الفصل العاشر
فتحت باب الغرفة بقوه ودخلت وأغلقت الباب خلفها بهدوء علي عكس العاصفة التي دخلت بها ، فوقفت تستند علي الباب بظهرها وكأنها تستمد منه القوة والطاقة للمتابعة نظرت له فوجدته ممدداً على الفراش فقد طمأنهم الطبيب وقال بأن حالته مستقرة إن لم يكن في أمان تام فأدارت بصرها عنه ونظرت أمامها بخواء لتستعد لما هو قادم فخطت ليلي عدة خطوات إليه ووقفت أمامه فكان مغمض العينين بقيت تتأمله لبضع من الوقت وكم كبر وتغير فعشرون عاماً ليست بالقليلة ، فظلت تنظر إليه بمشاعر مختلطه ما بين الحب والكره ، الإشتياق والنفور لا تعرف بما تشعر تجاهه بالضبط لا تستطيع أن تحدد شعورها ولكنها سعيده برؤيته بخير وما زال يتنفس ، أقتربت منه لتنحني إليه تلمس كتفه وهي تهمس ((خالد))
لكنه لم يجيب عليها فنظرت له لتتأكد بأنه بخير ثم أجالت بنظرها لمؤشراته علي الأجهزة ولكنها لم تفهم منها شيئا لكنه علي ما يبدو أنه بخير .
أستقامت ليلي ووقفت بجواره فأمسكت بكفه بين يـ ــديها وتحدثت قائله
((خالد لا تغصب مني فيما أخفيته عنك ، فأنا قد أخطات وأنت قد أخطأت ، فقد حملتني ثمن خطأك سنوات طوال فجعلتني أشبه فتايات الليل والخليلات كم أمقت نفسي وأمقتك علي ما اشعرتني به كلما رأيت أولادي وتذكرت تلك الليله وأنا أترجاك بألا تفعل اخبرك بأنك ستكون خصيمي لتكف عما تفعله لكنك لم تنظر إلي ولم تترفأ بحالي فكم كان صعبا ما فعلته وما مررت به بعد ذلك .))
فأخذت تبكي ودموعها تتساقط بغزاره علي كفه التي تمسكها بين يـ ـديها تكمل حديثها
((أعلم بأنك قد فعلت ما فعلته معي من أجل حبك لي ولكني لم أوافقك ولم أعطيك الحق لتفعل ذلك لم اعطيك الحق لتنتهكني بتلك الطريقة بل كنت أتراجاك وأتخفي فيك منك لعلك تصحو من غيبوبتك وتنقذني من نفسك .))
شهقت بقوة وشهقاتها تتعالي فقالت وقد تركت كفه ورفعت يـ ـديها لتتلمـ ـس وجهها بأصا بع مرتجفه وقد رأت دموعه المتساقطة من طرف عينيها فقالت
((خالد أعلم بأنك تسمعني أرادت أن أخبرك بأنني الأن قادرة علي مسامحتك فليس في العمر بقيه ، أريد حقي فيك الذي سلبته مني ، عليك أن ترجع الحق لصاحبه ))
فتح عينيه ببطء ونظر لها نظرة حب و اشتياق وألم ووجع فكم تألم قلبه مما قالته ولكن ما أسعده بأنها تطالب بحقها فيه بعد مرور ذلك العمر ما زالت ترغب به ، ظلوا يتبادلون النظرات بينهم وقد رجع العمر بهم يتذكرون أيام صباهم ...
❈-❈-❈
كانت نائمه تغوص في بحور أحلامها فتري نفسها تقف تستند بمرفقها إلي النافذه تتطلع أمامها بفرحة وسعادة لتقع عيناها علي شاب طويل ووسيم يقترب من أول الطريق فظلت واقفه تنظر إليه يقترب ليقف في مكانه يبادلها النظرات بأخرى ولكنها لم تتبين ملامحه فتابع السير بإتجاه منزلها وصعد إليها ، دخل من باب البيت فاسرعت متجهة إليه وقفت أمامه فوضع يده على خص—رها ومال عليها ليطبع قب—–لة شغ—وفة فأغمضت أروي عينيها وهي تتنفس بسرعه تحاول تهدئه ضربات قلبها أثر قب—لته الشغوفة فشلت أطرافها وهو ينقض علي شفتيها بقب—لة ثانية فتسمرت في مكانها لا تستطيع التحرك ولا أن تجاريه في قب—لته، ترفأ بها عندما وجدها تجاهد لتتنفس فتركها لتأخذ نفساً قوياً ونظرت له لتتعرف عليه فالحقد والغل يملأن قلبها في تلك اللحظة بطريقه شريرة لم تعرفها من قبل ، فالصدمه والغصب هما ما يسيطران عليها في ذلك الوقت ،بينما هو غمز لها بطرف عينه وهو يتبخر ويختفي من أمامها ، فوقفت تبحث عنه بعينيها لكنها لم تراه ، صوت طرقات قوية هي ما أخرجتها من حلمها ، أستيقظت من النوم فزعه فسمعت أصوات الطرق من جديد وقفت لتتوجه لباب البيت لتري من فخيل لها بأنه من الممكن أن يكون زائر أحلامها أيعقل أن يكون قد عاد مرة أخري لقد وعدها بانه سيذهب ولن يعود ثانية لقد ذهب من الواقع ليزورها بأحلامها فقد أثرت عليها زيارته لها ليشغل حيزا من تفكيرها ويبقي بداخل عقلها الباطل فما ان اغمضت عينيها ليظهر أمامها من جديد فكم كان وغدا منحرفا