الفصل الاخير

1K 44 16
                                    

( الفصل الثاني عشر )
______________________________________

يضع الوسادة فوق رأسه بقوة محاولاً نفي تلك الافكار التي تجذبه اليها بشدة، اصبح يرى سمنتها جمال وكأنها كومة قطن من درب الملائكة البيضاء او توهج روحي كوني بريئ ذو ابخرة ناعمة، تشغل عقله وتأكل يومه ما بين اعمال واجتماعات ومحادثات يومية باتت شئ معتاد بالنسبة له و ان لم يفعل يشعر بالضيق والوحدة كاليوم انه قرر يبعدها عن مسار حياته حتى اذا كان ما بينهم كما يقول لها دائماً تحت مسمى الصداقة، صار لا يطيق مضجعه ان لم يسمع صوتها الناعم قبل مثوله للفراش متخيلاً لون عينيها الزرقاء الواسعة وهى تغط في النعاس العميق لكن هذا لا يجدى انه لن يحب انثى مثلها ابداً ان يتوج مسيرته العاطفية بفتاة تشبهها فهى مختلفة تماماً عن مواصفات من تمناها لنفسه ليس فقط في مظهرها فهذا يزول مع الوقت انما شخصيتها البريئة المتهورة الطائشة .. ذلك لا يجدي نفعاً في محيطه العسير وتعاملاته الاجتماعية المتشابكة، فتاة احلامه او من تخيلها زوجته لابد ان تكن عقلانية ناضجة الفكر ناجحة في عملها قوية الشخصية وهذه الفتاة بالطبع ليست توبا.

القى الوسادة على طول ذراعه متأففاً لتقع ارضاً :
_اخرجى من دماغي بقا، مستحيل احبك فاهمة و لا لا مش هتجوزك يا توبا، لا مش انتى البنت اللى في خيالى، فوق يا فريد اصحى انت اتجننت هتغير وجهة نظرك علشان مجرد واحدة بترتاحلها بس

لم تمضي ثانيتين والتقط هاتفه يضغط على بعض الازرار ليصله الرد من الجهة الاخرى :
_ الو توبا نمتى ؟

تثاءبت بتعب من اعمال اليوم هامسة :
_ايوة، فيه حاجة يا فريد

تجعد بين حاجبيه يسب داخله :
_طبعاً هى نايمة ولا على بالها وأنا التفكير هيموتني مش قادر ادوق طعم الغفوة

اجابها بابتسامة حقيقية :
_بس انا مش قادر انام، النهاردة مسمعتش صوتك وحشتيني

جلست على فراشها الدافئ نصف جلسة تحدثه :
_ ازاى بس مسمعتش صوتى وأنت طول اليوم معايا في الشغل

ضحك بخفة هاتفاً :
_ لا صوت الشغل حاجة وصوتنا بالليل سوى حاجة تانى

دهشت لقوله فسالته :
_مش فهماك يا فريد؟!

حمحم مكملاً :
_انا مبقدرش انام الا لما اسمع صوتك يعني بيفرق معايا

ابتسمت بخجل مرددة :
_ طيب انت دلوقتي سمعت صوتى ممكن تنام بقى علشان بكرة فيه شغل كتير عندنا

اومأ برأسه متنهداً بهيام :
_ ممكن طبعاً، تصبحي على خير

اغلق الهاتف بعد ان سمع صوتها مغمضاً عينيه ذائباً في براءة وصفاء نبرتها :
_بردو مش انتى البنت اللى انا عايزها

( فريد شخصية توكسيك خلينا كلنا متأكدين من ده😂📢)
__________________________________
صباح اليوم التالى بعد انتهاء اجتماعه مع شركة الدعايا الخاصة بأعمالهم اتجه الى غرفة مكتبه بصرامة كبيرة لا يوجه كلمة الى احد خاصة توبا التى يشعر انها ستسيطر على قلبه مثلما سيطرت على عقله وهذا ابداً ما لن يسمح به ان يحدث فهى مجرد فتاة تعمل مساعدة لديه لا اكثر كما انها ليست ذو منصب يدل على نجاحها، هو يريد انثى قوية مثابرة ناجحة كوالدته تسانده مستقبلاً كما يرى والدته تساند والده وتقف بجواره تفهمه دائماً وما لم يعلمه فريد ان توبا هى النسخة المطابقة لوالدته روح الخليلي انما لن يجدى الندم فيما بعد

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 10 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

توباحيث تعيش القصص. اكتشف الآن