البارت الثالث عشر

59 3 1
                                    

" توجّه حاتم و فاطمة بسرعه ألي المستشفي , ولم يخبر أحد ولم يرغب في أزعاجهم حتي يعلم ما حدث لابنه وشقيقه , كان حاتم يقود سيارته بسرعة كبيرة وكانت فاطمة تحاول تهدئته وحاولت أن تجعله يبطئ من سرعة السيارة لكنه لم يستطع وأراد الوصول الي هناك بأسرع وقتً ممكناً وكان قلقً بشدّه عليهم , حتي وصل الي المستشفي و سأل عن الغرفة الموجود بها أبنهُ و وصلوا هُناك , كان منذر مستلقياً في العناية المركزة وموضوع له الكثيرة من الاجهزة ومن الواضح أن حالته صعبه للغاية , صُدمو كثيراً مما رأوه ثم رأوا قميصه ملقي علي السرير وكان مليئا بالدماء , وضعت فاطمة يدها علي فمها وامتلئت عينيها بالدموع ولم تستطع اخفاء دموعها وظلت تبكي بطريقة هيستيريه , ظلت تدعوا الله كثيرا بصوتً خافت لكنه مسموع بعض الشئ , ظلت تدعوا بأن ينقذه الله ويخرجه سالماً دون ضرر , وأن يعود أليهم في أحسن حال مرةً أخري وان يشفية ويعفي عنه, كانت صدمة حاتم كبيرة جداً لكنه كان شديداً وقوياً وكان يعاني من تلك الصدمة بداخله ولم يظهر ذلك , و لكنه لو ترك نفسه لكان بكيَ كثيراً وسقط في مكانه من ذلك المنظر الذي يراه , وابنه الذي لا يعلم ما به وما الذي أوصله الي هذا , حتي انه نسيَ ايضاً أنه كانَ قادماً لرؤية أخيه وما خطبه حتي وجد رودي واقفه بعيداً  وأقترب منها "

حاتم: كان جسده يرتجف كثيراً "  اااابنييي ماااالو ، اااااي ال حصل لابني ي ورررررررد
رودي: شرح مصطفي لها ما تريد قوله حتي لا تفسد شيئاً وتشّعل حرباً بين منذر و والده , وأن تلك الكلام قاله هو ايضاً للأطباء , قالت بتوتر كبير وقلق , "  " كنا في العربيه وفي ناس طلعو وضربو منذر و بابا ، وانا مش عارفه اي ال حصل لبابااا , منذر أهو في العناية طب بابا فين , ي عمي انا مش عارفة اشوفة ولا أطمن عليه من ساعة م جيت هنااااا بترجااك شوفوووو ونبي وطمني , انا هموت من القلق
حاتم : وضع يديه علي وجهها وكان يمسح دموعها " حاضر ي حبيبتي حاضر هشوفو وهطمنك عليه بأذن الله , بس أنتي أهدي واقعدي هنا ومتتوتريش عشان هتتعبي , بالله عليكي انا مش عايز اشوفك في الحالة دي أن شاء الله هنطمن , أنا هروح حالا أسئل فين مكانه

" قلق حاتم كثيراً علي أخيه وزاد توتره كثيراً , و سأل الاطباء وأخبروه عن حالة شريف وأنه توفي منذ دخوله الي المستشفي وأنهم لام يتسطيعون أنقاذه وحاولوا كثيراً ولكن دون فائدة , و أُصيب حاتم بصدمة شديدة و ظل يقول ,أن لله و أن اليه راجعون, عدهّ مرات , كان حزيناً بشكل غير عادي وقلبه كان يؤلمه بشدّه , عندما توفيَ والده لم يكن حزيناً جداً هكذا , لكنه الأن يشعر بوخزه في قلبه من تلك الاخبار المؤلمة , لم يكن يعرف ما هذا اليوم السيئ , يصاب ابنه بهذه الطريقة ويتوفي شقيقه الاصغر , ماذا كان ذلك اليوم الذي لم ينساه أطلاقاً , طلب الاطباء من حاتم التوقيع علي أوراق اجراءات الغُسل والتكفين والدفن , أخذ القلم منهم وهو يرتجف , وكان يحاول السيطرة علي اعصابه بصعوبة , لكن تلك الخبر جعله يفقد كل اعصابه , ولم يسطتع اخفاء اي شئ وانهمرت دموعه , و وقّع علي الاوراق ببطء شديد , ثم طلب منهم أن يراه أخيه للمره الاخيره , ذهب مهرولاً الي غرفة أخيه , متذكراً كل شئ بينهما منذ الطفولة حتي أخر مره رأه فيها , كان يركض بسرعه وسارعت دموعه في النزول بكثره لدرجه أنه لم يرا شيئاً أمامه واصطدم بالأشخاص من حوله دون أن يعتذر لهم , لكنه لم يكن في حالة يُحاسب عليها و لم يكن واعياً لما يفعل , وكل ما كان يدور في رأسه كان ذكرياته بأخيه وانه سيراه الأن وللمره الاخيرة سيقابل شريف , لكنه للمره الاولي سوف يذهب أليه ويريد التحدث معه ولكن شريف لم يجبه ولم يرد عليه , دخل الغرفة وأخذ شريف  بين ذراعيه وتمسّك به بقوة شديده  وصرخ بصوتً عالٍ قائلاً "أخوووووياااااااا" شعرت فاطمة برجفه قوية في جسدها عندما سمعت صوت صُراخه , و ذهبت و معها رودي الي الغرفة التي سمعت منها الصوت , فرأت حاتم يعانق أخيه ويبكي كثيراً , وعندما رأت ذلك أتضح لها الامر و أن شريف قد مات .. شعرت بصدمة قوية في قلبها وبكت كثيراً "

الميراث حيث تعيش القصص. اكتشف الآن