فضفضة كاتبة

211 18 12
                                    

السلام عليكم  من وراء الجدران الطويلة أينما حللتم .

أعيش حيث يقع ينبوع الكرامه,و أصافحكم بكلماتي. 

  حاولت التسلل خفية, تشبثت بقلمي في ساعات الليل الأخيرة بعد أرق دام طويلاً ارتجاف كف يدي القابض على القلم لم يمنعني من المحاولة اختفى هدوء الليل وصوت المطر مع صوت طائرة دون طيار صغيره, تحلق حتى الساعة فوق منازلنا, صوتها أصبح روتينياً صداع الرأس لا يفارقنا, خطى قلمي الأبيض أول كلماته على الورقة السوداء بقلب هش أحرف كلمة فلسطين كُتبت على الورقة

حروفها ليست عابرة فمع كل حرف تكتب الحكايات الطويلة تروي العزة والكرامة وتاريخاً من الثبات والقوة, في حين ترافق حركاتها القصص المؤلمة.

حاولت رفع قلمي مجدداً لكتابة ما هو أقوى على أمل أن يعود شغفي في الكتابة مع طلوع فجر جديد ولكن القلم سقط مع رجفة يدي، تصور عقلي وقوع الصاروخ أقصد القلم فوق الكأس المليء بالماء, فتناثرت على الورقة قطرات شفافة خفيفة تصورها عقلي قطرات دماء نتجت عن سقوط الصاروخ الأول على منزل عشوائي بمثل هذه الساعات المتأخرة, نظرت إلى الورقة وتابعت ذوبانها بوهن صامت أخشى أن تتلامس القطرات من الاحرف,

خشية للحظة أن تزول الدولة مع هدر دماء اطفالها, اقتربت أكثر من الورقة فخيل لي أنني سمعت صوتاً يطلب النجدة اقتربت أكثر واكثر, فأصبح الصوت أوضح أنفاسهم تنقطع, دماؤهم تنهدر, همسهم بالشهادة يلامس سمعي أحدهم يصرخ بهم قائلاً "الله معنا الله معنا لا تخافوا الله هنا" أصدق القول, ولكن هذا لا يخفف الألم اطفاله, الأحرف تنكمش ما أثار دهشتي أن هناك دماء أخرى تضاف للورقة، حين رفعت يدي لوجهي أدركت أنها دموعي التي انزلقت، مسحتها بسرعة خائفة من أن تزيد دماء ما يصور عقلي من خيال، عدت إلى الورقة ولم أسمع شيئاً يبدوا أن نسيج خيوط خيالي قد قطعت مع إيقافي لدمعي.

حملت الورقة السوداء, وقربتها مني امسح عليها بقماش سترتي, ثم نهضت عن الكرسي, واتجهت إلى النافذة فتحتها قليلا ووضعت الورقة، كان المطر قد توقف تركتها هناك ووضعت فوقها حجراً صغيراً حتى تجف, صباحاً عُدت من أجلها وصوت أمي خلفي تقول إن هناك عائلة قد فقدت في عتمة الليل، بسبب صاروخ ضرب أفرادها وأن أغلب سكان المنزل كانوا أطفالاً رافقتهم الملائكة إلى عرش الرحمن.

بحثت عن ورقتي, فلم أجدها كان الحجر لا يزال هنا ولكن لا وجود لحروفي ولا دمعي، ورقتي اختفت وهي تحمل خيالاً لم يخذلني وأصبح حقيقة.

نحن من دولة أصبحت تخشى الخيال, ربما أنا أصبحت أخاف الكتابة! وخرجت هنا لأقول لكم اليوم, أنني أعتذر عن النشر إلى أن تعود إلينا حياتنا المكبلة التي كنا رغم سوئها نعيشها باستمتاع..
إلى حين تحقيق نصر الله أطلب منكم معذرتي ومرافقتي بدعائكم ونشركم قصة قضيتنا دون توقف.

لا داعي للتعليق فرحمة ربنا تملأ قلوبنا تواسينا وتأسر أرواحنا

كان الله معكم, كما كان دوماً عوناً لنا .

كان الله معكم, كما كان دوماً عوناً لنا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

دعاء محمد ..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 07, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بهجتي الحزينةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن