|19|

16.6K 800 157
                                    


قراءة ممتعة

_________________


صعد ولد صغير السلالم. 

كان يحمل في يده اليسرى دبدوب كان قد حصل عليه منذ ولادته بينما يمسك يمينه الدرابزين، صدى صرير حذائه الصغير مع كل خطوة يخطوها، وعيناه نحو الأسفل يراقب قدميه لتجنب المزيد من الحوادث.

كان الصراخ يعلو، كل خطوة يقوم بها تضخم ما كان يجري في المنزل خلال الساعات الخمس الماضية، لا يبدو أنهم سيذهبون بعيدًا في أي وقت قريب إذا كان هناك أي شيء، فقد استمر الأمر في التدهور.

توقف الصبي وأغلق عينيه، أسقط الدب ونزل على الدرج، غطى أذنيه بيديه وجلس على الدرج، هز رأسه والدموع تنهمر على وجهه مع كل صوت.

"أمي" قال بأنين، عانق ركبتيه إلى صدره وبدأ يهز جسده ذهابًا وإيابًا، كان جسده يتوق إلى شخص يلف ذراعيه حوله ويخبره أن كل شيء سيكون على ما يرام، لكن لا يوجد أحد.

انفتح باب بقوة ثم حل السكون، صوت أصبح أعلى من صوت الصراخ، هدأ كل شيء مرة أخرى لكنه كان يعلم، هناك دائما هدوء قبل العاصفة.

نزه الصبي الصغير يديه عن أذنيه، وقف وحدق في الطابق الثالث. 

خرجت امرأة من الباب وهي تنظر إلى الأرض، تسلل الخوف إلى جسده وهو يرى بقعًا حمراء على ثوب المرأة الحريري الأبيض، بدا شعرها كما لو أنه لم يتم غسله أو تمشيطه خلال ثلاثة أيام، وكانت عيناها محاطة ببقع كبيرة.

نظرت إليه.

"أمي؟" هو همس.

ابتسمت له ولكن لم يكن هناك أي شيء دافئ في تلك الابتسامة، بدت وكأنها ثعبان مستعدة للقفز على فأر مطمئن، مررت لسانها على شفتيها وجلست في أعلى الدرج "تعال إلى هنا حبيبي، تحتاج أمك للتحدث معك"

هز الصبي رأسه ورجع خطوة إلى الوراء. قبضت يديه على الدرابزين مما جعل مفاصل أصابعه بيضاء "أين أبي؟"

ضحكت المرأة وألقت رأسها للخلف "يا عزيزي، لا داعي للقلق بشأن والدك بعد الآن" نظرت بعمق في عينيه وشفتاها تتلوى بابتسامة شريرة "لقد ذهب".

نزلت الدموع على وجه الصبي وتسلل الخوف إلى جسده، لم يرها بهذه الطريقة من قبل وقد أخافه ذلك."أمي أنت تخيفيني"

أخذت المرأة خطوة واحدة. ثم أخرى وأخرى "ليس لديك ما تخافه مني، أمك هنا، ستحميك أمك"

هز رأسه مرة أخرى "أين أبي؟ أريد أبي".

اختفت ابتسامتها ووضعت في مكانها وهجًا جليديًا "أنت لست بحاجة إلى والدك" ابتسمت مرة أخرى "كل ما تحتاجه هو أنا" سارت بشكل أسرع على الدرج.

isabella - (مترجمة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن