لحظة العذاب 1

189 48 6
                                    

أغلقت الهاتف ثم وقفت مترددة و كانت تشعر و كأن لأرض لم تعد تسعها و لأكسجين على وشك النفاذ في مكتبها ، غسلت و جهها و نظرت في مرآة لكن لم تنبت بكلمة و إتجهت للجلوس مع ضيوفها و قبل الخروج وصلتها رسالة من أمها مريم و  فتحت المحادثة

***

بداية المحادثة

_ماما : إبنتي داليا لقد نسيتي حاسوبك هنا
_أنا : نعم يا ماما ، لا أحتاجه اليوم
_ماما : ماذا حدث لكِ عزيزتي ، لماذا صوتكِ حزين ..
_أنا : لا الشيء يا ماما ، لنتحدث في ما بعد
_ماما : ماشي يا ماما ، بشوفك ...

نهاية المحادثة

                            ***
***
أخذت تجوب المكتب جيئة وذهابا  فالحزن  الذي تملكها فجأة لا يحتاج الى معطف مضاد للبكاء إنه هطول السري الدائم. فثمة حزن يصبح معه البكاء مبتذلاً، لكأنه إهانة لمن نبكيه. و ثمة حزن نخجل منه، وآخر يبكينا وينتهي الأمر. ثم غالباً ما تأتي الدموع من القلب بدلاً من العين... رسمت على وجهها علامات الفرح مزيفة و نزلت الى ضيوفها :
_ آي ، كيف حال العمل
أجابها السيد كراكروش :
_ يعني ، مثل العادة لكن لدي الجديد إنه ورقتي الرابحة يمان أوزان هههه
ضحكت بصوت عالي :
_ يمان لم تقل لي ، كيف عثرت على جوزيف يالها من صدفة من كـ.....
قاطعها وقد كان يوجه الركلات لأولى لغضبه :
_ليس كل ما يحصل في حياتنا نبرره بصدف ، فأنا لا أصدق هذه الخرافات

إرتجفت و عقلت لسانها ثم شرددت قليلا و قالت:
_

أنت محق ، لكن الصدفة غالبا ما تكون مرتبطة بشيء آخر إسمه القدر ... فحتى لو لم تعترف بصدف لن تتمكن الهروب من قدرك يا سيد أوزان .
أراد أن يرد على ما سمعه :
_ إنـ....
لكن قاطعهم جوزيف ساخرا :
_ مهلا ، مهلا ... لما كل هذه الطاقة السلبية .. داليا لايوجد لديك أكل أو شيء لشرب سنبدأ العمل ، وأنا اشعر بالجوع.
_نعم ، لدينا عشاء من مطبخ لإيطالي ، كما يوجد طبق البايلا إنه الطبق المفضل لسيد يمان .
_ و كيف عرفتي  ذلك
_  آه...آه...لا الشيء من إنترنات ..

إنها الساعة 01:35 :

أخذت داليا تحضيراتها الروتينية الليلة قبل الخلود إلى نوم ، تستعمل أوراق مبللة لإزالة المساحيق ، ثم بعض الكريمات لترطيب و غسل أسنان و الوجه ثم إنسدلت شعرها على الوسادة ... إستيقظت في صباح على صوت أمها يعلوه صوت فيروز سيدة الصباح «حبيتك بصيف...أنا حبيتك..» بوجهها بشر وفي عينيها فرح وعلى لسانها قول :
_ صباح الخير إبنتي الجميلة
_صباح النور يا أحلى أم في دنيا
_ هيا إستيقضي أنتِ ، سأحضر فطور الصباح ، لدي حديث معك لن أنسى هذا
ضحكت داليا ثم أطلقت إشارة بعينيها شيفرتها الموافقة فتحت هاتفها لتتفقد الرسائل لكن لم تجد شيئا مهم الا رسالة من جوزيف قد تم ارسالها ليلة أمس لكن لم تنتبه إليها و قد كتب فيها :

"شكرا على تعبك ليلة أمس . لم نستطع أن نتحدث بعد لإجتماع و أنتِ غادرتي مبكرا ، غدا أريد أن اضيفكِ فنجان قهوة في ميلينيوم سوفت لا أريد أي تبرير "

أخذت نفسا طويلا و تنهدت ثم نظرت الى ساعة لتصبح الساعة العاشرة إلا ربع فكتبت له ردا

" تمام ، أراك الساعة الحادية صباحا "

بعد إعداد روتينها الصباحي نزلت الدرج و دخلت إلى مطبخ لتساعد أمها إذا و جددتها أحضرت كل شيء ثم سألتها :
_ أعرف كل شيء لذا إحكي لي كيف حدث ذالك؟.
_ هل تعرفين كل شيء ؟ و ما الذي تعرفينه .
_ وجدتي يمان ليلة أمس و جلستما على نفس الطاولة .
_ وم...أـ...
كانت سوف تجيب و من عرفتي ذلك إذا اخبرتها أنها سمعت من عند ندى ثم أردفت تنصحها:
إسمعي يا إبنتي ، تقطعك الحياة أحياناً كأنها تجربكِ و تلعب ألعاب وأنتِ حتى لو قاومتِ بكل قوتكِ ستنقلب أيامكِ رأساً على عقب فالزمن لا يستمع إلى همومكِ بل يضحك من خلفكِ بخبث ، وأنتِ حتى لو قاومتي بكل شئ لديك ، تأخذ منك كل شئ . و  العيش الأن ، بأن تكوني متأهبة بأعين مغلقة من الخوف قد انعصفت حياتك
مثل الورود البرية ... يمتلك الإنسان خمس حواس، وأربعة خصائص، وثلاث عجائب، وتجربتين، وحزناً واحداً فقط. يمكنك أن تضحي بالقليل من الحزن للحصول على الكثير من السعادة
قبلت جبين أمها ثم حضنتها و ودعتها للخروج

****

للحديث بقية ...

هذا الجزء الثالث من رواية 💋💎
لكن قبل الجزء التالي لاتنسى ترك تعليق او إعجاب فهذا يحفزني على المزيد و يشجعني على الكتابة...
لهذا اتمنى لكم أن تقضوا معها وقت رائعا مثلكم ...  قراءة ممتعة يا رفاق🙈🌟

إِنْتِقَام الحُبْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن