23- The Baby

69 7 0
                                    

حتى مع الحب العظيم عندما تمل الروح يصبح الامر قاتلاً, مع حبها الشديد له تركته خلفها وتناست كلماته التي عكست الحقيقة أمام عينيها!

هو أصبح أفضل من يقدر قراءة روحها دون سماعِ حرفٍ منها, بقدر ما تحبه بقدر ما تريد الإبتعاد عن شخصٍ فرض قراراً لا يمكن الرجوع عنه, خطاٌ فادح لا يستطيع التكفير عنه مهما فعل وهو قرأ هذا بعيناها ولكن مع ذلك سيستمر بالمحاولة علّ قلبها يسامح عقله المتهور فقلبه ما زال خاضعاً لحبها القوي

ابتعدت عن حيث كانا يقفان وركبت سيارة أجرة مع محاولاته الكثيرة لإيقافها لكنها تبتعد عنه ولكنه لم يتوقف مكانه يتبعها بسيارته, هي تعلم أنه وراءها وتعلم كم يحبها ولن يتخلى عنها ولكنها لا تفهم سبب طلبه الطلاق والأكثر حيرة تراجعه عن قراره عندما قبلت به!

بينما تنظر من نافذة السيارة للظلام الحالك من حولها المحيط بعالمها وكأنها وحدها سمعت رنين هاتفها لتنظر له ترى اسم زوجها مكتوب عليه, سحبت نفساً عميقاً تتنهده بتعب لتجيب عليه "ماذا يونغي؟" سمعت صوته من الجانب الآخر "سورينا انزلي من السيارة لن أتركك هكذا!" بانت ابتسامة مكسورة على وجهها "فات الأوان يونغي" "كلا لم يحدث...لم يفت بعد, يمكنني إصلاح كل شيء فقط توقفي...أرجوكِ لنتحدث بهدوء سورينا"

"لا يوجد شيءٍ لنتحدث به يونغي, انتهى أمرنا حضرة الرئيس" حديثها لم يكن غائباً عن اذني السائق الذي كان يعلم من المرأة التي ركب سيارته من اللحظة الأولى, الرئيسة كيم سورينا! فكر بأمرٍ ربما يؤذيه كثيراً ولكنه صمم على فعل ذلك, بعد حديثٍ مطول بين الزوجان وافقت سورينا على النزول من السيارة لتتحدث مع العنيد الذي يقود خلفها متلهفاً

"من فضلك أنزلني هنا" ولكن السائق لم يبدي ردة فعل وكأنه لم يسمعها, قطبت حاجبيها باستغراب "عفواً أنزلني هنا" ومجدداً ردة الفعل ذاتها, ما زال يونغي معها على الخط وكان يستمع لما يحدث معها بالسيارة, وفجأةٌ زاد السائق من سرعتهِ بشكلٍ ملحوظ, رجف جسد سورينا فهي لا تريد الخوض مجدداً بذات الخطر الذي مرت به لأشهرٍ برفقةِ عائلتها

"ما الذي تفعله قلت لك أنزلني!" ارتفع صوتها وهو ينظر تارةً لها وتارة لسيارة يونغي بالمرآة التي أمامه "سورينا ماذا يحدث! ابقي معي!" لتهور السائق وعدم خبرته واجه واحدة من تلك السيارات التي تحمل حمولة اسمنتٍ كبيرة, لم يستطع تفادي ظهورها أمامه من على المنعطف ليذهب بالاتجاه المعاكس وتنقلب السيارة رأساً على عقب فوق العشب الأخضر

بينما كان يونغي ينظر للذي حدث أمامه شعر بأن جزءاً من روحه قد انتزع من وسط صدره, شعر وكأن الدنيا بأكملها لا تستطيع احتواء غضبه وخوفه, ركن سيارته سريعاً بجانب الطريق وينزل راكضاً نحو زوجته "لن تتركيني يا رئيسة أتسميعنني...لن تتركيني وحدي!"

Eclipse Of The Heart[☑️مكتملة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن