بسم الله الرحمن الرحيم
قراءه ممتعه و متنسوش رايكم في كومنت و الفوت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبعد مرور سنتين من تاريخ 1974
استيقظت زمن بعد مدة من النوم الذي لجأت اليه لتخطي تلك العتمة التي تحيطها من كل الجوانب
بمجرد أن فتحت عينيها و رائت الظلام حاولها رجعت لها حالت الخوف و البكاء و لكنها الان بكت دون صوت كتمت صوتها لكي لا يسمعها احد فهي تعرف عواقب ذلك لأن زوجة ابيها تغضب عليها و تحبسها داخل هذه الغرف خصيصا في هذا اليوم من كل سنة و هذا لأنه يوم مجيئها على الدنيا أو كما يقولون عيد مولدها الثاني عشر وها قد أتمت اثني عشر عامان البكاء و الغل و الكره الذي تواجهه من قبل كل العائله اثن عشر عامان لم تري فيهم والدتها او هي لم تحبها لتأتي لرؤيتها كما تقول زوجه ابيها دائما و هل هكذا يحتفل الجميع بعيد موالده وهل تغمر عيونهم البكاء مثلها ام انها فقط حاله خاصه او ولدت فقد لتبكي كل هذه الافكار تدور داخل عقلها عقل طفله
كانت ترتعش من الخوف و هي تنظر حولها و لكن وقفت عينيها فجا عند باب الغرفه عندما رأته يفتح هي الآن خائفة أكثر من ذي قبل الا بل انها ترتعش خوفا ولكن هداء خوفها عندما وجدته يوسف هو من يفتح الباب ويمسك في يده قطعة من الكعك التي اتي بيها من عيد ميلاد اخويه اللذين ولدا في نفس يوم ميلاد زمن و لكن باختلاف السنة التي ولاده بها و لهذا دائما تحبسها زوجة أبيها في هذا اليوم لكي لا تعكر صفوهم او حفلاتهم كما تقول او تفكر
أخذ يوسف هذه القطعه علي انها ملكه ويريد ان ياكلها و راقب الوضع لكي يهرب بها بأمان إلى هنا لكي لا تره ولادته و هو يصعد و تأتي و تعاقب زمن بدلا منه
تسلل الى داخل الغرفة المحتجزة بها زمن لكي يحتفل معها و يحاول اسعادها في عيد مولدها و لو بالقليل فهو يعرف كم تزعجها والدته و تقسى عليها بكثرة في ذلك اليوم وكل هذا بسبب اخوته الذين يكرهونها ويذهبون الي والدتهم يقولون لها ان زمن اذاتهم بشيئا ما لم يحدث فتستمع إليهم دون التأكد من صحة حديثهم وهو يعرف ايضا ان امه تدلل اخواته و تدلله لدرجة أفسدت أخلاق اخواته و أصبحوا يكذبون عليها و علي ابيه نعم هم اطفال و لكن ليسوا بالعادين بال اطفال ربتهم امهم علي الدلال و علي كره اختهم يحمد الله دائما أن جدته هي من ربته وعلمته ان يحب اخته و ايضا أوصته قبل وفاتها عليها وأن يكون لها حسن الاخ والسند ورغم صغر سنه وقتها و الان لانه مازال يتحمل مسئولية وعده لجدته بحبها و حمايتها عندما يكبر قليلا لكن يعرف ان يحميها جيدا من بطش امه و تنمر باقي العائله عليها
دخل الى الغرفه و هو يحمل بيده الطبق و تركه مفتوح قليلا لكي يدخل بعض الاضاءه الي الغرفه لكي لا تخاف زمن و ايضا لانها ليس بها مصباح لان امه خصصتها لاحتباس زمن داخلها
زمن : ايه اللي جابك يا يوسف زهره هانم لو شافتك هتيجي تزعق
يوسف بحنان وهو يربت على راسها : متخيش يا زمن ماما مشغوله مع الضيوف تحت و انا اتسحبت و جتلك عشان اجيبلك الكيكه دي
نظرت زمن ليده حيث يشير ورات قطعه كيك بها القليل من الزينة : دي شكلها حلو اوى يا يوسف
يوسف : طب يله كليها
زمن : لاء مش عاوزه علشان مرات ابويا لو عرفت هتزعق و هتفضل حبسني هنا و انا نفسي اطلع من هنا
يوسف : لاء كليها و متخافيش اوعدك محدش هيعرف
نظرت زمن الي يده الممتده إليها بالكيك و هي مترددة ان تأخذها منه و لكنها في ذات الوقت تشعر بالجوع لأنها لم تتناول اي شيء منذ الصباح
يوسف : متخافيش يا زمن خديها انا عارفه انك ماكلتيش من الصبح
اخذت زمن منه القطعه و شرعت في اكلها امام يوسف الذي ينظر لها بحنان ولكنها توقفت فجأه عن الأكل
يوسف : اي وقفتي اكل لي
زمن : شكرا يا يوسف انا مش عارفه كنت هعمل اي من غيرك هنا
يوسف : متخفيش يا زمن انا هفضل جنبك و معاكي طول العمر و هحميكي منهم كلهم لما اكبر شوية
ثم احتضنها بحنان و اكمل : عارفه يازمن لما اكبر مش هخلي حد يحبسك او يضربك و لما يجي عيد ميلادك هجبلك تورته كبيره اوي و نحتفل سوى وهحقق ليكي كل اللي بتتمنيه يا زمني