22-عناق دافئ

4.6K 460 164
                                        

لم يستعب إمام ما تم سماعه حقًا، هل رضا متزوج من أخرى؟ ولكن لماذا؟

وما قام بفعله هو أنه أخرج هاتفه وقام بالتقاط بعض الصور له، في البداية رفض فعلته تلك ولكنه يريد أن يخبر زوجته وأسرته بما رآه.

وضع الهاتف في جيبه ورمقه بنظراتٍ حاقدة، كارهة، غليلة، ماذا رأى ذلك المدعو برضا من زوجته المسكينة حتى يكون ذلك حليفها من الصبر؟

وجه بصره لأصدقائه ثم هتف بجبينٍ مقطب "جماعة أنا همشي دلوقتي."

نظر الشباب الآخرون لبعضهم البعض بالتعجب ذاته، لينهض أحدهما خلفه وأمسكه من ساعده برفق متساءلًا

"مالك يا إمام؟ حد فينا زعلك؟ قول بس.."

ربت إمام على كتفه ورسم بسمة صغيرة على وجهه مجيبًا "مافيش حاجة أنا كويس، أنا بس لازم أمشي دلوقتي عشان شغلي وأنت عارف الباقي بقى."

"ربنا معاك."

أنهى حديثه بعناق، وبعدها تركه إمام وغادر، يسير والدماء تغلي في عروقه بالمعنى الحرفي، يال جبن ذلك المدعو برضا، يقوم بارتكاب فعلته ويختبئ كالحشرات، صك على فكيه ومن يراه من بعيد يظنه ذاهب في عراك.

"معاك حق والله يا عثمان، مافيش أقذر من الكلاب دول، يا أخي ده حتى الكلاب أنضف منهم والله!" أيَّد أيمن رأي عثمان عن الاحتلال القذر اللعين، ليضيف إسماعيل

"ربنا يحرقهم نفر نفر."

"آمين." رددوا في صوتٍ واحد، ليضيف أيمن وهو يوجه بصره نحو عثمان الجالس بجانبه

"النزيف وقف ولا لسه؟"

ضغط عثمان على الضمادة الملتفة حول رأسه وأجاب "متهيألي لسه، بس على العموم أنا كويس وقادر أمشي، انتوا قادرين؟"

حرك إسماعيل رأسه بإيماء وكذلك أيمن الذي نهض وفرد ذراعيه عاليًا كحركةٍ من النشاط وما شبه.

"بصوا، أنا لما لفيت السرداب ده إمبارح روحت كل حتة ولقيتها متاهة بصراحة، وكان في نفق واحد بس هو اللي أنا ماروحتش ناحيته، متهيألي ده اللي عنده الكنز بقى عشان خلاص، احنا لو فضلنا هنا يوم كمان هنموت."

"طب حلو جدًا يا عثمان، كويس إنك عرفت الأماكن هنا عشان مانتعبش." أردف إسماعيل ببسمة واسعة، ليضيف عثمان

"هو النفق الجديد ده بعيد عن هنا بحوالي نفقين تلاتة كده،"

"نفقين تلاتة! ومالك بتقولها بفرحة كده؟" سأله أيمن بضيقٍ ليقول الآخر

"ما هو النفق حوالي عشرة متر، مش كبير أوي يعني.."

حك إسماعيل مؤخرة عنقه متمتمًا بسخرية "هو مش كبير فعلًا، قول إن احنا داخلين في نص كيلو كده."

"نص كيلو؟ وأنا همشي إزاي برجلي دي نص كيلو؟ انتوا أكيد بتهزروا! من الآخر بقى وخدوا الخلاصة، أنا مش رايح في حتة.".

مثلث الخطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن