OVERDOSE | 04

85.5K 3K 2.1K
                                    

البارت الرابع | عقاب.

لربما أكثر ما يحير الإنسان هو تناقض الناس من حوله ، ذلك ما يحاول السيد جيون فعله معي ، هو رجل متلاعب في رداء أب روحي يحاول التقرب مني تحت غلاف الحب و دريعة العطف ،هذا ما إستطعت تحليله خلال الدقائق القليلة التي كانت بيننا و التي كفيلة في كشف عوراتنا نحن الإثنين.

وصلنا إلى مبنى شقتي بعد دقائق قليلة ، اعتقدت في البداية الأمر أنه سيعود أدراجه من حيث أتى لكنه باغث توقعاتي،  رصدت  خطواته الثقيلة تطأ خلفي و نحن في طريقنا إلى المصعد.

-هل أنت متأكد مما تقوم به؟.

دلفناه معا ، كنت أمامه و لا يفصلني عن صدره سوى فجوة صغيرة .

-ما الذي أقوم به ؟

رفعت رأسي إلى الأعلى كي أتعرف على رقم الطابق الذي نحن به.

-ترافقني إلى شقتي بكل جرأة ، ألا تعتقد بأن هذا ليس جيدا لك؟.

ربما لم يجد جوابا مناسبا للرد فاختار الصمت ، صمت مريب كسرت تأثيره بداخلي عطره الذي شق أنفي بعنف.

-أتظن بأنك قادر على معاقبتي أيها البروفيسور ؟لم أعد طفلة صغيرة لعلمك.

خطوة واحدة منه ثم أحسست بصدره على وشك الألتصاق بضهري ، انتابتني رعشة أخفيتها عنه و عن نفسي فرسمت مسافة قليلة بيننا.

-تردين على أسئلتي بأخرى مشابهة ، لا أحب هذا!.

مسك كتفاي ثم ٱقترب من سطح رأسي مما جعلني أستشعر أنفاسه الساخنة تذيب فروته .

-و أنت لا تمل من الأقتراب مني في الآونة الأخيرة ، هل تسعى إلى أمر ما أبي؟

أبعد يديه عندما فتح المصعد ، خرجنا معا في خط مواز متجهين إلى باب الشقة.

-ما الذي تقصدينه بكلمة أبي هيل؟ هل فقدت عقلك؟.

رأيت حاجباه المقرونان و فكه المحدد قد تشنج لسبب ما ، هل أغضبه كلامي؟.

-أناديك كما تناديني ، نحن متعادلان أليس كذلك؟.

رسم ابتسامة شريرة عجزت عن فهم مغزاها.

-ليس كذلك.

رفعت عيناي إلى مستوى وجهه متسائلة عن مفاتيح المنزل .

OVERDOSE | جرعَة مُفرِطةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن