الفصل الحادي عشر

527 24 1
                                    

( الفصل الحادي عشر )
___________________________________

اجتمع الرفاق في غرفة السيد "العريس" في احد الفنادق الشهيرة بمدينة سوهاج القريبة من قرية اهل العروس حيث سيتم اقامة حفل الزفاف بها، اخذ فريد يربط له رابطة العنق ( بيبيون ) بدقة وعناية فهذا صديقه منذ الطفولة اتى اليوم الذي يراه في زفافه يتذكر تلك الايام وقتما كانا طفلين في السادسة وحيث زين المشاغب المدافع عنه امام اي احد من اقرانه في المدرسة وفريد هو الطفل الهادئ الوسيم الذي تركض خلفه جميع فتيات المدرسة لجماله الاخاذ، يتذكر هذا اليوم الذي اتت فيه صغيرة في فصلهم الدراسي تتقرب منه وتعطيه من طعامها ثم بعثت له بجواب ورقي ملون عليه رسومات طفولية تعترف له انها تحبه ولم يهتم هو لكن هناك من ترصد له من رفاقه لانه يحب هذه الفتاة فتعرض له بعنف ليقف له زين مدافعاً قائلاً له ( انت مش بس صاحبي يا فريد انت اخويا لو حد قربلك تاني قولي و انا هضربه علشانك )، ابتسم فريد بأعين دامعة لهذه اللمحة ثم احتضن زين بقوة.

بادله زين الحضن هامساً :
_انا كمان افتكرت ريم البنت اللي بعتتلك الجواب

ضحك الاثنان بصوت عالي ليكمل زين :
_ انا لسه عند وعدي انت اخويا مش بس صاحبي و هفضل في ضهرك طول عمرى

ربت فريد بقوة على ظهر صديقه يستمد الثقة :
_ ربنا يديمك في حياتي يا زين

اتي مراد هاتفاً بطريقة مسرحية :
_والله اعيط، ما خلاص ياخويا منك ليه هو مهاجر ده هيتدفن بس قصدى هيتجوز

قهقه عاصم على حديثهم :
_ اااه لو امك تسمعك

اقترب مراد منه صارخاً :
_لا يا عمي عاصم ابوس ايدك بلاش امي بدل ما اصحى في يوم الاقي نفسي متدبس زي اخينا ده

ضرب على كتفه بحدة :
_طيب يلا يا لمض قوم تمم على البوفيه عقبال ما العريس يجهز

تحرك للخارج يتحدث مع نفسه :
_جواز ايه بس وتكتيفة ايه ووو اوووباااا

سقطت بين احضانه اثناء خروجها من غرفة العروس فتلقفها مسرعاً قبل ان تسقط ارضاً ليراها مرتدية فستان احمر قصير الى الركبتين وتاج صغير على شعرها الطويل المفرود بينما تغمض عيناها الواسعتين بخوف من ان تسقط من فوق الدرج.

فتحت اعينها بعد ان شعرت بذراعين قويتين يلتفان حول خصرها وانفاس ساخنة تضرب صفحة وجهها وتلك الرائحة العطرية التي تحفظها جيداً انه ابن عمتها مراد ذلك المقيت لكنه كان المبادر مبتعد عنها يهندم من حلته محمحماً :
_هتفضلي هبلة وتخبطي في خلق الله عالطول يا رقية هانم

امتعض وجهها بغيظ :
_اسمي روكا مش رقية بعدين كنت سيبتني اقع انا اكيد هكون اكتر من مبسوطة لووقعت على السلم بدل حضنك

رفع حاجبه باستنكار من قولها ثم اخذ يتحرك للامام لتتراجع هى للخلف بقلق :
_يعني توقعي من فوق وتتكسر رقبتك افضل بكتير من اني انقذك

توباحيث تعيش القصص. اكتشف الآن