( الفصل الثاني )
___________________________________ في ذلك المنزل الكبير المكون من طابقين متصلين ( شقة دوبلكس ) على الطراز الحديث يوجد في الطابق العلوى بداخل احد الغرف شاب ثلاثيني رشيق وسيم ذو اعين عسلية واسعة و انف متوسط الحجم يقف مصففاً خصلاته الطويلة المتدلية لاسفل عنقه ثم بحركة سريعة ضمها في حلقة مطاطية خلف رأسه لتعطي شكل كعكة ضئيلة الحجم فيما يسمى ( الموضة الشبابية ) بعد ذلك نثر عطره المفضل الفاخر على قميصه الابيض المفتوح اول ازراره لتظهر عضلات جسده الرياضي
تحرك بمرونة امام المرآة بعد ان القى نظرة اخيرة على هيئته معجباً بنفسه قائلاً : اوسم راجل في المجرة ياض يا زين هيييييح استعنا على الشقا بالله يا ترى هتوقع كام بنت النهاردة يابن فارس
دلفت والدته ذات الهيئة الطفولية كعادتها بمريول المطبخ مهددة اياه : سمعتك يا زين ...مش هتبطل شغل العيال التافهة ده و مصاحبة البنات و تشوف مستقبلك زي اخوك الصغير ما هو رزين
اتجه اليها يلف كتفها بمرح : اولاً فيه حاجة اسمها صباح الخير يابني يا حبيبي يا بكري يا غالي ( قبل وجنتها فابتسمت له مكملاً ) ثانياً البنات هم اللى بيرموا نفسهم عليا قوليلي ليه بقى ؟
نظرت له ببلاهة متسائلة : ليه ؟
وقف امامها يثبت كتفيها بكفيه ناظراً لها باعجاب : لان هذا النجم من ذاك القمر اللي واقف قدامي ، اعمل ايه اذا كانت امي ست كدة سكر و جميلة و ملكة ذنبي ايه اني شبهك
ابتسمت بخجل تحتضنه : حبيبي انت اللي قلبي بجد ، يلا بسرعة علشان الفطار جاهز
بادلها الابتسامة هاتفاً : عيوني يا ست الحبايب ، عملتيلي عصير المانجة اللي بحبه
شهقت تضع يدها على فمها بتذكر : ياااا ربي دانا نسيت خالص ، متزعلش يا حبيبي حالاً هيكون جاهز
ذهبت مسرعة للاسفل بينما يشاهد والده المشهد بتأثر زائف مستنداً بنصف جسده على حافة الباب الخشبي مربعاً ذراعيه : ضحكت على امك في ثانيتين و اكلت بعقلها حلاوة دانا فارس الحديدي مبعرفش اعملها
رفع حاجبه باستنكار حيث ان ابيه اكثر من يعلم خبثه لينسي والدته ان تعاتبه كما تعودت فصرخ لوالدته : يا مااامااا بابا بيقول اني بضحك عليكي و انك مش قمر زي ما قولتلك ولا...
وضع يده على فم ابنه بقلق : يخربيتك يلا يا زين انت هتورطني معاها دلوقتي اسكت
ازال كف فارس ضاحكاً بمزاح : يا عم لما انتوا مش قد الجواز بتتجوزوا ليه
جز فارس على شفتيه بغيظ : عشان نخلف عيال سمجة زيك
استنكر حديث والده هاتفاً بسخرية مصتطنعة : يااااه سمجة دي كلمة اختفت من الستينات يا والديوضع فارس ذراعه بمرفق ولده الذي لا يزال يراه طفلاً مهما تمادى العمر بهم ثم هبط معه للاسفل : تعرف يا زين يابني انت احلى حاجة حصلتلي في حياتي انت و مراد اخوك ياما نفسي اشوفكم في احسن و اعلى مكانة و رغم ربنا حرمني انا و رغد من اخر طفل اجهضته الا انه عوضنا بيكم