24

96 7 0
                                    

24
ظل يزن وحور يركضان خلف بلقيس التي كانت تتجه إلى المنطقة الجبلية حيث توجد المنطقة الخاصة بها وبالهاربين، ولما وصلوا إلى طريق مليء بالتلال والمنعطفات، وقفوا ليختبئوا خلف واحدة من تلك التلال.
تفحصت بلقيس الطريق من خلفهم ثم نظرت إلى حور ويزن وقالت:" لن يستطيع من معي ردع من يطاردوننا لوقت أطول، فهم كثيرون وقد بدأ بعضهم من الهرب منهم وهم يبحثون عنا الآن"
فقال يزن وقد تبدى القلق في وجهه:" وماذا سنفعل الآن؟"
فأجابته حور قائلة:" الحجر معك، حاول معرفة طريقة العودة إلى زمنك واذهب من هنا، وسيختفي الحجر مع ذهابك"
فقطب حاجبيه وقال:" وأنتِ! لا أستطيع ترككِ هنا وحسب"
فردت عليه قائلة:" لا تقلق، سأبقى مع السيدة بلقيس حتى يهدأ الأمر ثم سأبتعد عن تلك المملكة تماماً"
- ولماذا لا تأتي معي!  أقسم لكِ أن الوضع لن يكون بالسوء الذي تظنينه"
- لقد أخبرتك يا يزن عن رأيي حول هذا الأمر، وصدقني أنا سوف أكون بخير هنا، وسوف أغادر هذه المملكة وسأعيش في أمان بعيداً عن يعقوب وكل ما يتعلق به.
- ولكن....
بترت حور حديث يزن وهي تقول وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامة هادئة:" اخرج الحجر الآن وجد طريقة للعودة إلى زمنك"
أخرج يزن حجر تريكوت من جيبه، ثم أخذ نفساً عميقاً زفره بضيق وقال:" حسناً، لقد حاولت قراءة كلمة تريكوت عدة مرات ولم يفلح الأمر، وحاولت العبث بالحجر بطرق كثيرة ولم يتغير شيء"
نظرت بلقيس على يزن وقالت:" تريكوت...الماضي"
ظهر التعجب على وجه كلاً من حور ويزن، فتابعت بلقيس قائلة:" لا أعلم إن كنت تعرف الأمر سابقاً أم لا ولكن تريكوت تعني ماضي باللغة الرومانية"
فقالت حور بذهول:" حقاً!"
- نعم.
ثم أردفت موجهة حديثها ليزن:" طالما كلمة تريكوت أرسلتك إلى هنا، فهناك كلمة أخرى بمعنى معاكس مكتوبة في مكان ما بالحجر"
فقال يزن:" لا أنا واثق من أن تلك هي الكلمة الوحيدة المدونة على الحجر"
نظرت حور إلى يزن وقالت بحماس:" هل حاولت قراءة الكلمة بطريقة معكوسة؟"
فأجابها يزن بتعجب:" لا، ولا أظن أن أمر كهذا سيجدي نفعاً"
تدخلت بلقيس وقالت:" ولما لا؟ نحن نريد تأثير عكسي للكلمة، إذاً فلتعكسها"
ثم أردفت قائلة:" أنا أرى أنها فكرة رائعة وتجربتها لن تضر"
- حسناً سأجرب.
أوشك يزن على تهجئة حروف الكلمة، ولكنه تراجع ونظر لحور ثم قال بأسى:" سأفتقدكِ"
نظرت حور إلى عينيه التي رأت فيهما الحزن للمرة الأولى بهذه الشدة، فترقرقت عيناها بالدموع وهي تقول بألم:" وأنا أيضاً سأفتقدك بشدة"
- أريدك أن تعلمي أنني أحببتكِ بحق، أنتِ وابتسامتكِ أكثر شيء مميز حدث لي.
تساقطت دموع حور بغزارة وبالرغم من ذلك حاولت الابتسام وقالت:" اذهب الآن يا يزن، فإن استمريت في قول مثل تلك الأشياء فأقسم لك أنني لن أدعك تذهب أبداً"
فزفر يزن بضيق وبدأ في قراءة الكلمة بشكل عكسي بصوت مرتفع قائلاً:" تو...كي...رت...توكيرت"
فإذا بضوء شديد يسطع من الحجر، فصاحت حور بفرحة قائلة:" لقد نجح الأمر يا يزن"
فنظر يزن إليها ليرى ابتسامتها للمرة الأخيرة قبل أن يشعر بألم شديد في رأسه أقوى من المرة الأولى وبالمثل في جميع أنحاء جسده ثم فقد الوعي ليكون ما حدث بعد ذلك مجهول بالنسبة له.

تريكوتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن