"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد، يُسعدني كثيرًا أن أُقدم نفسي لسيادتكم ويُشرفني أن أعمل مع طاقم كبير مثلكم، وأتمنى أن أنال الشرف ويتم قبولي في مجال السكرتارية للحسابات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."
تِلك هي الكلمات التي بعث بها إسماعيل عبر جهاز الحاسوب الخاص به إلى إحدى الشركات التي أعلنت للتو عن إرادتها لأشخاصٍ يعملون بها، ولما لا وتِلك الشركة هي حُلم إسماعيل أن يعمل بها يومًا وأُتيحت فرصته، فإسماعيل لديه الكثير من الأمنيات التي يسعى جاهدًا أن يُحققها كعادة الشباب في مثل سنهِ.
قام بإغلاق الحاسوب بعدما تنهد بأريحية وغادر غرفته متوجهًا للردهة، ثم ذهب للجلوس بجانب والده الذي يرتدي نظارته ويقوم بإصلاح إحدى الأجهزة أو بمعنى أدق يقوم بإختراع جهازٍ جديد.
"بتعمل إيه يا حاج؟" تساءل إسماعيل وهو ينظر بتعجب إلى الأشياء التي حوله هو ووالده، فأتاه صوت والده مُجيبًا بإزدراء
"بصلح الراديو اللي سيادتك خربته."
"هو ده راديو؟" تساءل بنبرةٍ مُتعجبة، فنظر له والده قائلًا بسخرية وفاهٍ ملتوي
"أيوة راديو يا خفيف."
"طب بالراحة متنرفز عليا ليه كده؟" قال إسماعيل بلطف وهو يُربت على ركبةِ أبيه، فصرخ في وجهه الآخر بصوتٍ عالي نسبيًا وتميز بالحِدة
"هو اللي يعيش معاكم يبقى هادي ورايق؟ امشي من وشي اعملي كوباية شاي، بقالي سنة بقول عاوز شاي وماحدش معبرني."
"قايم يا بابا حاضر." تحرك إسماعيل من مكانه وذهب نحو المطبخ حيث تقبع والدته تُعد الغداء، فقال مختصرًا حديثه يقول "بابا عاوز شاي."
تفوّه وهو يتمايل على الحائط بجزعهِ العلوي، فنظرت له والدته بحنق مُشيرةً على نفسها وهي تُجيبه
"هو أنت شايفني فاضية؟ قوله استنى لما أخلص."
"طب قوليله أنتِ علشان مايزعقليش."
رمقته والدته بإزدراء ثم تحركت نحو الخارج وهي ترتدي مريول المطبخ وتُمسك بيدها إحدى الملاعق، قائلة لزوجها بتساؤل متأففةً
"إيه يا سالم؟"
"اعمليلي شاي أنا مصدع." أجاب وهو يطالعها بمقلتيه من أعلى نظارته الواقعة على أنفه، فأتاه صوت صراخها قائلة بإنفعال
"هو انتوا كنتوا اشترتوني أنت وابنك؟ مش كفاية واقفة على حيلي من الصبح لوحدي وكمان مش عاجب؟ طب مش عاملة حاجة وابقوا اتغدوا راديو بقى."
وفور انتهاءها من حديثها ذلك قامت بدخول غرفتها وصفعت الباب خلفها بقوة، فازدرد إسماعيل ريقه بتوتر ومن ثم تحرك نحو غرفته وأغلق الباب خلفه بهدوء.
ظل سالم يُصلح في المذياع ولكن بلا جدوى، فانفعل عليه ثم ألقاه أرضًا بغضب، فتناثرت أحشاء المذياع الحديدية في كل مكان، لذا نهض قائلًا بغضب وملامح وجهه مُتجهمة بشدة

أنت تقرأ
مثلث الخطر
Misterio / Suspensoإسماعيل، الشاب الذي حلم دائمًا بمستقبل مشرق بعد تخرجه من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، كان يطمح أن يصبح محللًا ماليًا في إحدى الشركات الكبرى لتحقيق حلم والديه، لكن، في يومٍ عادي، تغيّر كل شيء فجأة. عثر على ورقة غريبة، كانت كأنها تلاحقه، لا يعرف من...