6

208 16 2
                                    

كانت الساعة تقارب الثالثة صباحا وما زال يزن وحور يسيران في الطرق محاولان تجنب حراس الملك المنتشرون في كل مكان، حتى وجدا منزلا صغيرا مهجورا لم يريا أي حراس حوله فقرروا دخوله للاستراحة حتى يجدوا خطة للوصول لقصر الملك دون أن يقضى عليهما.
دخل يزن المنزل أولا حتى يتأكد من خلو المكان وأمانه ولكنه لم يجد إلى الظلام الحالك فأشار لحور بالدخول على أية حال.
وفي الداخل جلس كلاهما على الأرض ينظرون إلى الظلام أمامهما حتى ابتدأ يزن الحديث قائلا:" وماذا الآن؟"
فزفرت حور بضيق وقالت:" لا أعلم .... ولكن أظن أننا يجب أن نوفر لنا أسلحة وملابس ووسيلة تنقل"
- ومن أين لنا بكل تلك الأشياء؟
- لدي صديقة تحب صناعة الرماح وأيضا لديها حصان نستطيع استعارته منها.
- ولكنها من أوائل الناس الذين سيبحثون في منزلها عنك.
- لا تقلق سنذهب مع أول ضوء للنهار ولن يشعر بنا أحد.
ثم ابتسمت واردفت قائلة:" ولكن السؤال الأهم.... هل تستطيع ركوب الخيل أو استخدام الرماح"
فابتسم هو الآخر وقال بفخر:" لقد تعلمت الفروسية عندما كنت صغيرا.... واستطيع التصويب جيدا بالمسدسات، لذا مع بعض المساعدة سأستخدم الرمح بمهارة"
وبعدها ساد الصمت بينهما حتى أشرق أول شعاع للشمس.
حينها نهض يزن وأيقظ حور التي قد غلبها النوم ثم خرج من المنزل وألقى نظرة خاطفة في الخارج ليتأكد من عدم وجود أي حراس للملك في الأرجاء، وعندما تأكد من الأمر خرجا متجهين إلى منزل صديقة حور.
كان الطريق طويلا والشمس ساطعة بقوة فقررت حور إضاعة الوقت وابتدأت حديثها مع يزن قائلة:" أخبرني يا يزن.... من أين أنت؟"
فنظر إليها وابتسم وهو يقول:" أظن أنني من هنا"
فقفزت في حماسة وقالت:" حقا! وكيف علمت ذلك؟"
- لأن مدينتي المستقبلية كان لها نفس الاسم وبها نفس المعالم المميزة التي هنا كالشلال مثلا.
قالت بنفس الحماس:" أخبرني كيف أصبحت المملكة في المستقبل؟"
فقهقه عندما وجدها بهذا الحماس الشديد وقال:" حسنا هدئي من روعك قليلا وسـأخبرك"
أومأت برأسها فقال:" لقد تغيرت كثيرا.... فقد أصبحت هذه المملكة الكبيرة مجرد مدينة مزدحمة صغيرة مقارنة بغيرها ولا يعلم عنها الكثير.... وقد جف الشلال العظيم الذي كان من أهم مصادر المياه وكان أيضا معلم سياحي يزوره الجميع أما الان فلا أحد يقربه بل يخافون الاقتراب منه حتى"
نظرت حور إليه بحزن وقالت:" إذا أصبحت أسوأ"
فرد بأسى:" نعم أظن ذلك" ثم أكمل قائلا:" وأيضا لقد تغير أسمها إلى أسافيا"
فقالت بتعجب:" ولكن أسافيا تعني غموض لماذا أطلقتم عليها هذا الاسم؟"
- سأخبرك...منذ عشرين عاما استيقظ الجميع على خبر جفاف الشلال دون أي مقدمات واختفاء بعثة من علماء الآثار الذين كانوا قريبين من هذا الشلال وعندما ذهبوا ليبحثوا في الأمر وجدوا عشر جثث متحللة إلى حد كبير.... ولكنها لم تكن أجساد العلماء بل اكتشفوا بعد دراستهم لها أنهم ميتون منذ ألاف السنين"
ظهر على وجه حور ملامح التعجب والخوف الشديد وقالت:" يا للهول ....لقد أصبحت أسوأ مكان يمكن للإنسان التواجد فيه... ارجوك لا تخبرني أي شيء آخر عن المستقبل "
- إذا لا تسأليني.
فابتسمت ابتسامة جانبية أظهرت غمازة واحدة على وجنتها اليسرى وأوشكت أن تتحدث ولكن سحبها يزن فجأة ليختبئ خلف أحد الأشجار وأشار لها لتصمت ثم أشار لها إلى مجموعة من الرجال يحملون سيوفا ورماحا ثم قال بصوت خافت يكاد يكون مسموعا:" أظن أنهم من حراس الملك"
فنظرت إليهم واصفر وجهها خوفا ثم قالت بصوت مرتعش:" لا إنهم ليسوا من حراس الملك.... انهم ..."
وقبل أن تكمل جملتها وجدت أحد السيوف يعانق رقبتها.

تريكوتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن