أولُ هدِية|| الفصلُ الثَامِنَ عشَر

2.2K 97 57
                                    

إن كُلَّ ظاهرة إجتماعِية لها جانبٌ نفسِي
وكلُّ ظاهِرةٍ نفسِية لهَا جانبٌ إجتماعِي
.
.
.
محمد مهدي الجواهري

" كيف؟ "

تساؤلاتٌ دارتْ فِي الأذهانِ دونَ فهمٍ لكِن بعضُ الشكوكِ تدُور

" جورلي مِن أينَ حصلتِ علَىٰ الخاتم؟ "

سمائياتٌ تُحدِق بهَا مُتسائِلاً الجَواب مِن فمِها و هِي الأخرَىٰ مُنصدِمة بِصمتٍ غرِيب

" وجدتُه فِي قبرِ والدة فلاريس "

" و هَل ذهبتِ مِن دونِي؟ "

فَوراً الصق كلِماتِ بِنبرةٍ يطغِيهَا الإنزِعاجُ وَ القَليلُ مِن الغضَب

" مَاذا و هَل ذهبتِ مِن دونِي الذِي يرىٰ يقُول أينَ ذهبتْ مُجرد قبرٍ فَارغٍ مفتُوح وَ وجدتُ الخَاتم تحتَ حجرِه "

تُبادِر بِذاتِ النَبرة مَعه وَ زُمردتَيها علَيهِ تتمَركز فَتتلاقىٰ لِثوانٍ معدُدواتِ كسىٰ بِه الصمتُ أبدَانهُم

" حسناً علَىٰ الأقـل الخَاتمُ معنَا الآن هَذا المُهِم وَ أمّا أمرُه فسوفَ نحِله "

بَاردٌ لَا يبالِي كعَادتِه أو هَذا ما يُعطِيه مِن هَالة... جَالِسٌ بِرجلٍ تطغِي علَىٰ الأخرَىٰ فَوقها وَ جُفونٌ مُتملِلة فِي الأطرَاف تَتفحصُ الأنظَار وَ الأبدَان لمَا تُبدِيه مِن رداتِ فِعل

أبدانٌ وَ أفئِدةٌ مُرهقَة معَ أعينٍ يستُر جمَالهَا السَوادُ وَ باطِنُها؟ كُلُّهَا رمَاد... رمَادُ القلبِ المُحترِق

" إذاً هَل تعتَقدُون أنَّ هَذه لُعبةٌ وَ نحنُ الدُميَة؟ "

أردفَ بِشكٍ يملئُ مُقلَتيهِ الذَهبِية و الأنَامِل فِي تَشابُكٍ فَوق الرُكبَة

" يبْدُو أنَّهُم يستَدرِجونَنا لِشَيءٍ مَا لكِنْ مَاذا! "

زمُردةِ العَينِ تُلقِي كلِماتِهَا خَالِيةً مِنْ الفِكر فِي الأمر فَتعُود بِإلقَاء مَا يجُول داخِلهَا مَنْ قَد يملِك البَعض مِنْ المَعلومَات

" الخَاتمُ هَذا... يبْدُو أنَّه غيرُ مُكتمِل أينَ النِصفُ الآخر؟ "

" تمَ سرِقتُها قبلَ أسبُوع وَ كنتُ فِي بحثٍ عَنها لكِنْ لَم أجِدهَا بَعد "

" و لِماذا سرَق النِصفَ و تَرك الآخر؟ "

" لِأنَّهُما فِي أماكِن مُختلِفة بِالطَبع "

The Chase Game حيث تعيش القصص. اكتشف الآن