"الفصل الرابع"

98 26 16
                                    

«بسم آلله الرحمن الرحيم»
الأمان هو شعور جميل جداً. يمكن أن نشعر ب هذا الشعور عندما تأتي لنا مصيبة ما و نشاهد الذي يحمينا من اي خطر. يكون هو الدار الأمن الذي نلتجئ إليه في اي وقت. يمكن ان يكون هذا الدار   هو الصديق او الأب او الحبيب.  و لكن المكان  الأكثر أمان من كل ذلك هو الله عز وجل.  عندما نشعر ب أي تعب او خطر نلجئ إلي الله هو الوحيد القادر علي تغير كل شيء في لحظة!!

بعد الحديث الذي تفوه به "موسى" كانت زينب في حالة غريبة. تشعر بالخوف و السعادة في وقت واحد كيف سوف تخبر اهلها انها تزوجت من دون علمهم. حاولت زينب ان تترك شعور الخوف الذي تشعر به الأن و ان تتمالك نفسها و تتحدث لكن تحدث "موسى" قبلها:
-مالك ساكتة كدا ليه، انتي غيرتي رأيك ولا ايه "
تحدثت "زينب" بصوت مبهج بعدما نجحت في اخفاء خوفها:
-لأ طبعاً اغير رأي ايه بس، انا بس مش مصدقة انك وافقت "
- طب دلوقتي جاهزة نكتب الكتاب امتي "
بعد برهة من التفكير تحدثت "زينب":
-يوم الجمعة هكون فاضية انا و مريم "

تم الأتفاق  علي يوم الجمعة لعقد القران و عادت زينب لمنزلها مرة أخرى بعدما شعرت ان المسمي ب أدم لن يقترب منها  مرة اخري ولكن ليس كل ما نشعر به صحيح!!!
بعدما مر يومان لم تشعر بهم زينب اطلاقا هي حتي الأن لا تصدق ان اليوم هذا هو اليوم الموافق لعقد قرانها تشعر وكأنها في حلم
اجرت "زينب" اتصال ب خلها الذي يعيش ايضا  في لندن، فهذا هو السبب الرئيسي لموافقة اهل زينب علي جعلها  تسافر إلي لندن، اجرت زينب اتصال به كي  يكون وكيلها في عقد قرانها و بعد محاولات عديدة استطاعت زينب ان تقنع خالها ان لا يقول لوالدتها اي شئ بعدما قصت عليه خطتها مع تغير بعد من الحقيقة كي تسطيع أن تؤثر عليه  و بسبب قضاء خالها اكثر من نصف عمره في الخارج و ممارسته لعادات وتقاليد  الغرب و فقده ل هوايته الأصلية و عادات و تقاليد بلده أقتنع بخطة زينب و وافق عليها  . 
           ________________________
لا يوجد اسوء من ان يفقد احدهم هوايته الأصلية و يختلط  ب عادات و تقاليد بلد اخري غريبة عنه  لا تعرف شئ عن الأخلاق والدين.
بعد محاولات عديدة من مريم اردت زينب فستان ابيض بسيط يصل إلي بعد ركبتيها  بقليل و بعض الزينة البسيطة علي وجهها  ولكن علي عكس مظهر زينب الجميل كان الحزن ظاهر ب شدة علي وجهها من ينظر ل زينب في هذه اللحظة لا يشعر انها عروسة و  أن هذا ميعاد عقد قرانها لا تدل عليها اي معالم فرحة تحدثت "مريم" كي تخرج زينب من هذه الحالة التي تلبستها :
-طب ايه ذنب الواد الغلبان إللي هيتجوزك يشوفك بالمنظر دا ، انا بعطف علي الواد دا من دلوقتي "
تحدثت "زينب" وهي مغتاظة من حديث مريم هذا:
-مريم بقولك ايه اسكتي خالص، انا أصلا بفكر اهرب زي الأستاذة امينة خليل "
-ليه كدا بس  يا بنتي "
تحدثت "زينب" و بدأت الدموع تتكون في عينها:
- مريم انا كنت بحلم باليوم دا، بس كنت بحلم ان يكون معايا اهلي في يوم ذي دا "
-انا عارفة قد ايه الموضوع بالنسبة ليكي صعب  بس خليكي فكرة ان احنا بنعمل كدا عشان أيه   "
أزالت "زينب" الدموع من أعينها وهي تتحدث:
-ايوا صح عندك حق "
ذهبت "مريم" لشراء طعام من المطعم. كان المطعم قريب من منزل زينب فبعد حوالي اكثر من نصف ساعة كان باب المنزل يدق ذهبت "زينب" سريعا كي تفتح باب المنزل و لكن رأت الشخص الذي يلازمها دائما في أحلامها الوغد المسمي ب أدم حاولت زينب أن  تغلق باب المنزل  سريعا لكن دون أن يعطيها أي فرصة  دخل لمنزلها وهو يتحدث:
-زينب تبدين أحلي بدون هذه البقع التي تلطخ وجهك، هل هذه الزينة من اجل زوجك الأبله "
-نعم هذه الزينة من اجل زوجها الأبله "
لم تسطيع زينب التحدث فقد سبقها "موسى" ب  الحديث و لم يكتفي بذلك الحديث بل أكمل بنبرة تدل علي أن أدم حفر قبره بنفسه:
-في المرة الأولي التي خطفت بها زينب كنت اتمني ان أذهب و اقتلك  لكن في ذلك الوقت كانت زينب مجرد جارة لي، لكن الأن فهي زوجتي "
لكمة في منتصف وجه أدم جعلته يترنح للخلف بسبب قوة الكمة وبعد عراك  بين موسى و أدم استمر لمدة ربع ساعة ولم ينتهي هذا العراك من     صراخ  زينب  حتي يتوقف كل منهما عن ضرب الأخر  نال موسى  بعد اللكمات التي أصابت وجهه ولكن حصل أدم علي  النسبة  الأكبر منها
فر  أدم هاربا إلي خارج وهو يتحدث:
-هذا ليس أخر لقاء بيننا زينب  سوف أراكي قريبا جميلتي  "
حسنا لماذا هي بالأخص ما يحدث معها كل هذا كانت زينب بين أحضان مريم تبكي بصمت دموع تسقط فقط  علي وجهها حتي تحدث "موسى" وهو يحاول ان يهدأ زينب  بسبب الوغد أدم:
-زينب اهدي الواد دا مش هيقدر يجي جمبك تاني دا عيل جبان وهرب أصلا، انا معاكي متخافيش "
هي كلمات صغيرة لكن كانت قادرة علي جذب انتباه  زينب أكمل "موسى" حديثه بعدما لاحظ أن زينب انتبهت لحديثه:
-أهدي كدا و امسحي دموعك دي و كل حاجه هتبقي زي الفل انا هطلع  استناكي برا لحد ما تجهزي "
بعد مرور عشر دقائق خرجت  زينب و خلفها مريم  إلي موسى و خالها  كي تذهب إلي المسجد الذي سيقام فيه عقد القران. لم تشعر زينب بالوقت ألا عندما استمعت إلي المأذون وهو يردد جملته الشهيرة "بارك الله لكم و بارك عليكم و جمع بينكم في خير"
ذهب خال زينب إليها أولاً و قبلها من رأسها و تابعته مريم التي ظلت تحضن زينب و ترمي لها بعض النكات كي تجعلها تضحك أما موسى أكتفي بأن يقول لها "مبروك"
أخذ موسى زينب و مريم إلي مطعمه كي يحتفلوا احتفال صغير بمناسبة عقد قرانه علي زينب.  بعدما جلسوا جميعا علي طاولة تطل علي منظر بديع  للغاية تحدثت مريم وهي مبتسمة:
-بجد اول مره أخد بالي ان المنظر من هنا حلو اوي، و حاسة كمان أن انا رخمه لأني قاعدة المفروض أقوم أمشي "
تحدث موسى و هو يضحك لها:
-كلك نظر والله "
بعد حديث موسى أسرعت مريم بالهرولة إلي الخارج كي تجعلهم يجلسون بمفردهم تحدثت زينب فهي من بعد ما حدث في منزلها وهي صامتة:
-انت كويس؟ حاسس بوجع "
-افتكرتك والله العظيم مش بتحسي يعني المفروض أموت جنبك عشان تسألي السؤال دا "
أبتسمت زينب علي حديثه المازح لها وهي تتحدث:
-انا أسفة بجد بس بعد الخناقة إللي حصلت وانا بس مصدومة شوية "
-عارف بس عايز اوعدك وعد طول ما أنا موجود جنبك البني أدم القذر دا مش هيعرف يجي جنبك "
أبتسمت له زينب أبتسامة صافية بها أمتنان له علي حديثه هذا ثم تذكرت شئ سريعا جعلها تتحدث:
-الطيارة إن شاء الله ميعادها يوم الأثنين هكون خلصت أمتحانات و تممت علي الورق "
-تمام "
لم تنتهي الجالسة من مزاح موسى ل زينب كي يجعلها تنسي ما حدث منذ قليل بعد مرور ثلاث أيام لم تخلي من مكالمات موسى ل زينب كي يطمئن عليها
كانت زينب تتحدث مع مريم علي الهاتف و هي ترتب اغراضها للسفر حيث  متبقي ثمانية ساعات فقط علي الطائرة تحدثت زينب وهي تضحك:
-والله يا مريم من ساعة لما موسى ضرب أدم و انا من ساعتها حاسة إني متجوزة زعيم عصابة و لحد دلوقتي مش قادرة أفهم  شخصيته  الغريبة دي "
-ليه يعني يا بنتي الراجل زي الفل لحد دلوقتي "
-ما دي المشكلة، دلوقتي ب يهزر معايا و ب يضحك عادي أوقات تانية يبقي الراجل الغامض ب سلامته و يتعامل ببرود"
-كبري دماغك يا زينب "
-مش هقدر اوعدك بصراحة "
بعد حديث أستمر لدقائق أغلقت زينب الهاتف في وجه مريم بعدما ظلت تسخر علي شكل زينب أثناء بكائها و تشبها ب اخت طه حسين الشكاء البكاء أجرت زينب أتصال ب أختها الوحيدة نورا كي تخبرها أنها ستصل مصر علي تمام الساعة الخامسة مساءا ثم رحلت هي و موسى سريعا إلي المطار و بعد وصلهم ب ساعتين إلي مطار صعدوا علي متن الطائرة و بسبب ارهاق زينب نامت نوم عميق بسببه جعلت كل من في الطائرة يشهدها  و موسى يحاول ان يجعلها تستيقظ بدأت زينب تستمع إلي كلمات موسى التي كانت عبارة عن "حرام عليكي فرجتي الناس علينا قومي بقا" بدأت زينب ب استعاد وعيها ثم تحدثت:
-ايه في ايه "
-لأ مفيش حاجه خالص شكلي بس هشوف معاكي ايام طين "
بعد حديث موسى هذا أخذها و هبطوا من علي متن الطائرة و ظلت زينب تحاول أن تفتعل معه أي شجار  بسبب حديثه لها في الطائرة ولكن موسى لم يعطي لها فرصة كان يرد عليها ب كل برود

في مكان اخر في المطار كانت نورا أخت زينب تحاول ان تعثر على أختها وسط كل هؤلاء الناس  حتي هتفت ب صوت مرتفع عندما عثرت علي أختها:
-ماما زينب وصلت الحمدلله، بس مين إللي ماسك أيديها دا؟!! "
        __________________________

-لَآ تٌلَقُ ضهّرکْ إلَيَ غُيَر مًکْتٌرثً
-مًآدٍآمً يَصّحًبً فُيَهّ روٌحًکْ آلَبًدٍنِ
-المتنبي 🤍✨
+يتبع ❤✨
        __________________________
أيه رأيكوا في بارت النهار ده؟
اخر حاجة أعملوا بقا Vote ⭐

 رأي اخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن