OVERDOSE | 01

103K 3.5K 1.1K
                                    

الفصل الأول \ {يظنني إبنته}

لطالما كنت إبنة الصبر والطرق المبتورة ،
عزيزة النفس لا أهُزم ولا أستسلم رغم ما عشته من قساوة في حياتي ، فقدت والداي و أنا في سن صغيرة بسبب حريق مهول نشب في منزلنا جراء تسرب الغاز .

لازلت أتذكر كيف أخرجني الإطفائيون من غرفتي و أنا على وشك الإختناق و النار تحيط بي من كل حدب و صوب ، ذكريات مريرة لم تمحى من بالي يوما و قد جعلت مني فتاة حادة تشبه الجنازة، روحٌ لا يستطيع الكل فهمها، وما لا نستطيع فهمه، مقدّس كما تقول صديقتي ووني.

إنها إبنة ذلك الرجل الوقور ، أكبر طبيب نفسيٍّ و عقليٍّ مخضرم و رئيس مجلس الجامعة الذي إعتنى بي ماديا منذ صغري كونه صديق أبي ، هذا ما أخبرني به عندما كنت في سن السادسة .

قام بإدخالي إلى مركز الأطفال اليتامى حينما رفضت عائلتي الكبيرة الإعتناء بي متحججة بقلة الحاجة و الفقر ، تكلف بكل شيء قد أحتاجه رغم إمتناعه عن القدوم إلي عندما أتمتت عامي السابع عشر .

و الآن أنا في الثانية و العشرين من عمري طالبة كلية طبِّ النفس الوطنية الشهيرة في سيؤول .

-آنسة كيم أين أنت شاردة ؟

إنتشلني صوت الدكتورة و هي تطرق سطح مكتبها .

-آسفة سيدتي ما الذي قلته ؟ .

تحولت نبرة صوتها إلى اٗستهزاء و سخرية.

-إنها المرة الرابعة التي أنبهك فيها ، أفعالك المستهترة هذه ستجعلك ترسبين للمرة الثالتة في هذه المادة .

نظرت إليها بحدة

-إن كنتِ تريدين المعذرة لقد طلبتها ،صلاحيتك في الجامعة كدكتورة لا تمنحك حق الإستهزاء من الطالب .

أزالت نظاراتها البصرية بعدما تحول وجهها إلى اللون الأحمر .

-إلى الخارج ، تحركي.

رمقتها بأعين مشفقة .

-لا داعي لتفقذي أعصابك سيدة بانغ سأخرج حتى لا أكسر نظاراتك وسط وجهك .

OVERDOSE | جرعَة مُفرِطةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن