الأهلي كسب؟ يبقى فصل جديد ♥
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلا يصدق أيمن أنه مصاب بالسكري منذ فترة، سار في الطرقات المجهولة دون وجهة محددة يقصدها هو، أمسك بكم الأوراق التي بيده وضمنها نتيجة تحليل الدم خاصته، هل سيظل مصابًا بذلك المرض حتى يلتقي بربه؟ شعر بأنه سيموت بعد ساعاتٍ لا محالة، ولكنه جاهلًا عن كون ذلك القضاء به لطفٍ كبير من الرحمان، فكل ما يصيبنا ليس إلا خيرًا من الله، فماذا لو أُصيب بمرضٍ سيئ؟ ماذا لو أُصيب بداءٍ لا علاج له؟ حمد الله على حاله ولكنه خائف.
نظر حوله وجد أنه قد ابتعد كثيرًا عن الحي الذي يقطن به، بل هو على أعتاب الدخول إلى حدود دولة ليبيا، لذا عاد كل تلك المسافة وسار متحركًا نحو السيدة تفيدة، فبالطبع هي من ستهون عليه حزنه الآن في ظل انشغال الجميع.
تحرك حيث تجلس كعادتها على المقعد الخاص به أمام البوابة، فجلس بجوارها دون التفوه بحرفٍ، تعجبت هي لتسأله بقلق داهمها
"مالك يا أيمن؟"
نظر لها بأعين دامية على الرغم من عدم بكائه، ثم أجاب بنبرةٍ مهتزة رغم محاولته البائسة في أن تخرج عادية
"كشفت وطلع عندي السكر."
ألقى حديقه دفعة واحدة في وجهها، لتصمت هي ثم ضربته في كتفه بخفة قائلة مبتسمة
"قول الحمدلله."
نظر لها بتعجب من ابتسامتها تلك، لتنظر له من جديد متحدثة "مالك بتبصلي كده ليه؟ ربنا لما بيحب حد بيبتليه علشان يخفف عنه ويختبر صبره وبعدين يشفي وجعه، ده اختبار من ربنا ليك .. وبعدين ما فيه ملايين من الناس عندها السكر وأطفال كمان والله، وعايشين حياتهم عادي بالعلاج وزي الفل."
صمت ولم يتحدث، لتفتح ذراعيها له والبسمة الحنونة على شفتيها، أدمع ثم ارتمى داخل أحضانها، فهو يشعر بالحنان والحب معها على عكس والدته، ربتت هي عليه وظلت تدعو له، ثم رفعت وجهه لها قائلة بمشاكسة
"أنت كبرت إمتى؟"
ضحك ثم أجابها "ما أنتِ كمان كبرتِ يا تفيدة وقربتي تموتي."
دفعته بقدمها والغضب تشكل على وجهها، بينما هو لم يستطع منع نفسه من الضحك على هيئتها التي تشبه الأطفال تلك.
بنفس التوقيت كان إسماعيل بمكتبه، فها قد اقترب موعد الانصراف الخاص به والآن هو يجهز حاجياته والأوراق التي سيأخذها معه للمنزل، دقائق مرت وتحرك هو للبوابة الخارجية، قاطعه صوت شخصٍ ما، وكأنه ينادي على هرة، نظر حوله وجد شاب ينظر نحوه بل ويلوح له أيضًا، ليتحرك نحوه إسماعيل متساءلًا بتعجب
"بتناديلي؟"
أجابه الآخر بتعجلٍ "تعالى معايا بسرعة على البيت، عمتك ماتت."
أنت تقرأ
مثلث الخطر
Mystery / Thrillerإسماعيل شاب بالرابع والعشرين من عمره خريج كُلية الاقتصاد والعلوم السياسية وحلم حياته أن يلتحق بإحدى الشركات الكبيرة وأن يكون محللًا ماليًا ذو شأن. سنرى إذا سيتم قبوله أم لا وسنعيش معه أجواء لطيفة هو وعائلته وكذلك أصدقائه. ــــــــ بدأت في 8 سبتمر 2...