The Chase Game

لُعبة المُطاردة||الفصلُ الأول

خذني معك... خذ ما لدي وما الي
وما فقدت من الحياة، لعلني استرجعك!
.
.
.
بدر شاكر السياب

ليلٌ باردٌ والبدر يعتلي السماء مختفياً وراء الغيوم وتتراقص حوله النجوم , الثلج يكسو طبقةً ثخينة من الأرض , رياحٌ خفيفة تهب لتحرك أوراق الأشجار العالية , الظلام الدامس يحتل المكان وأصوات أقدامٍ تتقدم ببطئ وحذر محاولةً عدم إصدار ايةِ صوت.

وقفت امام شجرة ضخمة لترتفع وتقف على غصنه لكي لا يمسكها ضوء المصباح الكبير للسجن , عندما تغيرت إتجاه الضوء نزلت لتكمل طريقها وتخرج اخيراً من نطاق المنطقة بالتالي تستطيع الحركة براحة لترمي القماش الي لثمت به وجهها وتركب تلك الدراجة النارية التي أمرت بتجهيزه مسبقاً وتنتطلق بعيداً بإبتسامة نصرٍ يعلو وجهها...

صوت الإنذار ملأ السجن ليبدأ الجميع بالتحرك بسرعة للسيطرة على الوضع المضطرب داخلها والحارسة تدخل الى مكتب المديرة بقلق شديد قائلة

"جورلي , لقد هربت"

وقفت المديرة من على كرسيها وأمسكت بجهاز اللاسلكي مباشرة انفعال شديد تصرخ عبرها

"السجينة رقم مئتين وأربعة هربت , اغلقو البوابة و ابحثو عنها لا يمكن ان تهرب بعيداً , أكرر اغلقو البوابة وانطلقو للبحث"
.
.
.

تجلى الليل وأشرقت الشمس بدفئها ونورها لبدايات جديدة , لا يزال فريق البحث في العمل بينما المديرة تقف عند السيارات تتلقى الاتصالات من الجهات العليا بسبب هروب سجينة من يدها.. فهذا يقع على مسؤوليتها

"حسناً سيدي سنمسك بها لن تستطيع الهرب بعيداً"

أغلقت الخط راميةً الهاتف بغضب لكنه لم ينكسر لكونه وقع على طبقة ثلج ناعمة فلمحت قائد فريق البحث يتجه نحوها لتعدل من شعرها الاشقر المتناثر وتسعل لضبط نبرة صوتها التي اهتزت من كثرة الصراخ

"هل وجدتم أي شيء؟"

كان القائد ينظر الى الأسفل يهرب عيناه منها قائلاً بصوت متردد

"هنالك آثار عجلة دراجة نارية في خارج نطاق المنطقة , يبدو أنها استعملته للهرب , وعند نقطة محددة تختفي تلك الآثار تماماً... لكنني لا زلت لا أستوعب كيف هربت من هذا الطريق دون ترك اي أثر , هل طارت مثلا؟"

"ما هو عملكم أنتم بالضبط هاه؟ تهرب سجينة وأنتم نيام غافلون لماذا تعطيكم الدولة راتباً شهرياً اذاً ؟"

بدأت بالصراخ.. مجدداً.. لمن حولها والجميع يستمع لتوبيخها منحني الرأس لا يجرأ احدٌ أن ينبس بكلمة وقاطعها صوت رنين الهاتف مجدداً لتمسكه من على الارض وتجيب على الإتصال