OVERDOSE | 30

51.4K 1.6K 1K
                                    

الفصل ثلاتين | بكماء .

إقتباس

"لدي أنت , لذلك أنجو كُل مَرة "

توال أسبوع ، شهور و سنوات ألفض أنفاسي الأخيرة أختنق مع كل دقيقة تمر ، أسبوع واحد كان كدهر طويل الأمد شعرت بسكاكين حادة تخترقني فيه, هشمت حبالي الصوتية و دفنت صراخي بقبر الجنون و الألم.

فتحت عيناي على ضوء غرفة بيضاء ناصعة ، عيوني في السقف الضبابي و فاهي مغلق بقناع الأكسجين فتسائلت لبرهة هل أنا في النعيم ؟ هل مت حقا كما أشعر ؟ الشيء الذي لا يمكن تفسيره هو الروح لا أحد يعرف مكانها و لا أنا أعرف أين توجد روحي ، لكنني أحسست ألمها ، إنه بين قلبي و عقلي .

إرتعشت أنامل يدي بين أنامل شخص آخر ، رائحة حزنه تفوح بالمكان لم تتركني لأتنفس .

-هيلين؟.

تمتم بحروف أسمي و نبرته المرتعشة أدمعت عيناي .

-حبيبتي ! كيف تشعرين؟.

لم أقدر على رؤية وجهه أنا محرجة مما أقدمت على فعله ، كأنني أطلقت رصاصة الرحمة على نفسي و طلقة الإعدام على قلبه.

شعرت بأصابعه ترتعد تحت جفني كي تمسح ما سال من دموع ، حينها تلاقت أعيننا في الوسط.

لمحت جمرتيه الحارتين ،مجرتين بنجوم حمراء مع طيف من الدخان الأسود....كانتا الثقب السماوي الذي سحبت إلى عمقه عنوة..

-هل تسمعينني ؟ حركي رأسك إن إستوعبت كلامي.

حركت رأسي إيجابا و صدري يهتز في أرجاء الحجرة ، لم أرى قطا سحابة الكآبة ترسم على وجهه إلى هذا الحد و كأنه فقد شيئا من روحه ، شحوب محياه أعلمني عن مدى تمسكه بالحياة من أجلي كما لو أنه يجاهد قسرا على البقاء بتباث أمام ضعفي.

إنحنى إلى جبهتي الجافة فأسدلت جفني بمرارة، رائحت الحزن تنفث من جهة صدره و تصفعني لأستفيق .

أرغب بالصراخ لأجله ، أن أخبره بأنني لازلت حية ،معه ، له و إليه ، بأنني لا زلت أشعر بروح طفلنا بين أحشائي تتحرك بشقاوة فهو لم يمت!.

طبع قبلة عميقة إستنشق معها رائحة شعري المتعب، خراب عقلي المرهق و أفكاري التي تراودني عما حدث بعد ما فعلته بنفسي و به.

حركت يدي بتثاقل ثم وضعتها على عنقه المتصلب ، حينها تلاقت أعيننا بجباه متطابقة...

-هيل أنا معك لا تخافي.

لاحظ أرتجاف عيناي مع خاصته كٱرتجاف صوته المنخفض ، زم شفيته و قال.

OVERDOSE | جرعَة مُفرِطةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن