OVERDOSE | 18

84.9K 2K 1.5K
                                    

الفصل الثامن عشر | { ربما عذراء }

ناعستاه تغري عيناي لإطالة النظر إلى وجهه ، أتأمل تقاطيعه المثالية التي وضعت بإثقان من الرب ،فمه الحلقي و شامته التي تزين أسفله ، فكه المحدد الذي يستطيع شق أصبعي إن مررته عليه ، ندبة وجهه القديمة ربما كان صغيرا مشاغبا في طفولته و خصلات شعره السوداء الطاغية تظهر بعضها من الفضة لتلحق لمعانا متوهجا إلى مظهره .

إنتشلني من تحديقي العميق به و بين أناملي كأس من النبيد الفرنسي.

-حركات عيونك المشبوهة تغريني آنسة كيم .

أبعدتهما في الحال و قد إحتل الخجل مكان جرأتي .

-كنت أتلذذ بالنظر إليك .

إرتشفت منه مرة ثانية ثم حملت بين أطراف أصابعي حبة كرز مغمسة بالعسل من طبق التحلية .

-كل شيء بك مثالي ، حتى خيوط الفضة التي بشعرك زادك وقارا سيد جيون .

بٱبتسامته الخفيفة أجابني بعدما مرر لسانه على شفتيه.

-تنعثينني بالعجوز مرة أخرى ؟ قذح غير مباشر ؟

وضعت الكأس بعدما تدحرجت مقلتاي إلى الأمام ، طبطبت على  فمي بصدمة ثم حاولت تبرير ما أقصده .

-لا نهائيا ، إضافة أنك لست عجوزا كما قلت في السابق بالغت في تقديري لك  لا تزال شابا أربعينيا جادا .

ضيق جفنيه يرمقني بحدة.

-هل أعتبرها زلة لسان أم ماذا ؟ أيتها اليافعة.

وضعت يدي على الطاولة و أنا أرمي خصلات شعري إلى الخلف بتملل.

-إعتبرها كما تريد .

أشغلت نظري بمنظر البحر المرتطم باليخت و اللون الازرق المنعكس على مائه.

-بربك جون ، مدحتك ولكنك مصر على أنني قدحتك .

قهقه بخفة ثم مسك بيدي الممتدة .

-تعلمين ؟! إشتقت كثيرا لردة فعلك هذه .

تجولت عيناه على وجهي كمستعمر خائن وصولا إلى عنقي .

-عندما تدحرجين أعينك بضجر بسبب ٱستفزازاتي و تتكلمين بنبرة متململة.

شعرت بأصبعه يرسم دوائر فوق سطح يدي ، بطريقة مغرية.

-عندما تتوه حروفك بين القسوة و الليونة .

بادلته النظرات على حين غرة ، و كأنه يصفني حرفيا .

-سيد جيون !.

أصدر " هممم "و قد بدأ تأثير المشروب  يفتك بعروقه  .

-عيناه .

إحمرت وجنتاي فجأة فأردفت بفحيح.

-هل تعيش بداخلي ؟ تصفني بٱمتياز .

OVERDOSE | جرعَة مُفرِطةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن