صُدْفة من نَوع آخَر

2.3K 76 11
                                    

اسطنبول ٩:٠٠ مساءً -

اعتَدلت طَيف بجلستهَا بَعد أن دخَلت حَنين إلَى الغُرفة ، جلَستا مقَابلتَين لبَعضهما البَعض و عمَّ الصَّمت لبُرهة حتَّى قَطعته حَنين

حَنين : حسنَاً أسنبقَى هكذَا ؟ لَا أستطِيع الجلُوس دونَ كلَام
طَيف : لَا أدرِي مَا الَّذي يجِب أن أتحدَّث عَنه ، أودُّ فقَط شكركِ و عَائلتكِ
حَنين : علَى ؟
طَيف : كنتُ أخطِّط معَ جدَّتي للسَّفر إلَى تُركيا قَبل أن تمُوت و كانَ من المفتَرض أن نسكنَ عندَ أحدِ معارفهَا ريثمَا تستقرُّ أمورنَا ، لكِن كمَا ترَين أنَّني لا أعرفُ أحداً منهُم و لولَا أنَّك أصرَّيتي علَى بقَائي معكِ لكنتُ الآن أجوبُ شوَارع اسطنبُول بحثَاً عن عائلة لَا أتذكَّر اسمَها حتَّى
حَنين : حسَناً دَورِي ، ربَّما تظنِّين أنِّي فتَاة ثَرثارة و مرِحة و لدَيها الكَثير مِن الأصدقَاء ، لكِن لَا .. لَا أعلَم لمَاذا لكنَّني أحسستُ بأنكِ الصَّديقَة المِثاليَّة الَّتي أبحَث عنهَا حتَّى أنَّني كنتُ أودُّ مصَادقتكِ مُذ كنَّا فِي الوَطن فلَم تسنَح لِي الفُرصة و .. - كانَت علَى وشَك إكمَال كلَامها حتَّى قَاطعتها طَيف
طَيف : مهلاً أتقصدِين أنَّكِ تعرفينَني ؟
حَنين : أجَل ، و علمتُ مؤخَّراً أنَّ والدِي كانَ بمَعرفَة بوالدَيك قديمَاً
طَيف : و لمَا لم تَتعرَّفي عليَّ حينهَا ؟ كيفَ استَطعتي مقَاومة هذِه الجَاذبيَّة حتَّى الآن؟ - تشيرُ لنفسهَا بينمَا تنظُر لحَنين بغُرور الَّتي قَالت بدورِها : يَا لَيتنِي قاومتُ أكثَر
طَيف : أراهنُ بأنَّ لديكِ الكَثير مِن الحَظ حتَّى أصبَحتُ صديقتكِ
حَنين : أراهنُ بأنَّ لديكِ الكَثير مِن الثِّقة لقَول هذَا .
تَضحك كلتَاهما ثمَّ تُكملَان الحِوار

حَنين : إذاً ، مَا رأيكِ بالمدِينة ؟
طَيف : رَائعة ، بَل أكثَر بكَثير من رَائعة .. أأتيتِ إلَى هنَا قبلَ هذِّه المرَّة ؟
حَنين : عشتُ هنَا حتَّى سِن السَّادسة ، لَا أعلَم لمَا عادَ والدَاي أساساً
طَيف : أتُجيدينَ التُّركية ؟
حَنين : قلِيلاً
تصمُت طَيف بَعد أن عادَت لذَاكرتهَا تلكَ الفَتاة و كيفَ لَم تستطِع الاعتِذار منهَا
حَنين : بمَاذا تفكِّرين ؟
طَيف : لَا لَا شَيء
حَنين : سأتغَاضى للمرَّة الثَّانيَة ، هذه المرَّة فقَط لأنَّني سآخذكِ فِي جولَة فِي بَعض الشَّوارع الَّتي أعرفهَا
طَيف : لَن أرفُض

___________________________
فِي مكانٍ آخَر -

تخرُج منَ نَادي المُلاكمَة بتَعب بعدَ أن أصبَحت أحَد أكثرِ المُدربِّين أهميَّة فِيه ، تَشترِي زُجاجة مَاء و تتوجَّه لتَجلس علَى أحد المقَاعد العَامة لتنعَم ببعض الرَّاحة إلَّا أنَّ هاتفهَا قد رَن

ميرَال : أهلاً أسيل
أسِيل : مرحبَاً ميرال ، هل انتَهيتِ مِن تَدريبكِ؟
ميرَال : لقَد خرجتُ منذُ قليل ، أهنَاك شَيء؟
أسِيل : لَا فقَط اشتَقت لكِ و أودُّ مقَابلتكِ إن كنتِ لَا تمَانعين
تنفُث ميرَال بَعض الهَواء لتُجيب : حسَناً مَا زلتُ قريبَة منَ النَّادي ، يمكنكِ القُدوم إلَى هنَاك
أسِيل : أجَل سآتي ، ودَاعاً - تقُول بحمَاس و تغلِق الخَط

طَيف ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن