"الفصل التاسع"

70 12 27
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
يا لكِ من دنيا خادعة، تخادعين من يعيش فيكِ بأشياء فانية ليس لها قيمة. أصبحت الناس بسببك يسيرون في الشوارع والطرقات ينظرون لجهاز بين أيديهم لا يرفعون اوجههم عنه، أصبحنا في دنيا الناس فيها أفواههم مغطى بقماشة بادية، تمنعهم من قول الحقيقة. أصبح الشيطان يتعجب من أفعالنا، التي تفوقنا عليه فيها. أصبحنا في دنيا تبيع فيها الأطفال أحلامهم، مثلما قال الأديب نجيب محفوظ:
"وأحلامُ الأطفال قطعة حلوى، وهذا الطِّفل يبيعُ حُلمَه.!!.."
________________
"وصفولي الصبر لقيته خيال و كلام في الحب" هذه الكلمات التي بدأت بيها ام كلثوم بالغناء و التي كانت تستمع اليها زينب و هي تشرب كوب من الشاي بالنعناع و تحاول ان تنسي ما فعلته في ليلة امس و تصفي ذهنها حتي تستطيع ان تستعد ل هذا اليوم الملئ بالأحداث و لكن استمعت إلي صوت يوجه الكلام إليها:
-يارب نص روقانك و لن اشكي و لن ابكي "
نظرت لها زينب و هي تتحدث ببرود لأول مره:
-يارب يا كيمو "
تعجب كريم من طريقة حديثها ثم غمز لها وهو يتحدث:
-لأ في تطور واضح بدأنا نلقط منه "
-قصدك علي مين "
تحدث كريم وهو ينظر لها و يحاول ان يتحكم في نفسه و عدم امساك كوب الشاي الذي بين يديها و كسره عليها ثم ابتسم ابتسامة باردة:
-هتكوني بتلقطي من مين؟ اكيد مش من امي يعني، قصدي علي جوزك يا حجة ولا انتِ نسيتي انك متجوزة ولا ايه حكايتك "
-ينهار اسود دا انا نسيت فعلاً دا النهار دا الفرح "
-زينب ممكن نتكلم حبة جد، انا زعلان منك يا زينب انتِ رجعتي تخبي عليا تاني "
نظرت له زينب و هي تحاول ان تبتسم و لا تظهر ارتباكها:
-لأ طبعاً يا كيمو، متخفش مش مخبية عليك حاجة "
تحدث كريم وهو ينظر لها نظرة لا تفهمها إلا زينب فقط:
-عموماً يا زينب انا موجود في اي وقت و جاهز اسمعك و خليكي فاكرة إن ليكِ اخ "
ثم غادر الشرفة و تركها لكن ظلت زينب تفكر في هذا الحديث مراراً و تكراراً خوفاً ان يكون كريم علم ب أي شئ عن الخطة لم تستمر في تفكير كثيراً و ذهبت الي غرفتها كي تجلب شئ منها
كانت عبارة عن علبة دواء اخذت منه ثم تجرعت الماء بعدها و لكن تفاجئت زينب و سقط منها كوب الماء عندما سمعت موسى يتحدث فجأة:
-يا نهار اسود يعني مجنونة و كمان مدمنة، ليه يارب كدا ليه تكون اول جوازة ليا من واحدة مدمنة "
تحدثت زينب و هي ممسكة بعلبة الدواء و تحاول رميها علي هذا المختل الذي امامها:
-انتَ شارب ايه علي الصبح بجد، مدمنة ايه الله يخرب بيتك دا مجرد مهدئ "
تحدث موسى وهو يضحك علي منظرها المنفعل هذا:
-شارب نسكافيه علي الصبح بس ساعات ب يعلي معايا، و بعدين كان فين المهدئ دا امبارح يوم لما كسرتي الأوضة "
تحدثت زينب وهي تنظرله ببعض من الحزن:
-ساعات بنسي اخد المهدئ و مش باخده بس الا وقت الزوم او لما اكون متوترة، و بعدين انا باخد المهدئ النهار دا عشان اعرف اكمل بقيت اليوم من غير ما اقتل حد خاصة اني هشوف عائلة العقارب "
-I am so excited "
-انتَ لسه شوفت حاجه دا هيبقي يوم....... "
ثم استمعوا الي صوت الطرق المستمر علي باب الغرفة فذهب موسى سريعاً لفتحه و عندما فتحه دخل كريم اولا و تليه نورا ثم مريم تحدث كريم وهو يضع القلم خلف اذنه كمان يفعلوا النجارين مما يجعله شكله مضحك:
-بسم الله الرحمن الرحيم كان عندي كام سؤال قبل ما موسى يروح يجهز و العروسة بتاعتنا تيجي ليها ال ميكب ارتست "
تحدثت زينب وهي تحاول ان لا تضحك:
-اتفضل اسأل "
- اولاً ايه النوع المفضل من الأغاني بتحبوا تسمعوا، اعرفكوا ب نفسي معاكوا كيمو محمود الدى جي الرسمي للفرح "
تحدث موسى ب ضجر:
-يعني ملقناش غير البني ادم دا يبقي هو الدي جي، عموماً يعني انا بحب اسمع ويجز و احمد مكي "
-وانا بحب اسمع امير عيد "
-بسم الله ماشاء الله و دي اعملها ازاي دي، راح فين زمن عصام صاصا الجميل، يعني انا دلوقتي اشغل في الرقصة السلو بسرح واتوه ولا ايه يعني "
تحدثت زينب وهي تضحك:
-و احنا نعمل ايه مش انتَ اللي سألت اتصرف بقا يا كيمو "
نظر كريم لهم ببعض من الغضب ثم ترك ليهم الغرفة بأكملها ثم تحدثت نورا:
-معلش بقا يا موسى ممكن تروح تجهز في اوضة الأخ كيمو عشان نعرف نجهز العروسة "
-تمام ماشي مفيش مشكلة "
بعض مرور الكثير من ساعات في تجهيز العروسة و تجهيز الشقة حتي تشبه قاعات الزفاف و تقدر علي استقبال الناس المعزومة علي الزفاف و بعدما انهت الميكيب ارتست شغلها اردت زينب فستان الزفاف و كانت في منتهي الجمال ف ملامح وجهها المصرية البسيطة مع بعض من الزينة تجعلها جزابة تحدثت والدة زينب وهي تحاول كبح دموعها:
-اللهم بارك يا حبيبتي شكلك زي القمر "
ثم ارتمت زينب في احضانها و والدتها ظلت تبكي دون توقف اما زينب كانت في عالم اخر تفكر في عائلتها التي خادعتهم و تظل توهمهم حتي الأن انها تحب موسى و تعيش معه قصة حب من العيار الثقيل استيقظت زينب من دوامة تفكيرها علي صوت نورا و هي تتحدث:
-انا هروح طوالي انده علي موسى عشان ياخد عروسته القمر دي "
ثم تركوا جميعاً الغرفة و ذهبوا ل نداء موسى اما زينب ف
كانت ممسكة ب هاتفها و تجلس علي الكرسي ثم استمعت الي صوت طرق علي باب الغرفى ف علمت علي الفور من هو الطارق و لكن لم تترك الهاتف من يدها عندما دخل موسى للغرفة حتي تحدث وهو ينظر لها ب استنكار:
-معلش احنا اسفين يا عروسة هناخدك من الموبايل شوية، دا منظر واحدة فرحها النهار دا "
-انت هتمثل ما احنا طبخينوا سوا "
-اه انا بحب امثل، المهم يلا بقا نخرج عشان الناس كلها جت اصلا"
عندما تقدموا إلى الخارج انطلقت الزغاريط و المبركات للعريس و العروسة و في الخلفية تصدح اغنية ل عنبة (العو جيه العو حضر) تحدث موسى بصوت منخفض وهو يبتسم للحضور:
-هو ايه القرف دا اللي اخوكي مشغله "
-والله معرف، حسبي الله ونعم الوكيل فيه "
بعد العديد من المبركات ذهب موسى للشرفة بعدما شعر بالأختناق بسبب شدة الزحام و بعد مرور بعض من الدقائق سبقته زينب علي الشرفة ف كان المشهد كالتالي موسى يقف مفرده في الشرفة و اذان العشاء يصدح في الخلفية تقدمت زينب للوقوف بجانبه و لكن هو لم يشعر بوجودها ف هو مان في عالم اخر كان يستمع للأذان جيداً و يردد خلفه كانت زينب تنظر له و لحظت بعض من الدموع المتكونة في اعيونه فتحدثت سريعاً وهي متعجبة:
-موسى انت بتعيط "
مسح موسى سريعاً دموعه وهو يتحدث:
-انتِ هنا من امتي؟ "
-من عشر دقايق كدا، انت كويس؟! "
تحدث موسى وهو يبتسم لها:
-متخفيش مفيش حاجه انا كويس جداً كمان "
-امال كنت بتعيط ليه؟ "
-أبداً يا ستي بس قدامك واحد بقاله اكتر من سبع سنين بيسمع الأذان علي الموبايل بس،بجد شكراً ليكِ اوي يا زينب بسببك انا قدرت انزل بلدي من تاني و اسمع الأذان فيها "
تحدثت زينب وهي تبتسم له:
-المفروض انا اللي اشكرك انا من غيرك كنت زماني متجوزة من ابن عمي الأهبل دا "
تحدث موسى وهو يضحك علي اخر حديثها:
-دا طلع عيل رخم اوي بصراحه ربنا يكون في عون اللي هتتجوزه، وبعدين ليه السيرة المعفنة دي دلوقتي و انتِ كدا شكلك زي القمر "
-عندك حق مين دا أصلا اللي اجيب في سيرته "
تحدث موسى وهو ينظر له ب استنكار:
-هو دا اللي لحظتيه من كل كلامي طب و بالنسبة ان شكلك زي القمر "
-اصل هقولك ايه يعني "
-هو انتِ ايه يا بت مش بتكسفي"
لم تسطيع زينب التحمل و ظلت تضحك دون توقف حتي تحدثت بعدما تمالكت نفسها:
-اقسم بالله انتَ مش طبيعي، هو انتَ يوم تكون بارد و يوم بتهزر و يوم غامض انتَ مين فيهم بالظبط "
تحدث موسى وهو ينظر لها بغرور:
-التنوع مطلوب برضو، يا نهار اسود احنا نسينا الناس اللي برا "
ثم انطلقوا سريعاً إلي الخارج و ظلوا جالسين مع المعاظيم ل ساعات يتحدثون عن اشياء كثيرة حتي شعروا بالملل و بدأت المعاظيم في المغادرة واحد تلو الأخر و بعد مغادرة الناس جميعاً معادا مريم صديقة زينب تحدث كريم:
-بقولكم ايه انا محضر ل موسى و زينب مفاجأة هي مش مفاجأة اوي يعني "
تحدثت زينب وهي متحمسة جداً:
-قول بسرعة ايه هي المفاجأة "
-و انا اقول ليه؟ يالا دلوقتي كلنا نتحرك للمفاجأة"
بعدما انهي كريم حديثه ذهبوا جميعاً لتغير ملابسهم للذهاب الي المفاجأة و بعد مرور نصف ساعة كان الوضع كالتالي كريم يسوق السيارة و بجانبه موسى و في الخلف مريم و نورا و زينب تحدثت مريم ببعض من الخوف:
-هو ايه الطريق الضلمة دا يا كريم، انتَ خطفنا ولا ايه؟ "
-ممكن تسكتي لوسمحت "
تحدثت زينب وهي تحاول ان لا تنام:
-طب بقولك ايه شغل اغاني عشان افضل صاحية لأن حايه ان هيغمي عليا "
استمع كريم الي حديثها و بدأ ب أشغال الأغاني و كانت اول اغنية من نصيب ام كلثوم ( كان لك معايا) بعدما انتهت الأغنية كانوا قد وصلوا إلى المكان المنشود ثم بدأوا بالنزول من السيارة و عندما رأت زينب المفاجأة التي قد جهزها لها كريم بدأت بالبكاء و ذهبت سريعاً ل أحتضانه تحدث كريم وهو يحاول ان يجعلها تتوقف عن البكاء:
-في ايه يا زينب اهدي، دي هدية بسيطة اوي يا بنتي امال لو كنت جبت ليكي مرسيدس كنتِ هتعملي ايه؟ "
______________________
في مكن اخر كانت تتحدث ملك مع والدتها و تقول:
-والله يا ماما هو دا اللي سمعته شكلها زينب مخبية حاجه علي اهلها "
-شكلها ايه بس، دا اكيد مخبية حاجه عليهم دي طول عمرها بتاعت مصايب "
-عندك حق يا ماما طول عمرها كدا، بس انا بقا هحاول اعرف ايه هي الحاجة اللي مخبيها"
______________________
-كل جريح ترجي سلامته "
-إلا فؤاداً دهته عيناها "
-المتنبي 🤍
+يتبع 🤍
___________________________

-وحشتوني وحشتوني علي رأي الفنانة وردة 😂♥
- متحمسة جداً اعرف رأيكوا في البارت الجديد🌚
-تخيلوا ايه هي المفاجأة اللي عملها كريم ل زينب؟
-تتخيلوا العقارب دول بيختطوا ل ايه 😂؟
-و في الأخير القاكم قريباً ♥

 رأي اخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن