12-حقائق خطيرة

4.4K 493 83
                                        

انتبهت له أخيرًا وتحركت نحوه ومازالت الورقة بيدها، ثم قدمتها له متساءلة بتعجب "هو إيه الورقة دي؟ شكلها عامل كده ليه؟"

"وريني كده."

أمسك بالورقة وجحظت عيناه خارجًا، كأنه لُدغ من حية تمامًا، ثم سألها بريبةٍ "أنت جيبتِ الورقة دي منين؟"

أجابته بصدقٍ "لقيتها على المكتب عند إسماعيل، هي مالها يعني؟"

شعر أنه غير قادرًا على التنفس بانتظام، فكيف عثر عليها إسماعيل؟ لذا أمسكها ووضعها في جيب بنطاله دون تحدث، لتنظر له متعجبة ثم تساءلت "هي الورقة دي مالها وفيها إيه؟"

ابتلع لعابه بتوتر وظل صامتًا، هل يخبرها بحقيقة الأمر أم لا؟ ولكنها سميحة لم ولن يستطع أن يخفي عنها شيئًا، لذا جذبها من ساعدها برفق وجلسا على الأريكة في منتصف الردهة وبدأ يقص عليها كل شيء حول ذهولٍ منها على ما تلقته أذناها.

كان إسماعيل جالسًا بالمكتب الخاص به شارد الذهن، حتى قاطعه طرق أحدٍ ما على الباب فأذن بالدخول للطارق، ثوانٍ وجذب انتباهه صوت حذاء نسائي، فاستبين إذًا أن الطارق فتاة، فكانت ترتدي كعبًا وقد أصدر صوته المميز المعروف، ناهيك عن هيئتها المميزة ككل، فكانت ترتدي ملابس رسمية عبارة عن تنورة قصيرة تكاد تصل لأسفل ركبتيها، وكنزة باللون الأسود مع ربطة عنق، وقد تركت لخصلات شعرها السوداء الطويلة العنان متحركة نحوهه ثم تساءلت بتعجب وهي تنظر للأوراق بيديها وله

"حضرتك اسمك السبيل سالم؟"

تعجب الآخر ثم نظر لها بسرعة قائلًا مستنكرًا "سبيل إيه؟ أنا اسمي إسماعيل يا هانم!"

"هانم؟ على العموم أنا آسفة ما شوفتش الاسم كويس، ممكن تمضي هنا؟"

تساءلت بهدوءٍ وهي تنظر له، فابتلع ريقه بتوتر ثم أمسك القلم وبدأ بتدوين اسمه في الخانة الفارغة، كان يتحاشى النظر لها ولعيناها التي اتخذت من السماء لونًا وكان ذلك عدسات لاصقة بالتأكيد، فلا يوجد شخص اتخذت عيناه من السماء لونًا سوى في القصص الخيالية والمستذئبين.

طالعها ومن ثم نظر أرضًا مرة أخرى بحرج، فجمالها لا يُوصف بحق بعيدًا عن عدساتها اللاصقة.

أومأت ثم جذبت الأوراق بعدما انتهى هو من كتابة اسمه وكادت تتحرك، فحمحم قائلًا بحرج "من فضلك يا آنسة ياريت تعرفيهم إن اسمي إسماعيل، هو الأخ اللي كان بيكتب مش واخد باله يعني!"

ضحكت بخفوت ثم حركت رأسها بالإيجاب وبعدها اختفت عن ناظريه، بينما هو حاول التركيز مرة أخرى بجهاز الحاسوب الذي أمامه، فهو لم يتعامل سوى مع والدته وورد بأقصى تقدير وتأتي تلك صاحبة العدسات لتجعله يشعر بالخجل منها؟
أنَّب ضميره على مجرد التفكير بها، ثم صبَّ كامل تركيزه على شاشة الحاسوب، ودار بذهنه أمر ذلك الكِنز مرة أخرى.

مثلث الخطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن