بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الرابع
رواية زمن علمني القسوه (حكايات تحدث بين طيات الماضي و الحاضر)
………………………………………………………
كانت تستمع لهم زمن و كانت تحاول تملك نفسها و لكن عند ذكر والدتها يكفي ذلك الي هنا و ستكتفي بهذا القدر من الصمت هي تحملت الكثير و الكثير و لا تريد التحمل أكثر فا هي تعبت من تحمل كلامهم السام الدائم لها و لكل انسان قدرته علي التحمل و الى هنا ويكفي يكفي هي كانت تصمت لهم في السنوات الماضية لأنها كانت صغيرة و لكن هي الان ليست بالصغيرة الخائفة التي كانت فقط كل ما تفعله عند حديثهم هو البكاء و الجلوس في زاوية الغرفه تحضن نفسها تعلم أن أمها مخطاه في تركها هنا وحدها و لكن و بعد كل شئ هي امها هي من أتت بها علي هذه الدنيا و ستحبها و تسامحها مهما حدث حتى مع مرور السنين التي لم تراها زمن بيهم و لكن دائما ستحبها و ستطلق لها الاعذار حتى تلقها و تسمع منها عذرها الحقيقي و عند هذا الحد و تكلمت زمن
زمن : متتكلميش عن ماما كده فاهمه
شاديه: لاء مش فاهمه هتعملي ايه يعني
زمن : بلاش تستفزيني يا شاديه هزعلك
شاديه باستفزاز : ولاه تقدري تعملي حاجه و بعدين اللي علي راسه بطحه يحسس عليها وانتي بقي حسستي علي البطحه بتاعتك وده مش ذنبي
في ذلك الوقت ذهب إبراهيم لينادي زهره لانه وجد ان غضب زمن هذه المره سيكون له عواقب على اخته
زمن : لاء بقى انا سكت ليكي انتي و اخوكي كتير و اظهر انك نسيتي اني اختك الكبيره
ثم و بدون مقدمات كانت زمن تمسك بشعر شاديه وتطرحها ارضا و لكن شادية لم تصمت بل قلبت الوضع و اصبحت زمن من بالارض و شاديه تمسك بشعرها و تضربها و عالت صرخات الفتيات دخل هذه الغرفه و دخل على أثر الصوت يوسف الذي أتى و رأي المشهد التالي
زمن ملقى أرضا وبيدها خدوش وعلي وجهها يوجد اثر لصفعات و شاديه تمسك بشعر زمن و علي يديها هي الآخر خدوش و لكن لا تضاهي تلك التي علي يد زمن و التي كانت تقطر الدماء و لكن رغم كل ذلك و خدوش زمن لم تصمت و ردت الضربات لشاديه التي عند سماع صوت والدتها الغضبه يصدح من بعيد توقفت هي عن ضرب زمن و تركت زمن تضربها لكي يحدث كما توقعت
دخلت زهره ورأت أن زمن هي من تضرب شاديه فاقت زمن علي صراخ زهره
زهره بغضب وصوت مرتفع : انتي بتعملي ايه ازاي تتجرأ و تضربي بنتي
ثم اقتربت من زمن و امسكتها من خصلات شعرها و لطمت خدها بقوه جعلت من وجه زمن يستدير من قوه الضربه الي الجانب الاخر و لم تصمت بعد ذلك اخذت تلطم خدها لطمة وراء الاخري و علي في المكان صوت صرخات زمن المتألمه لم يكفي تلك الزهره ما فعلته ابنتها بتلك المسكينة و اكلمت عليها
كان يوسف يقف يحاول جعل أمه ترك زمن و شأنها و لكن لم يستطيع و لكن الذي أقلقه و جعله يحاول مره اخر ليفلت زمن من بين يدي أمه هو الصمت الذي احتل زمن اصبحت الأذان لا تسمع سوى صراخ امه عليهم فقط لا يوجد صوت لزمن ولم تعد تعارف لكي تتركها زهره بل ساكنه تماما صامته تقف بكل صمود تتلقى ضرب زهرة هذا ما يقلقه كثيرا عليها
كانت زمن في وادي آخر بعيدا عن كل تلك الأصوات التي تحوم حولها هي تتذكر فقط شريط حياتها لم تجد فيه سوى أنها كانت تضرب من قبل زهرة والتمرد عليها من قبل أخواتها من الأب و ابناء و بنات عمومتها لم يحبها احد ابدا حتى ابيها هي لا تراه و هو لا يحب روايتها و لا يطيق النظر لوجهها تظن انها لم تراه منذ سنوات و هذا لان اخر مره راي و جهها بيه كانت تتلقى منه اللطمات على شئ لم تفعله وإنما لفقه لها اخواتها و منذ ذلك اليوم لم تره لأنها لا تخرج من الغرفه في وجوده في المنزل تجلس حبيسة غرفتها إن لم تكن زوجة أبيها تحبسها في تلك الغرفه المظلمه التي تكرهها بشدة ولكنها اعتادت عليها و على ظلامها الدامس و لم يعد لديها مبالاة من كل ما يحدث يكفي ما حدث بها سبقا جعلها لم تعد تبالي
أصبحت في عالم موازي لا تشعر بأي شئ حتى ضربات زهره المؤلمة أو فلنقل التي كانت تألم لم تعد تشعر بشئ منها و لكنها ترى فقط ما يحدث
تري ان زوجه ابيها تمسكها من ذراعها بقوه و تشدها أمام جميع أفراد العائلة الشماته ثم توجهت بها الى داخل الغرفه المظلمه و تلقي بها أرضا ثم تخرج و تصفق الباب خلفها بقوة ارتج لها المنزل
جلست زمن في الظلام تضم نفسها لنفسها ثم نظرت للظلام و الصمت الذي يحيط المكان واذا فجأة بدأت في البكاء و النظرات الشماته من جميع من بالمنزل تتكرر داخل ذاكرتها الضرب الذي تلقته في الأسفل لقد خابت ظنونها في نفسها و انها تستطيع الدفاع عن نفسها هذه المرة
و لكنها لم تستطيع و الدفاع عن نفسها أو ولدتها تمر في ذاكرتها حديث زهره و ضربها المؤلم لها تتذكر ان زهره أنها ستجعلها تترك دراستها و انها كانت تقول علي امها أفظع الكلمات كانت تصف والدتها بكل شئ و تردد أنها ستعزم على جعلها خادمة لهم بكل الطرق و انها لن و لم تكمل تعليمها بعد الآن
سمعت زمن دق علي الباب و لم يكن سوي يوسف الذي كان يدق علي الباب و يحاول تهدئتها ن بعيد لأنه لا يستطيع الدخول لان والدته اغلقت عليها الباب بالمفتاح لكي لا يدخل اليها
يوسف : انا اسف يا زمن انا معرفتش ادافع عنك انا اسف مقدرتش اقف في وشها لانها في الاول و الاخر أمي سامحيني ثم جلس أمام الباب بكسره هو لا يستطيع الوقوف امام امه هو يحاول ان يبعدها عن زمن ولكن لا يستطيع الوقوف بوجهها مهما حدث و انكسر اكثر عندما سمع شهقات زمن تعلو و تتحدث بصوت حزين
زمن: انا عارفه يا يوسف و فهماك بس انا اللي خانقني ان مفيش حد بيحبني هنا و كمان طنط زهره عاوزه تخليني اسيب الحاجه الوحيده اللي بحبها و هي تعليمي و كمان و الله انا ما جيت نحيت شاديه هي اللي غلطت في ماما كتير و شبهتها بالكلبة و انا مستحملتش المره دي و مسكتها من شعرها و انا جيت و شوفت الباقي و انت كمان شوفت ان شاديه هي اللي كانت بتضربني اكتر لغايه لما طنط زهره جيت انت مصدقني صح مش زيهم صح
يوسف: مصدقك يا زمن مصدقك و متخافيش مش هتسيبي تعليمك صدقيني انا هحاول اقنعها و بعدين يا زمن انتي بتقولي ان مفيش حد بيحبك طب و انا روحت فين هاا انا بحبك يا زمن ثم أضاف بنبرة بها البكاء انا اسف يا زمن كل ده بسبب اني مقدرتش اقف في وشها
زمن: مينفعش تقول كده يا يوسف دي مامتك ولو جيه يوم ووقفت في وشها انا هزعل منك و بعدين مهمها حصل دي مامتك حبها و حافظ عليها طنط بتعمل كل ده علشان خايفه عليكم و بتحبكم اوي انت كمان حبها و حافظ عليها و اسمع كلامها علشان بجد اللي من غير ام مفيش حد هيحبه او يحميه أو يطبطب عليه وقت زعله مفيش حد هيجيب حقه لما حد يضيقه مفيش سند و مفيش حد لما ترجع من المدرسه يجري عليه يحضنه و مفيش حد يعمله الاكل اللي بيحبها و لاه يلعب معاه مفيش كل ده من غير الام حافظ على مامتك يا يوسف
يوسف: حاضر يا زمن بس صدقيني هحاول احافظ عليكي و اكون ضهرك و سندك و هفضل مصدقك طول عمري و عندي ثقه في كل كلامك
…………………………………..
في مكان آخر في ذلك القصر كانت تجلس زهره علي السرير تحضن ابنتها و تساعدها في تضميد جروحها
زهره بحنان: حصلك حاجه يا قلب امك
شاديه: لاء يا ماما مفيش غير شويه الخرابيش دي و انا اللي خربشتها لنفسي
زهره باستغراب : طب لي تخربشي نفسك يا شاديه
احنت شاديه راسها للاسفل: علشان تصدقي ان زمن هي اللي ضربتني مش انا اللي ضربتها وكمان علشان زمن مكنتش بتعمل حاجة غير انها تشد شعري بس و انا بصراحه كنت مضايقه منها و كنت
عاوزاكي تضربيها علشان كده خربشت نفسي و خليتك تشوفي ان زمن هي اللي ضربتني مش انا
زهره: امم ما انتي كان ممكن تعملي حاجات تانيه من غير ما تأذي نفسك و برده كنت ضربتها بس يله حصل خير و اديني يا ستي حققت ليكي امنيتك
شاديه: بس هو مين اللي نادي عليكي
زهره: ابراهيم هو اللي نداه عليا كنت قاعده مع عماتك بنتكلم و هو جيه بيجري و قالي ان زمن بتضربك و بس حصل اللي حصل
شادية: ماما هو ممكن اسألك سؤال
زهره: طبعا يا روح ماما
شاديه: هو انتي لي بتكرهي زمن و مامت زمن هي اللي مشيت و سابتها فعلا
زهره: لما تكبري شويه هعرفك كل حاجه يا شاديه
ثم تركت زهره غرفت ابنتها و ذهبت الي غرفتها تتذكر أحداث الماضي و ان كل ما حدث كان السبب في كرهها لزمن و تعترف انها تقسو كثيرا عليها و لكن لا تستطيع أن تحبها او ان تسامح امها مهما حدث هي ستشفع لها فقط في هذا الموقف ولن تجعلها تترك دراستها.
(السؤال هنا لماذا ستترك زهره زمن تتدرس و ماذا سيحدث مع مرور الوقت و الزمن و هل سيفي يوسف بوعده أم لا )
……………………………………….
مازن: طب هو ايه اللي حصل بعد كده و مش انتي كنتي قولتلي انها بتكره مامتك علشان كانت عاوزه تخرجها من البيت
زمن: لاء ما ده اللي كنت مفكره او اللي كانت جدتي قايله ليا و مفهمهوني
يزيد بفضول: طب انتي مخلتناش نستفيد و نعرف برده يوسف هيوفي بوعده ولاه لاء
زمن: ده هيبان مع الاحداث الجايه و اللي هيحصل
مصطفي: طب هي لي شاديه اعترفت لزهرة بالحقيقة
زمن: لان الشئ الوحيد اللي زهره عملته صح هي انها ربت شادية انها متخبيش عنها حاجه مهما كانت كبيرة و كمان علشان شاديه عارفه ان زهره بتكره زمن
مازن: طب ليه محدش من العائله تدخل لما زهره ضربتك
زمن: لان محدش فيهم كان بيحب امي و لاه بيحبوني و كانوا مبسوطين فيا
مصطفي: طب…….
زمن: لاء انتم كده اخدتم اكبر من وقتكم يله كله بيتك بيتك بكره تعالوا و انا اكمل ليكم و بعدين يله علشان عاوزه ارتاح شويه
مازن: خلاص ماشي يا زوزو بس متنسيش لينا سؤال عندك بكره
زمن: ماشي يا بكاش يلا خد عمودين الإنارة دول و روح يله
ثم ألقى عليها السلام كلا من يزيد و مصطفي وسط مزحتهم
و ذهبوا كلا منهم إلى حياته الخاصة التي سنراها و نعيشها سويا نعيش مع كل بطل من ابطالنا حكايته الخاصة ليست زمن فقط هي بطلة قصتنا انما الجميع لديه قصه و كل قصة أو حكايا تختلف عن الآخر و أعدكم أننا سنعيش كل تلك القصص بحلوها و مره بحزنها و سعادتها و سنكتشف ماذا ستكون نهايات كل تلك القصص
……………………………………….
في أحد أحياء القاهرة
في احدي الشقق
دخل مازن من باب الشقه و جد والده يجلس على الاريكه بانتظاره
القي مازن السلام و هو متجه الي غرفته فهو يعرف أن جلس ستنشب بينهما حديث يتحول إلى شجار كالعادة و هو لا يحب ذلك لا يحب أن يحزن والده منه ولكنه هو من يجبره على ذلك لأنه يريد ان يترك حلمه في الكتابه و يتفرغ فقط لمهنته اوقف مازن صوت والده الذي ناداه
الوالد و يسمي احمد: تعالي هنا يا مازن
استدار مازن و ذهب الي ابيه يقف امامه: يا ابني انت لي مش عاوز تفهم ان اللي بتعمله ده مش هيجي بفايده
مازن: يا بابا انا مش بعمل حاجه غلط انا بكتب و بنشر الكتب اللي بتعجب الناس و خلت ليا جمهور كبير بيحبني و بيحب كتاباتي
الاب: و انا قولت انا مش موافق انك تشتغل مهنه زي دي مش هتدخل ليك دخل ثابت زي مهنتك الحقيقه اسمع كلامي يا ابني و انزل اشتغل في مستشفى بجد مش دار المسنين اللي شغال فيها بقي دكتور كبير زيك ليه مكتب ومكان في مستشفي كبيرة يسيب كل ده و يروح يشتغل في دار مسنين
مازن: و مالها دار المسنين دي كمان يا بابا وبعدين مين قال اني بمتهن الكتابه دي هوايه جانب وظيفتي و برده حضرتك عارف اني مقسم وقتي بين المستشفى اللي فيها مكتب كبير و بين دار المسنين اللي بحبها وبحب ناسها و بين الكتابة أي بقي اللي يزعلك فى ده انا بسمع كلامك وبرده برضي نفسي لي انت مش عاوز ترضيني و عاوز تزعلني و بس علشان وظيفة أو مركز مش هيفرحوني في الاخر
الاب: انا قولت اللي عندي تسيب الكتابة و تسيب الدار دي يا امه
مازن: يا امه اي يا بابا
الاب: تسيب البيت وتسكن وتصرف على نفسك و ابقي وريني بقي الكتابة و دار المسنين ده هيدخل ده تقدر تعيش منه زي ما انا معيش ولاه لاء و اوعدك انك. هترجعلي بعد اول شهر
مازن: وانا اوعدك يابابا انك انت اللي هيجي اليوم و تفتخر ان ابنك كاتب ثم ذهب اتجاه باب المنزل دون ان يقول كلمه اخري و ذهب
……………………………………..
وبكده تكون انتهت حلقة النهاردة يا حلوين عايزه رايكم و هحاول اطول البارت عن كده الفتره الجايه و التزم بمواعيدي تاني باذن الله
متنسوش اللايك الجميل و رايكم اللي بيهمني ويشجعني اكمل
دمتم سالمين ♥
#بقلمي_عزيزه_احمد
#روايه_زمان_علمني_القسوه