الفصل الثاني عشر

14 4 0
                                    

الفصل الثاني عشر
في صباح يوم جديد أستيقظت أروي من النوم لتغتسل وتبدل ملابسها لتذهب إلي جامعتها فهي لم تذهب منذ يومين بسبب مرض والدها ، لكنه بخير الأن وسيخرج اليوم من المشفي ، فيجب أن يعود كل شئ لطبيعته وسابق عهده فعليها بمتابعة دراستها يكفي ما فاتها

بدلت ملابسها ووقفت تنظر إلي فستانها البسيط في المرآة وقد أعجبها وأثنت على ذوقها فأستدارات لتأخذ حقيبة يدها ودفترها لتذهب وتلحق بمحاضراتها ، رن هاتفها فوجدته نفس الرقم الذي لا يكف عن إرسال رسائل إليها فلا تفهم ما هو مضمونها وما هو مقصده من إرسال هذه الرسائل ، فتمتمت لنفسها ((ماذا تريد مني يا أدهم .))

وصلت أروي إلي الجامعة فكانت في طريقها إلي قاعة محاضراتها لتجد من يقطع عليها الطريق يقف أمامها رفعت بصرها لتنظر إليه وهي فرحة وسعيدة من داخلها فما أن أتت حتي أتي إليها ليراها ويطمئن عليها فهي لم تكن لتجيب على مكالماته أو رسائله ، فما أن رفعت بصرها ونظرت إليه لترتسم معالم الصدمة على وجهها وهي تري شريف هو من يقف أمامها ينظر إليها بنظرات متفحصة وكأنه يعريها من ملابسها فتحدثت بغضب قائله

(ما الأمر )

رد بكل استفزاز قائلا

(لا شيء أردت فقط أن أري الشمس وأستمتع بالنظر في بساتين عينيك وأشتم نسيم الحياة. )

أنهي حديثه وهو يأخذ نفساً قوياً بالقرب من رأسها مغمض العينين ، فتحدثت غاضبه من أسلوبه الفظ معها قائله

(ابتعد عن طريق حتي لا تتأذي )

لكزته في صدره وهي تمر من أمامه ، ضحك شريف بعدما ذهبت وهو يتذكر بأنه قد أهملها وأن أدهم أقترب ليكسب رهانه ويحصل عليها ، لا مانع لديه أن يفوز أدهم بالرهان ويحصل هو على سيارة أدهم الفارهه ذو الماركة العالمية ولكنه لا يريد ذلك ، لديه ما يكفيه فوالده رجل ثري يعمل ويجلب أموالاً طائلة لينفقها هو على نزواته وسهراته، أما والدته فهي لا تعيره أهتماما فهي تضيع يومها ما بين النوادي والجمعيات الخيرية  ، فليحاول وإذا خسر مبارك لأدهم ولكن يكفيه شرف المحاولة فالفتاة تستحق منه أن يبذل كل ما لديه من محاولات ليحصل عليها ، تذكر رهانه مع أدهم عليها وأن ثقة أدهم العمياء في نفسه جعلته يتنازل عن سيارته إذا ما خسر أما إذا كان هو الخاسر فعليه أن ينفذ لأدهم طلبا ما يطلبه أمام العلن ، وافق شريف علي مطلبه وأتفقوا معا وها هما يبذلان ما لديهم ليوقعوا بها ..

وجد من يخرجه من شروده ويضع كفه على كتفه فعرف صاحبها نظر له قائلا

(لقد كانت ثبحث عنك ، أقصد الأميرة الجديدة ، يبدو بأنك من ستفوز وسأحقق لك مطلبك ولكن أرجو منك ألا تطلب مني أن أقبلك كالعاشقين أمام الجميع )

أخذ يضحك ويشاركه أدهم في ضحكه ، بينما كانت أروي واقفه تراقبه من بعيد تفكر أعليها أن تطلق العنان لمشاعرها تجاهه أم تبقيها مقيده فهي تشعر بالخوف ولكنها لا تعرف إذا ما كان الخوف من أدهم نفسه أم من التجربه في حد ذاتها ، فأخذت تدور من حولها وتنظر للجامعة الخاصة التي تدرس بها وهي تفكر كيف أستطاع والدها أن يدخلها إليها لابد وأنه يدفع الكثير لتستطيع أن تدرس هنا ولكن من أين له بالمال ، ولما لم يدخلها جامعة حكومية لما أصر أن تدرس إدارة الأعمال بهذه الجامعة فكل من يدرس بها من الأثرياء فقط ذوات الطبقة المخمليه فكيف أستطاع تجميع الأموال  ، أخرجها مما تفكر فيه رنين هاتفها المتصاعد ، أمسكت بالهاتف لتجيب ولكنها فؤجئت به لا يرن ، وما زال الرنين مستمر والصوت من داخل حقيبتها فمدت يدها لتجد هاتف والدها وحافظة نقوده معها تذكرت علي الفور عندما مرض والدها ودخل المشفي ، فأعطوهم لها بالمشفي وقد وضعتهم في حقيبتها ولم تراهم إلا الأن ، تصاعد الرنين من جديد فلا تعرف أتجيب عليه أم لا ، بعد تفكير قررت أن تجيب وتخبره بأن والدها ليس هنا بالوقت الحالي ، ضغطت زر الإيجاب ليبادر المتصل قائلا

قلوب بريئة تنبض بالحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن