🥀الفصل الرابع و السبعون🥀

440 27 106
                                    


"إلى أصدقائي عديمي النفع .. إلى أقاربي عليهم اللعنة... لقد راع إنتباهي في الآونة الأخيرة أنكم جمع حقير ...
إذًا فلتكن هذه أمسية لعينة عليكم أيها المنافقين ..."

فيودور دوستويڤسكي🥀🥀🥀

‏"لا تكن أحمق و تعبر المحيطات للأشخاص الذين لن يعبروا البرك من أجلك"

فيودور دوستويڤسكي 🥀🥀🥀

74
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في المستشفى...

رغم أنّ المكان يلمع من النظافة... و رائحة الكحول و المعقمات تعبق من كل زاوية إلاّ أنّ هذا لن يغير من حقيقة أنّ الدخول لهذا المكان يبعث القلق و الخوف في نفوس البعض من الأشخاص...
يرتعبون من فكرة أن يتواجدوا هنا....
قد يحالفك الحظ أن تخرج منه و أنت سليم معافى أو الشخص الذي يتواجد فيه و قد يكون العكس...

المقبرة و المستشفى... المكانين الوحيدين الذي أصبحت روز أكثر ما تمقت في الوجود...
كلاهما يجعلان روحك معلقة بين الحياة و الموت...

كانت تقدّم قدماً و تأخر الأخرى... هي لم تنسى أنه يرقد كالجثة هنا و لكنها لم تستطع أن تراه و هو نائم على سرير المشفى ميّت الجسد حيّ الروح...
هي السبب و لا أحد سيجعلها تصدق العكس...
هي من حملت بيديها المسدس و صوّبت عليه لذلك أجل... هي من جعلته يعاني هكذا بذاك الشكل الذي آلم قلبها و ليست آناستازيا من فعلت ذلك....

ليتها كانت مكانه... كان الألم ليكون أخفّ...
رغم كل ما حصل بينهما فهو لا يستحق ما حدث معه لأنه الرجل الذي إختارته والدتها كشريك لحياتها و هي لن تشكك في إختيارات والدتها التي غامرت بالمحافطة عليها عندما كانت جنيناً رغم تهديدات و عذاب توماس لها...
و لكي لا يذهب شقائها عبثاً ستكون هي فيونا الصغيرة في هذا الزمن و العالم...
لن تسمح أبداً بأن تندثر ذكراها و أول ما ستحاول إصلاحه هو علاقتها مع دراغون هذا إن لم يفت الأوان...

بتلك الثياب الخاصة بالمشفى إحتياطا لعدم نقل العدوى للمريض إرتدت روز سترة واقية من نسيج النيلون ذات لون أزرق باهت مع كمّامة و قبعة طبية بنفس اللون و دخلت عنده بخطوات بطيئة حتى أطلّت عليه لتنظر له بعيناها الخضراء بشوق كبير... لا تصدق للآن أنه والدها و هو لا يزال حيّا...

شكله الضعيف و الخائر القوى جعلها تنسى تلك الفترة الصعبة التي عانتها معه... كل شيئ تبخر...
ألمها آنذاك و هي تركل و تضرب من قبله...
الرعب الذي عايشته مع السجناء لكي تحمي بريتني...
شعرها الذي تخلّت عنه...
كل هذا نسته و محته من قلبها قبل عقلها و هي ترى والدها يجلس مع الموت و لا تعلم إن كان سيأخذه معه أو لا...
هي خائفة أن يستسلم دراغون و يرحل عند والدتها ليتركها وحدها...
هي لا تريد أن يذهب قبلها... هذا ليس عدلاً...
لا تريد أن يحدث هذا... و لو حدث حينها تقسم أنها ستقبض روحها بيديها و لن تهتم...
إن كان القدر لم يرحمها فهي لن ترحم نفسها و ستعفيه من مهمة تعذيبها في هذه الحياة لعلّ إنتقالها للحياة الأخرى سيجعله يلتفت لشخص آخر....

we can't change our destiny لا نستطيع تغيير قدرناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن