كان منزل اسيل لا يختلف كثيرا عن المنازل الأخرى، فجميعهم صغار الحجم بيض اللون ذوو ابوابهم خشبية ويعلوا كل منزل منهم قبة رصاصية تشبه المخروط، ولكن ما ميز منزل أسيل هو كثرة النباتات والزهور التي تزين مدخله.
طرقت حور باب المنزل حتى فتحت لهما اسيل واستقبلتهما بابتسامة واسعة ثم احتضنت حور بقوة وهي تصيح بسعادة:" صديقتي لقد اشتقت إليك.... لقد مر وقت طويل منذ آخر مرة رأيتك بها"
ابتسمت حور وقالت:" أنت على حق.... وانا أيضا اشتقت إليك"
نظرت أسيل إلى يزن الذي كان يقف بعيدا قليلا يراقب ما يحدث بهدوء ثم عادت النظر إلى حور وابتسمت وهي تقول:" من هذا الوسيم الذي معك؟"
تخطت حور سؤال أسيل وقالت:" هل سنكمل حديثنا أمام الباب هكذا!"
- بالطبع لا تفضلا.
حاول يزن إخفاء ابتسامته التي ظهرت بعد سؤال أسيل ولكنه لم يستطع وتقدم إليها ومد يده ليصافحها وهو يقول:" أنا يزن.... تعرفت على صديقتك منذ يومين تقريبا"
صافحته أسيل وقالت والابتسامة لم تفارق وجهها:" أتعلم.... هذه المرة الأولى التي أرى بها شاب مع حور"
نظر يزن إلى حور ثم عاد النظر إلى أسيل وقال بتعجب:" حقا!"
- نعم... لذلك تعجبت قليلا من رؤيتك معها.
ثم صمتت لبرهة وأكملت بعدها بتعجب:" هل لي بسؤال؟"
- تفضلي
- ما هذه الملابس الغريبة التي ترتديها؟"
أوشك يزن على الرد ولكن انهت حور هذا الحوار وقالت لأسيل:" دعك منه ومن ملابسه... أريدك في شيء هام"
اومأت أسيل وجلست لتستمع إليها.
قصت حور لأسيل القصة كاملة منذ رؤيتها ليزن حتى وصولهما إلى اللحظة التي يتحدثون بها.
لم تصدق أسيل أي شيء مما أخبرتها به حور للتو، فضحكت ساخرة وقالت:" لم أتوقع أن صديقتي لديها حس فكاهي وخيال واسع لهذه الدرجة"
نظرت إليها حور وقالت بلهجة جامدة:" انا لا أمزح معك يا أسيل"
شعرت أسيل حينها بالدهشة وعقد لسانها فكانت غير قادرة على التعبير عما بداخلها بكلمات عادية، ولكن بعد فترة لا بأس بها من الصمت نطقت أخيرا وقالت بتلعثم:" وكيف أساعدكما؟"
ابتسمت حور وقالت:" نريد أن نستعير حصانك وبعض الرماح"
- حسنا بالتأكيد.داخل قصر الملك دخل غرفة يعقوب أحد الحراس وانحنى له ثم قال:" السيد عمران يريد مقابلتك يا مولاي"
شعر يعقوب بالتوتر لوهلة ثم حاول إخفاء ذلك فهندم من نفسه ووقف في ثقة شابكا كفيه خلف ضهره ثم قال للحارس:" حسنا فلتدعه يأتي"
دخل عمران غرفة الملك ووقف أمامه وقال بلهجة صارمة:" لم ترسل لنا البضائع التي سنبيعها في مهرجان أوسيا السنوي فأتيت لأطمئن عليك يا مولاي"
- أنا بخير ولكن ستتأخر البضائع قليلا.
قطب عمران حاجبيه وقال بمزيج من الغضب والتعجب:" لماذا؟ ... لقد اقترب المهرجان...ماذا سأخبر باقي التجار؟"
اقترب يعقوب من عمران وهمس له قائلا:" لقد سرق الحجر لذا لا أستطيع احضار البضائع المميزة من المستقبل"
صاح عمران في غضب قائلا:" كيف! من سرقه؟ وكيف تستطيع الجلوس بهدوء هكذا دون ان تمسك به!"
- لقد أرسلت صادق وبعض حراسي الآخرين خلف الشاب الذي يحمل الحجر منذ يومين ولم يجدوه حتى الآن.
- منذ يومين! وماذا إن استطاع استخدامه؟
أخذ يعقوب نفسا عميقا ثم قال:" لقد استطاع من سرقه استخدامه بالفعل... والشاب الذي يحمله الآن قادم من المستقبل"
اشتعل عمران غاضبا أكثر وصاح قائلا:" يا للمصيبة! إنه خطر كبير عليك وعلينا الآن"
ثم هدأ قليلا وقال:" إن لم يمسكه حراسك ولم نحصل على الحجر قبل المهرجان سنخسر خسائر فادحة... وربما سيخبر هذا الشاب الجميع سر الحجر وأنه قادم من المستقبل".
ثم أردف:" ولأتأكد من أن رجالك لا يتهاونوا في البحث عنه سأذهب معهم بنفسي.... واقسم لك أنني لن أعود إلا ومعي الشاب والحجر".
أنت تقرأ
تريكوت
Fantasyنظر يزن إلى الحجر ثم أمسكه بحذر ليجد كلمة غريبة كُتبت بخط يصعب قراءته، ولكنه حاول تهجئتها بصوت عالٍ :" تر...يك...وت" ، ثم قراءها كاملتاً قائلاً :"تريكوت". في تلك اللحظة شعر بألم شديد في رأسه.... ثم في جميع أنحاء جسده.... ثم فقد وعيه ولم يشعر بشيء ب...