"الفصل الثامن"

78 16 8
                                    

«بسم الله الرحمن الرحيم»

فالحقيقة الأنسان ضعيف جداً.و كاذب من يقول عكس ذلك. فكل انسان منا يحتاج الي شخص داعم له يقف بجانبه في كل محنة و في كل فرحة. يكون له السند في الحزن قبل الفرح.  كل انسان منا يحتاج الي حضن يرتمي إليه وقت ضعفه و حزنه. لا يوجد  فرق ان كان هذا الحضن من والدتك ام صديق دربك ام حبيبك الذي لا تقدر الاستغناء عنه. ف جميعهم كافلون ان يشعروك بالحب و الحنان .

بعدما سقط كوب الشاي باللبن من يد زينب خرجت سريعاً خارج المنزل و اغلقت الباب خلفها  ثم تحدثت ب عصبية بسبب هذه المفاجأة الغير متوقعة:
-انتِ ايه اللي جابك يا مريم الزفت انتِ؟"
الله يسلمك يا حبيبتي، هو ايه اللي جابك هي دي المقابلة فين حمدالله علي  السلامة فين الحضن   "
تحدثت زينب ب صوت مرتفع دون قصد:
-اللهم لا أسألك رد القضاء و لكن اسألك اللطف فيه،
الله يحرقك  يا مريم بوظتي ليا انا و الواد الغلبان الخطة "
قبل ان تتحدث مريم و تستفسر عن ماذا تتحدث و ماذا تقصد بالخطة، فتح كريم  باب المنزل ثم تحدث  وهو  ينظر لهما بشك بسبب وقفتهم خارج المنزل: 
-ايه اللي مواقفك بره كدا يا زينب و مين دي كمان"
ابتلعت زينب ريقها ثم نظرت ل مريم ب توتر وهي تتحدث:
-دي مريم صحبتي من لندن و لسه جاية من السفر فكنت ب جري اسلم عليها راح الباب قفل من الهوا "
تحدث كريم وهو ينظر لها ب استهزاء:
-سبحان الله الباب قفل من الهوا و أصلاً مفيش هوا حاضر هصدق، عموما كنت بدور عليكي عشان نفطر مع بعض كلنا يلا تعال بقا نفطر و معانا صحبتك الأجنبية دي "
ثم ترك زينب تنظر له ببلاهة هي و صديقتها و ذهب الي الداخل مما  جعل زينب تتمالك نفسها و تلحق به هي و مريم إلي داخل بعد وصلة ترحيب من اهل زينب ب مريم و بعد صدمت كريم بمعرفته أن مريم مصرية الجنسية بسبب تشابه ملامحها ب ملامح الغرب.
قررت زينب أن تأخذ مريم و موسى في رحلة تسوق من اجل حفلة اعلان زوجها من موسى كما طلب  منها والدها و بشرط  اقامتها في اسرع وقت  كانت زينب تجلس في المقعد المجاور ل سائق و مريم في الخلف و موسى هو من يقود السيارة تحدث موسى وهو ينظر حوله ب توهان:
-بعيدا عن نوع عربيتك القديمة طحن دي يا زينب،  بس انا بقالي حوالي اكتر من عشر سنين مش باجي مصر و مش عارف الطرق كويس فممكن حد فيكم يتكرم و يشغل ال GPS "
تحدثت مريم وهي تكتب العنوان علي ال GPS:
-انا هتكرم و اعمل search "
تحدث موسى وهو ينظر لها ب كره:
-برضو بكرهك يا مريم و حسبي الله ونعم الوكيل فيكي انتِ و صحبتك، انا كان مالي و مال القرف دا كان زماني قاعد دلوقتي في المطعم من غير وجع دماغ "
تحدثت زينب ب عصبية كعادتها:
-طب وهي صحبتها عملتلك ايه عشان تحسبن عليها،  و بعدين محدش ضربك علي ايدك عشان توافق تساعدني "
-بحسبن عليكي عشان طريقة كلامك و العصبية بتاعتك دي بحس ساعات انك هتقومي تقتلي حد،
يلا الحمدلله علي ابتلاء ربنا "
تحدثت  زينب وهي تنظر له بصدمة و تفكر هل يقصد انها ابتلاء له من الله:
-يارب اكون فاهمة غلط لأن لو طلع اللي في بالي هتشوف العصبية اللي بجد "
تحدثت مريم بصوت مرتفع كي تجعلهم يتوقفون عن المشاجرة:
-اسكتوا بقا فيه ايه؟ هو انتوا ايه علي طول كدا  في خناق،  بقولك ايه يا موسى اقف هنا كدا عشان انزل انا هروح اقعد في الفندق أحسن بدل الأزعاج دا "
تحدثت زينب بهدوء ينفي ما كانت عليه من دقائق:
-ليه بس كدا يا بنتي؟ "
-لأ كدا احسن أصلا اهو الفندق جمب المول روحي بقا  انتِ و موسى اشتروا الحاجة "
ثم غادرت السيارة و تركتهم ينظرون لبعض بصمت لمدة ثواني ثم تحدث موسى:
-بصي بقا قبل لما ننزل مش عايزين خناق في المول  مش معقولة يعني عرسان و رايحين يتخنقوا "
نظرت له زينب بعصبية و هي تتحدث:
-حاضر لما نشوف اخرتها "
بعد دخولهم إلى مركز التسوق بدأت زينب بأختيار فستان مناسب لها حتي ارتدت فستان ابيض بسيط و رقيق جداً و  قصير يصل إلى حد الركبة خرجت الي موسى كي يقول رأيه بالفستان تحدثت زينب وهو مترددة:
-ايه الفستان حلو ولا لأ"
نظر لها موسى ببرود و هو  يتحدث:
-استغفرالله العظيم شكله يقرف عليكي  شوفي حاجة تانية بسرعة  "
-اوف بقا بقولك ايه انا زهقت انا هاخد دا و خلاص "
-هيطلع عليكي لقب اوحش عروسة في الموسم  "
نظرت له زينب بفارغ صبر وهي تتحدث:
-خلاص ماشي هاخد  واحد تاني "
بعدما اشترت زينب فستان  اخر  ذهبت مع موسى لشراء حلة  له حتي   تليق بحفلة الزفاف حتي ارتدي حلة في منتهي الجمال فتحدث موسى وهو متردد بعد الشئ:
-ايه رأيك؟ "
تحدثت زينب بمثل طريقته التي يتخذها عندما يتحدث معها:
-وحشة جداً بالطريقة دي انتَ ممكن تاخد لقب اوحش عريس في الموسم "
-يا كان نفسي اخد القب دا من زمان خلاص هشتري البدلة دي "
-وحشة اوي بجد، دا انت بالمنظر دا تاخد لقب اوحش عريس في الموسم "
تحدثت زينب وهي تضغط على اسنانها بعصبية:
-دا انت عيل رخم والله "
بعد العديد من المشاجرات التي حدثت بينهم انتهي  اليوم أخيرا بها في منزلها تشاهد التلفاز و بجانبها والدها و موسى و كريم تحدث كريم وهو يندر ل زينب بفرحة:
-مش مصدق نفسي اني هشوفك عروسة خلاص بجد عايز اعيط "
تحدثت زينب بضيق:
-لأ بقولك ايه انا زهقت من العياط شوف طريقة تانية تفرح بيها غير العياط"
بعدما انهت حديثها ارتمت في وجهها وسادة و كان بالطبع كريم هو من رمي  عليها الوسادة ثم تحدث وهو ينظر ل موسى بعطف:
-ربنا معاك يا بني والله انتَ مستحمل البت دي ازاي "
-بتعامل معها علي اساس انها ابتلاء من ربنا "
تحدثت زينب بعصبية:
-يا سبحان الله بقيته زي السمنة علي العسل و عاملين تحدفوني لبعض "
تحدث والد زينب بدون سابق اي انزار ليقطع هذه الحالة الجميلة بينهم و يبدلها بالصدمة:
-موسى الفرح هيتعمل بكرا و هيبقي هنا في البيت  و دا اخر كلام عندي "
ثم ترك المكان بأكمله و تركهم علي حالة الصدمة التي تلبستهم ظلوا علي هذا الوضع حتي تركت زينب المكان بصمت  و دخلت إلي غرفتها مما جعل كريم يقلق و يتحدث:
-موسى قوم شوف زينب بسرعة هي لما بتسكت كدا  يبقي معناها انها في قمة عصبيتها "
ترك موسى كريم يجلس لوحده و ذهب لزينب وهو يفكر في حل لهذه المشكلة التي حلت عليهم لكن عندما دخل إلي الغرفة شاهد منظر لأول مرة يشهده في حياته زينب تلتقط أي شئ امامها و تلقيه علي الحائط و ارضية الغرفة كانت مليئة بقطع الزجاج المتنثرة في جميع ارجاء الغرفة و قدمها مليئة بالدماء من يري هذا المشهد يشعر و كأن هذه الفتاة هاربة من مستشفي الأمراض العقلية و النفسية دون ان ينطق موسى بأي كلمة ذهب سريعاً إلي زينب و امسك يدها جيداً حتي لا تقوم بكسر شئ اخر و كي يجعلها تفيق من هذه الحالة التي تلبستها  تحدث موسى سريعاً وهو مقيد حركتها:
-زينب فوقي يا زينب، ايه اللي حصلك بس؟ "
بدأت زينب تعود إلي وعيها بالتدريج ثم نظرت حولها إلى ما فعلته في الغرفة وعندما شعر انها بدأت تعود الي وعيها تركها موسى تجلس علي  الفراش ثم تحدث:
- ممكن تفهميني ليه بتعملي كده في نفسك عجبك كدا يعني اللي مش بتوقف دم دي "
تحدثت زينب بصوت مرهق بسبب كل المجهود التي فعلته في تكسير الغرفة:
-اكيد غصب عني بس خلاص اتعود علي كدا،  كل لما تكون العصبية عندي اوفر بكسر أي حاجة قدامي عشان اهدي "
تحدث موسى وهو ينظر لها بشفقة:
-لأ يا زينب لازم تغيري العادة دي، و بعدين انا كنت شاكك بس دلوقتي اتأكد "
-اتأكد من ايه؟ "
- انك مجنونة يا زينب "
ظلت تضحك زينب علي حديثه هذاثم بدأ موسى بتطهير الجروح التي في ارجلها و قام بلفها بالشاش
و بدأت زينب بمساعدة موسى في تنظيف الغرفة من الزجاج و ذهب كل منها للخلود لنوم و يشغل بال كل شخص فيهم ماذا سوف يحدث غداً؟؟!
_______________________
-كأن الحزن مشغوف بقلبي
-فساعة هجرها يجد الوصالا
-كذا الدنيا علي من كان قبلي
-صروف لم يدمن عليه حالا
-المتنبي 💙✨
+يتبع 🤍✨
______________________
ايه رأيكوا في بارت النهار دا؟
متنسوش ال Vote بقا 😂💜

 رأي اخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن