٠٨:٠٠ ص -
تطرُق البَاب بصَوت خافِت أكثَر من مرَة ، لا تحصُل على استجَابة لتُعلي صوت الطَّرقات تدريجياً ، أعلَى ثمَّ أعلَى ، لتفتَح البَاب ميرَال بشَعر مبَعثر و وجهٍ غاضِب ذي حَاجبين معقُودين ، و كَانت تُتمتم بشتَائم و عبَارات غضَب قَبل أن تفتَح البَاب ، ليتلَاشى كل مَا سبق فورَ رؤيتهَا طَيف .. و ترتَسم ابتسَامة خفيفَة مكَان ذلك العبُوس .
- أوه أعتَذر ، هَل أيقظتكِ من النَّوم ؟ آسفَة آسفَة لم أكُن أقصِد هذَا ، يُمكِنني العَودة إن أرَدتي و ....
تسحُبها ميرَال إلى الدَّاخل و تغلق البَاب بينمَا تضحك بخفَّة
- لا تقلَقي ، سأكُون بقمَّة السَّعادة لو أُيقِظت كل يوم هكذَا ، لكن صدِّقيني كنتُ أستعِد للَكمة مبرِحة علَى الوَجه لَو لم تكُوني أنتِ
- أشعُر بالذَّنب
- لا لا تشعُري بهَذا ، ما الَّذي أيقَظكِ من السَّاعة الثَّامنة ؟
- في الأيَّام العاديَّة أستيقِظ باكرَاً ، فقَط أحسستُ بالملَل و خطَر ببالِي أن آتِي إليكِ
- مرحَّبٌ بكِ دائماً في منزِلي ، تعَالي لندخل و نجلِس.تدخُلان إلَى صالَة المنزِل بينَما طَيف تتلفَّت حولهَا بإعجَاب ، فمَنزل ميرَال جَميل و أنِيق
- هَل أعجَبكِ ؟
- جمِيل جدَّاً ، ذوقكِ رائع بمَعنى الكَلمة
- تعَالي للسَّكن هنَا إذاً - لتَغمز لهَا
- فكرَة لا بأس بهَا - تضحَكان سويَّة و تتبَادلان الأحَاديث لبَعض الوقت ، فتَستقيم ميرَال و تكتِّف يدَيها
- أنَا جَائعة
- إذاً اذهَبي و تنَاولي شيئاً ما ، سأنتظركِ هيَّا
- لا
- لا ؟
- أريدُ أن نحضِّر شيئاً معاً - تنظُر لطَيف بوجهٍ طفُولي
- جَانبٌ جديد أكتَشفه منكِ آنسَة ميرَال
- أجَل ما زَال هنَاك الكَثير ، لا تغيِّري المَوضوع هيَّا أرجوكِ أرجوكِ
- حسناً حسناً خُذيني للمَطبختمسِك يدهَا و تسحَبها للمَطبخ لتفكِّر ماذَا تُريد ، لتَختار الـ بَان كِيك في النِّهاية .. تُخرِج المكوِّنات لطَيف و تشغِّل قائمَة أغَانيها و هي في قمَّة سعَادتها ، اعتَادت ميرَال على أن تكُون الامرأة الرَّاشدة باردَة المشَاعر ، لكنَّها تُحس الآن أنَّ جانبهَا الطُّفولي قد بدأ بالظهُور ، و مع طَيف فقط !
بدَأتا بالطَّهو سويَّة ، و أصوَات ضحكاتهمَا تتعالى في المنزِل ، لطَّخت ميرَال المكَان بالشُّوكولاتة ، بينمَا طيف تنظِّف ما أحدَثته ميرَال من فَوضى و كأنها والدتهَا ، ما شعرَتا بهذَا القَدر من السَّعادة من قَبل ، نظَرت ميرَال إلى وَجه طَيف الملَائكي مطوَّلاً ..
تساءَلت كَيف أمكَن لهَا أن تجعَلها تشعر بكُل هذَا ، كانَت تبتسِم بهُدوء متأمِّلة الملامحَ الطُّفولية الَّتي أمَامها
أنت تقرأ
طَيف ..
Romanceسأحبُّكِ فِي الدَّقيقَة السَّبعِين مِن السَّاعة ، و فِي اليَوم الثَّامن مِن الأسبُوع . سأحبُّكِ فِي الشَّهرِ الثَالث عَشر مِن السَّنة ، و فِي كلِّ خفقةٍ لقَلبي تُبقينِي علَى قيدِ الحَيَاة ...