الماضي الذي بسببه وصل الحال بنا الى هنا الأن "2"

268 42 13
                                    

تكملة جزء الخامس والعشرون

《♡》

" يقول المثل الماضي تاريخ والمستقبل غموض اما اليوم فموجود ولهذا يسمى الحاضر. ."

،

٠.

الموت لا ينتظر

الموت لا وقت له

الموت يطالبك بانتظاره

الموت لا يُطلب

الموت ليس إرادة

الموت ليس بِخطاء

الموت لا عوده بعده

الموت هو النهاية بنسبة للأحياء

الموت ليس أبدى بل بداية لحياةٍ أبديّة

الموت هو البداية للأموات

خرجت من غرفة العمليات وانا أفكر بكل هذا، كلمة الموت تتردد بعقلي دون توقف، اقارن لحظات الموت بلحظات الولادة يا لهما من متناقضتان النقيض عمن يجمعهما، بحثت بنظري عن أقرب مكان يمكنني فيه الاستلقاء ووجدت عيني غرفة للعمليات فارغة ونظيفة دخلتها اجر ذاتي لا قوة لي بعد ما سمعت ورأيت انا لا أخاف الموت ولا افزع من فقدان أحدهم لحياته بجانبي، عشتُ هذا بصغري كيف لا أتحمله بكبري؟ لم يخطأ ابي عندما أخبرني بحقيقتي بعيد ميلادي الثامن عشر ولم افزع عند سماعي لها، كانت متوقعه ولكنها زادت من تقوقعي حول نفسي، زادت من خوفي الذي يرافق وجودي مع الغرباء وتفاقم اهتمامي بنفسي وابتعادي عن كل ذكراً قد اراه او يراني كنت أخاف الخروج لوحدي فأصبحت لا اخرج ابداً لوحدي، كان لدي رهاب من صوت الرصاص الان أصبحت أفقد وعيي بسببه، كنت ارتجف حين أرى رجلاً بملامح مخيفة والان لم أعد كذلك، ففكرت انه قد يكون ابي الحقيقي كانت تجوب عقلي، ماذا لو كان يقربني؟ فقدان ابي يامن لم يشكل الماً كبيراً بحياتي، فهو ذهب قبل ان اذهب انا ...

منذ أخبرني انني ابنة امرأة قوية مكافحة توفيت وهي تحميني وتركتني بيديه ليغنيني عن بشاعة حياتها وعائلتها ظننت ان امي هي الملاك الطاهر ولكن بعد ان اعطاني حقيبتي التي رافقتني بصغري وتكمن بداخلها حقيقتي فهمت ان الجمال الذي وصفة لي لم يكن جمال حقيقي وان امي شبة انسان ليصبح ام لم تكن صالحة لهذا ابداً ..

الحقيبة التي تركتها لي وفتحتها وجدت بداخلها ظريفين واضح عليهما أثر الزمان وقدمهما لا يزالان مختومين مغلقين تحول لونهما للأبيض الباهت المرتبط بالصفر، بعد ما قرأت خاصتي فهمت ان ابي يامن لم يخالف الأمانة ولم يفتح الغلافين ولولا هذا ما كان أخبرني بحقيقتي يوم ميلادي واعطاني الحقيبة يا له من ابٍ طيب كان كالبلسم وروح تسير لتزرع بسمتنا، ما زلت اذكر ذلك اليوم بتفاصيله يوم اتممت عامي الثامن عشر, أغمضتُ عيني وارحت رأسي على السرير اسرح بذكرى تلك الليلة

بهجتي الحزينةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن