صِلات وَصل

1.2K 37 14
                                    

.
.
يطرُق بَاب منزِلها لأوَّل مرَّة بَعد فترَة طويلَة ، لكنَّها على أيَّة حال لا تهتَم لأمرِه
تمشِي بخطَاها المعتَادة إلى البَاب و تفتَحه
تتفَاجأ قليلاً و تَبتسم ابتسَامة ساخرَة .. منذُ متَى وَ والدهَا يأتِي لمنزِلها ؟

لمحَة :
نشَأت ميرَال في جَو عائلِي غَير مُستقر شكَّل لهَا عُقدَة نفسية ، والدَاها لم يحبَّا بعضهمَا قَط حيثُ كان والدهَا "كنَان" شخص غَير مسؤُول كل ما يهمُّه هو المَال ، غير مُكترث لزَوجتِه و ابنتِه الصَّغيرة و ما يحتَاجانه فكَانت ميرَال تبقَى قريبَة لوالدتهَا الَّتي حاولَت تعويضهَا عن كل شَيء .. لكِن لا شَيء يُعوَّض

بَعد وفَاة والدتهَا _ كانَت حينهَا في الخَامس عَشر من عمرهَا _ عانَت كَثيراً ، لم تستطِع تحمُّل أو استيعَاب الفكرَة .. كانت تلكَ أصعَب فترة في حيَاتها
لذَا كبِرت بمشَاعرها البَاردة و المُستقلة لتكوِّن ميرَال الحاليَّة ،
أمَّا هيَ و كِنان فكَانا لا يرَيان بعضهمَا كَثيراً ،
فهوَ غالباً خارج المَنزل أو في مُدن أُخرى يركُض ورَاء المَال
لَم يكُن يعنِيها الأمر كثيرَاً فهي لا تُحبُّه مطلقاً بَل عَلى العَكس تماماً ، فعندمَا يكُون في البَيت تشعُر بالانزعَاج الشَّديد .

عودَة :

ابتسَم لهَا ابتسَامته المصطنعَة ليَقول :
- ألَم تشتَاقي لوالدكِ ؟
- إن كُنت تريد جوَابي فهوَ لا ، و لكِن إن كنتَ تريدُه كاذباً فهوَ أيضاً لا .. تُجيبه بتعَابيرها البَاردة بينمَا تعدِّل شعرهَا القَصير
- من أينَ لكِ هذه الثِّقة ، لا يُهم ، هَل ستَدعين والدكِ على البَاب ؟
- لستُ بهذه الوقَاحة ، تفضَّل سيِّد كِنان .. تتنحَّى قليلاً تاركةً له المجَال ليدخُل

يمشِي للدَّاخل واضعاً يدَه بجَيب بنطَالهِ ليَرمي بالأخرى حَقيبته على الطَّاولة ، تنزعِج ميرَال من هذَا التَّصرف لكنها تقرِّر ضبطَ نفسهَا ريثمَا يذهَب

- تفضَّل بالجُلوس ، سأعُود حالاً .. لتتَّجه نحوَ غرفتهَا و ترَى طَيف قد استَيقظت فتُخبرها أنَّ والدهَا هُنا

- أوه هذَا لَطييف ، لا بُد أنكِ سعيدَة جداً
- أبداً ، بَل مُطلقاً
- ءء أليسَ شيئاً جيداً أن يأتِي والدكِ لزيارتكِ ؟
- لا ، شيء مروِّع ، قصَّة طويلَة سأحكيهَا لكِ لاحقاً ، سأنزِل له الآن فقَط أتيتُ لأرَى إن استَيقظتِ و أخبركِ أنه هنا في حَال قررتِي النُّزول

لتُقبلها علَى خدِّها و تهمُّ بالمغَادرة فتبتسِم طَيف من تلقَاء نفسهَا ، تقرِّر الاتِّصال بحَنين لتَجد أنها الأُخرى قَد اتَّصلت بها بالفِعل قَبل ساعتِين تقريباً

_____________________________

• أينَ أنتِ طَيف ؟
• لقَد بتُّ هذه اللَّيلة عندَ ميرال ، لا تقلَقي أخبرتُ والدتكِ
• أيمكنكِ العَودة باكراً ؟
• لماذَا أهنالكَ أمر طارِئ ؟
• لا ، فقَط إن علِمت أسِيل سيُجن جنونهَا
• و ما شَأني بهَا ، فلتَذهب إلى الجَحيم هي و عقلُها الصدِئ ذاك .. تقُول هذَا بغَضب قد كانَ واضحاً لحَنين بسبب صَوتها الَّذي ارتفعَت نبرتُه
• لَم أقصِد إزعاجكِ طَيف
• لم أنزعِج منكِ أبداً ، بَل منها ، بحقِّك هيَ تُحب ميرَال صَحيح ؟
• أجَل ، أنتِ تحبِّينها أيضاً أليسَ كذلِك ؟
• لقَد علمتُ هذَا ، دعكِ منِّي ، إن كنتِ خائفة علَى صحتهَا العقليَّة فلَا تُخبريها أنَّني هنا ، أمَّا أنا فلا يهمُّني
• حسناً لا تقلَقي
• أعتَذر على غضَبي المفَاجئ
• لا بأس ليسَ خطأكِ
• حسناً إذاً ، سأغلقُ الآن ، وداعاً
• وداعاً !

طَيف ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن