الفصل السادس

147 21 4
                                    

دخل محمود الى مكتب المدير ليعتدل محمد في جلسته : ايوه يا محمود مسك قالتلى انك عايزني شخصيا .. اتفضل اقعد

جلس محمود و قال بصوت ثابت ينتابه الكثير من البرائه : ايوة يا فندم .. انا كنت بدور على ورق خاص بمصاريف اول امبارح علشان اخلص القيود الخاصه باليوم عند استاذ معاويه لقيت الملف ده بالصدفه واضح انه اتفاقيه او صفقه و هو نسي يسلمه للقسم او للسكرتاريه هو مش موجود النهارده فانا معرفتش اسلمه لمين بما انى باخد القرارت منه هو مينفعش اتخطاه يعنى قولت الافضل اديه لحضرتك ..

مد يده بملف احمر اللون مغلق من الجنب .. فتحه محمد و هو يتمتم بكلمات الشكر على حسن تصرفه ليبدء فى تفحص الملف اتسعت عيناه للحظه ثم تدارك الموقف ليقول : طب شكرا يا محمود روح انت على مكتبك و انا هراجع الملف ده و اسلمه للقسم بنفسي .. اتفضل انت ..

.. على الجهه الاخري في تلك الاثناء ..

كانت مسك تدق بالقلم فى قلق لطول جلسة محمود مع استاذ محمد فابتسامه محمود تبعث في نفسها الريبه .. كانت تنظر الى الساعه من حين الى اخر دخل معاويه فى تلك الاثناء ما ان راها حتى تغيرت ملامحه : مالك حاجه حصلت ولا ايه ..

خرجت من شرودها ناظره اليه : انت ايه الى جابك دلوقتى ..

- نعم ..

- معاويه فى حاجه غلط ..

نظر اليها يحاول بث الهدوء فى نفسها : اهدي بس ايه الى حصل ..

- محمود دخل عند عمو بقاله مده ..

- طب و فيها ايه ..

- لا لا السعاده الى هو فيها دي وراها مصيبه و الله صدقني .. معاويه امشي

- مسك انتى كويسه يا امي ..

قامت من جلستها تدفعه الى الخارج : لا بجد امشي .. و بص متردش لو اتصلت عليك لو مبعتش رساله متردش على رناتي ..

- مسك انتى مجنونه ..

حاول دفع يدها لكنها كانت تدفعه باصرار قائله برجاء : علشان خاطري طاوعني اعتبرني مجنونه ..

- خلاص خلاص هعملك الى انتى عايزاه انا هقعد فى الكافيه القريب من الشركه .. مسك انا فى الشارع و مش هتحرك غير لما تبعتيلي رساله ماشى .

- خلاص ماشي ..

تنهدت براحه فقد رحل ما هي الا دقائق حتى خرج محمود من مكتب المدير ملوحاً لها بيده و هو يبتسم ثم توجه الى مكتبه دون ان يوجه لها اي كلمه مما اكد شكوكها ..

رن هاتف المكتب رفعت السماعه ليصدع صوت محمد : تعالى حالا ..

وضعت السماعه و تنهدت بخوف و هي تقول : ماشي يا محمود ال... رفدك من الشركة والله هيكون على ايدي صبرك عليا ..

طرقت الباب و دخلت الى المكتب بهدوء ليرفع راسه ناظرا اليها كانه يحاول قراءه افكارها : انتى كنتي عارفه انه داخل فى مشروع مع صاحبه ..

- انا ؟

- مسك .. سؤال واضح اجابته اه او لا ..

- طيب ايه الى حصل بس ممكن حضرتك تهدي علشان متتعبش و تفهمني ..

استدار بوجهه الى الجهه الاخري يحاول السيطره على اعصابه : هو طول ما انتوا ورايا مش هتعب .. اتصلي بيه ..

اخرجت هاتفها تدعي الله ان يتذكر كلامها فقد صدق توقعها .. اذا كانت ورطه فلن يتصل به من هاتفه بل من هاتفها هي .. اتصلت مره .. الثانيه .. الثالثه .. لا رد .. قام محمد من جلسته و هو يسحب جاكيت البدله فى عنف : تكلميه و تخليه يجي البيت حالا يا مسك انتى سامعه ..

- طب اوصلك انا متسوقش و انت متعصب كده ..

ما كادت تنهي جملتها حتى كان صافعاً الباب فى طريقه للمغادره .. تهاوت على اقرب كرسي تضع كلتا يديها على وجهها لم تتسني لها الفرصه لفعل اي شئ لم تستطع ان تفكر فى حل لتثني معاويه عن قراره او تمنع والده من معرفه الأمر .. على ذكر معاويه أخرجت هاتفها بسرعه تبعث له رساله : تعالى بسرعه عمو عرف حوار المشروع ..

أتى معاويه مهرولا اليها .. دخل المكتب عليها ليتكلم بسرعه : عرف ازاى مش فاهم ايه الى حصل ..

قصت عليه سريعا ما حدث و شكها بمحمود ليتكلم هو : شكل الملف ده ايه يا مسك ..

ما ان ذكرت له شكل الملف ليصفع راسه قائلا : دراسه الجدوي ..

- وانت سايبها هنا ليه ..

- كنت بعدل فيها حاجات و سحبتها على الكمبيوتر و سيبتها في الدرج .. حطتها بالغلط في درج الشغل ..غبي ..

- ابوك مستنيك وعلى اخره .. روح شوف هتتصرف ازاى .. تفتكر عرف حوار الجواز ..

- معرفش يا مسك .. بس ده بابا انتى عرفاه ..

نهض متوجها الى الخارج فى طريقه لمواجهه مصيره لم يتوقع حدوث ذلك ليس لديه اي حلول .. اتى صوتها الحانى من خلفه : اجي معاك ..

ابتسم لها : لا تيجي فين .. برستيجي و جوزك بيتهزق قدامك عيب ..

ابتسمت له فالوقت ليس مناسب لدعابه كتلك بالمره لتكمل : معاويه .. براحه ماشي حاول متعصبوش اكتر ما هو متعصب اصلا ماشي ...

اماء لها براسه مغادراً المكان متوجهها الى البيت .. 

ما ان طرق الباب و دخل حتى أتى صوت والده من غرفة المعيشه : اهلاً اهلاً يا بيه .. كنت ناوي بقي تعرفني و انت في المطار هناك .. 

يتبع ...

ما يخبئه الغد ❤️ - مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن