماعيل شاب بالرابع والعشرين من عمره خريج كُلية الاقتصاد والعلوم السياسية وحلم حياته أن يلتحق بإحدى الشركات الكبيرة وأن يكون محللًا ماليًا ذو شأن. سنرى إذا سيتم قبوله أم لا وسنعيش معه أجواء لطيفة هو وعائلته وكذلك أصدقائه. ــــــــ بدأت في 8 سبتمر 2...