بينما يمر الزمان عد للخلف بذكرى هذا المكان

271 48 6
                                    

الجزء الرابع والعشرين: -

،

...

ابن لي ... وابن علي ... وفتاة بينهما

لم يجتمعوا ببعضهم ولا اجتمعت انا بهم معاً

من سيسمع كلامي قد يظن انني أقول ما لا افهم ولا معنى له

انا ربما شخص مجنون ...

حياتي تسير بشكل عكسي وصلت لعمر يفوق الخمسين وما زلت لم أستطيع التخطيط من اجلها

لم أستطع الغفران لنفسي ولا استئصال ضعفي

عشت طفولة مؤلمة الى حد الجوع

ومراهقة سيئة الى حد الضعف

ومرحة شباب طائشة الى ان تجاوزت حد الفقدان

والان أعيش شيخوخة هرمة الى حد الموت

جعت كثيراً ولم أفكر يوماً بالسرقة او اذلال نفسي لأنسان وكان صديقي يحضر الطعام لي بالمدرسة، كما انني تجاوزت مرحلة تنمر الأطفال لي ولم أفكر بدفاع عن نفسي يوماً لطالما دافع عني صديقي، وتابعت موت امي بصمت وموت ابي بقهر

كان صديق لي ثم أصبح عدو وما ان لبث حتى أصبحت قاتله...

أتذكر ذلك اليوم الذي جعلت جسد امي يرتجف خوفا كانت المرة الأولى التي اتجرأ فيها وأخبرها بما عشناه وما حصل لصديقي، ببعض الأحيان يفوق تحملنا الكتمان اخبرتها بنصف حقيقة ولم تتقبلها، ماذا لو عرفت انني كذبت عليها عندما سألتني هل هذا فقط ما حدث؟ فأجبتها كاذباً نعم فقط.

ايامي الباهتة راحت تحفز جسدي على الارتجاف، فكذبتني رجفت جسدي وعيني خانتني فاختبأت بأحضانها أخفي اكاذيبي وخيباتي

عودة للماضي عبر الذكريات

تخبطت بنومي ألهث بقوة كأنني ركضت بسرعة حصان لمدة ساعتين دون توقف وضعت يدي على قلبي خشيت ان يخرج من مكانه كان ينبض بقوة مؤلمة، سمعت صوت الباب يُفتح ثم اشتعلت انارة الغرفة وما لبثت حتى لمحت من بين دموع عيني جسد امي القلق يقترب مني

: بني هل انت بخير؟

هبط السرير بجانبي اثر جلوسها ومدت يدها تمسح العرق عن وجنتي، خرجت شهقة مكتومة مني تفاقمت الهموم بجسدي الضعيف الجائع والكوابيس لا تتوقف عن التهامي

: بني ما الذي يحدث معك

خرج صوتي مرتجفاً: امي!

اقتربت مني تحتضنني وتمسح على شعري بلطف: نعم صغيري أخبرني ما الذي يؤرق نومك؟

نظرت نحو عينيها وعقلي يرتب كلمات قد أصف بها ما يشعر به قلبي من خوف وهلع هل أخبرها بما حدث؟ نعم يجب ان أخبر أحدهم قبل ان اجن، ابتعدت عنها وسندت ظهري على السرير امسك بيديها بين كفي وبللت شفتي قبل ان ابدأ قولي بصوت مرتجف

بهجتي الحزينةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن