مر أكثر من ساعة قضاها ثلاثتهم في سيارة آدم بسبب الازدحام المروري وحالة الاضطراب التي في الطرقات قضى نوح معظمها نائماً فقد اعتاد على هذا النوع من الفوضى والعبث وبقت حور في حالة من الذهول من ذلك الشيء الذي ينقلهم بين الطرق بطريقة مريحة سريعة ودون أن يبذلوا أي جهد وظلت تشاهد البنايات التي لم تعتاد على رؤيتها بهذا الارتفاع والأضواء والسيارات حتى ملابس سكان المدينة ساهمت في اثارة تعجبها، أما آدم فلم يخرج من حالة الانبهار التي دخل بها منذ أن التقى بصديقه.
وصل ثلاثتهم أخيراً إلى منزل يزن ليركض هو في عجلة من أمره ويطرق الباب بحماس في انتظار جدته لتفتح له الباب ويفاجئها برجوعه، وما تمنى وقوعه قد حدث فبعد دقيقتان من الطرق المستمر فتح الباب لتظهر جدته وهي تستند على عكازها وتعدل من وضع نظارتها الطبية لتميز من الطارق، وعندما رأته واقفاً أمامها سليم ومعافى تهللت اساريرها على الفور بعد أن توقفت تماماً عن الابتسام من بعد فقدانها لقرة عينها ثم وسرعان ما اسقطت عكازها وضمته إلى احضانها وقد بدأت دموعها في الانهمار وهي تقول بنبرة ممتلئة بالسعادة:" أين كنت يا فتى! لقد كاد قلبي أن يتوقف بسبب اختفائك!"
ليبادلها الابتسامة وهو يمسح الدموع من على وجنتيها ويقول بفرحة عارمة:" لقد كان الأمر خارجاً عن سيطرتي ولكنني هنا الآن ولن أتركك مهما كان"
ثم احضر عكازها وساعدها على الدخول والجلوس على الأريكة وأشار لكلٍ من آدم وحور بالدخول.
وبعد مرور بعض الوقت الذي قضوه معاً في غرفة المعيشة حاول فيها يزن أن يشرح لجدته ما حدث له وما يحدث في الخارج وفور انتهائه نظرت له بتعجب وقالت:" ما هذا الهراء الذي تقوله يا فتى! يا اللهي، هل اختفاءك المفاجئ هذا أثر على عقلك!"
- جدتي، يجب أن تصدقي أن كل ما أقوله حقيقي.
- ما الذي تريده مني الآن؟
قالتها جدته بسخط ليقول:" اريد فقط أن اخبرك أنني سأذهب مع صديقي لأتحقق من بعض الأشياء وحسب"
- هل ستتركني مرة أخرى! لقد أتيت لتوك.
- يجب علي فعل ذلك، ولكن أعدك أنها ستكون المرة الأخيرة التي سوف اتركك فيها.
- حسناً
قالتها الجدة بامتعاض ليحتضنها يزن مرة أخرى ويسرع متجهاً إلى غرفته ليبدل ملابسه.بعد مضي وقت طويل لتخطي ازدحام الطرق والوصول إلى التل الذي تعلوه الفجوة وصل ثلاثتهم ليجدوا هناك حشود من الناس منتشرون في كل مكان لتنظر حور إلى يزن الذي كان يثبت نظرة على الضوء الذي ينبعث من الحجر على التل مكوناً الفجوة وتقول بقلق:" لقد ازدادت الفجوة حجماً عن ذي قبل!"
لينزع نظره عن الفجوة وينظر إلى حور وهو يقول بنبرة يشوبها القلق:" الأمر يزداد غرابة"
ثم أردف وهي يترجل من السيارة:" هيا يجب أن نستكشف المكان عن قرب"
ولكنه توقف لوهلة عندما نطق آدم بتوتر:" أظن أنني سأبقى في السيارة"
- بلا ستأتي، تغلب على مخاوفك تلك وأحظى ببعض المرح.
- مرح!
قالها آدم بغضب ثم تابع:" إنها فجوة بين الأزمان ما احتمالية أن أحظى بأي مرح هناك!"
- توقف عن فعل ذلك وهيا الآن.
قالها يزن وهو يخرجه من السيارة ثم سار معه ومع حور إلى قرب الفجوة.
دار ثلاثتهم في المكان ومد آدم يده بحذر داخل الفجوة وعندما لم يشعر بأي خطر ظل يمدها عدة مرات وهو يبتسم ببلاهة أما يزن فهبط على ركبتيه وحاول لمس الحجر ولكنه أبعد يده سريعاً عندما لامس حرارته الهائلة التي تسببت بحرق في اصبعه فاكتفى بفحص الحجر عن بعد وحسب ليلاحظ وجود كسر صغير به يشع منه الضوء كله فأسرع ينادي كلاً من حور وآدم وهو يقول:" انظروا، أظن أنني وجدت شيئا"
نظر كلاهما إلى حيث يشير يزن ليقول:" انظروا لهذا الكسر، أتظنان أن هذا ما تسبب في ظهور الفجوة"
تأملاه لبرهة قبل أن تقول حور:" ربما"
وقبل أن يتفوه أي منهم بشيء آخر قوى الضوء الذي يخرج من الحجر بشكل مفاجئ وبدأ في التشكل في صورة ساعة عتيقة ذات بندول في مشهد جعل ثلاثتهم ينظرون بذهول لهذا المشهد الخاطف للأنفاس بمدى روعته وريبته في آن واحد.
مرت خمس دقائق كاملة حتى تحرك أحدهم أخيراً من جموده حيث ابتسم يزن وقال بذهول:" هذا لا يصدق!"
- أتظنان أن هذا من المفترض أن يقودنا لشيء ما!
قالها آدم بدهشة مماثلة لدهشة يزن ليجيبه قائلاً:" لا أعلم ولكنني لا أتذكر رؤيتي لتلك الساعة من قبل، أو ربما فعلت ولكن بعد كل ما مررنا به فبالطبع لن أتذكر ساعة حائط"
قال جملته الأخيرة بلهجة ساخرة.
لتتبعه حور قائلة وابتسامتها تزداد اتساعاً:" أظن أنني أعرف أين رأينا ذلك الشيء"
أنت تقرأ
تريكوت
Fantasyنظر يزن إلى الحجر ثم أمسكه بحذر ليجد كلمة غريبة كُتبت بخط يصعب قراءته، ولكنه حاول تهجئتها بصوت عالٍ :" تر...يك...وت" ، ثم قراءها كاملتاً قائلاً :"تريكوت". في تلك اللحظة شعر بألم شديد في رأسه.... ثم في جميع أنحاء جسده.... ثم فقد وعيه ولم يشعر بشيء ب...