Part 5♠️

38 6 6
                                    

كانت جالسة علي فراشها حتي سمعت دقات علي الباب
ضيقت حاجبيها وهي تنظر للساعة المتأخرة
من هذا الذي يدق بابها بذلك الوقت المتأخر ؟!
سارت بخطواتها الضعيفة لتفتحه وتُصدم عندما رأته!

اوقف سيارته بغضب
وهبط منها ليقف أمام مبني قديم ،
صعد درجات السلم ، ووصل للشقة المقصودة
وضع المفتاح ببابها واداره ليفتحها
بعدما فتحها تنهد بألم وهو ينظر لكل ركن بها
وضع يده علي صدره عندما وقعت عيناه علي جزء معين بمنتصف الصالة
اغمض عينه وهو يتذكر الحادث الاسوء بحياته

.....Flash BaCkعودة بالزمن للسابق .....

رن هاتفه عندما كان يتابع عمله بمكتبه ،
امسك به لترتسم ابتسامة واسعة علي وجهه عندما وقعت عيناه علي اسم المتصل "ملاكي"
فتح المكالمة وهو يجيبها بحب:" تعرفي انك كنتِ واحشاني "
أجابته بابتسامة: "انت لسه يدوب طالع لحقت اوحشك "
نهض من علي كرسيه ووقف امام النافذة وقال :"افتحي الشباك يا ملاكي "
ضيقت حاجبيها بعدم فهم وهي تجيبه: الشباك؟ ليه ؟
اجابها_الجو مغمم وشكلها هتمطر

فعلت ما قاله لتجد الجو معتم من اثر الغمام الذي غطي السماء
ابتسمت ، وهمست له وهي تضع يديها علي بطنها: قولي بقي دعوتك وامنيتك المرة دي هتبقي ايه؟
_نفس الدعوة اللي بدعيها من ساعة ما قابلتك واتجوزنا انك تبقي معايا دايما يا ملاكي
قالت والابتسامة لا تفارق وجهها وهي تضع يديها اسفل بطنها: مش انا بس اللي هبقي معاك
ضيق عينيه محاولا استيعاب ما قالته
لتُكمل هي:السنة الجاية مش هنكون اتنين بس يا هادي
ازدادت دقات قلبه وشعورا غريبا تسلل بداخله
وهو يسمعها بتركيز
_انا حامل يا هادي
توقف كل شئ حوله وهو لا يصدق ما سمعه شعور السعادة بداخله والرهبة شعورا جديد ومختلف :انتِ ...يعني انا ..هكون... وانتِ
بجد يعني انا هكون اب يا ملاك؟
قالها وعيونه تلمع بالدموع
اومأت بابتسامة وهي تجيبه: ايوة انت هتبقي أب وانا هبقي أم
وضع يده علي فمه وبدأ يبكي كالطفل لا يصدق ما سمعه قلبه يتراقص من الفرح
أدمعت عينيها وفجاءة سمعت صوت دقات علي الباب
لتقول وهي تمسح دموعها :هادي في حد علي الباب انا رايحة اشوف مين
حاول تيجي النهاردة بدري عشان الجو مش كويس النهاردة
ودعها بسعادة واغلق معها الخط
لتذهب وتفتح الباب وتجد اثنين من الرجال هيئتهم غريبة امامها
_الظاهر ان حضراتكم ملغبطين في العنوان
كادت أن تغلق الباب
ولكن سبقتها يد احدهم ومنعها وهو يدفعه بقوة ويقول بنبرة بثت الخوف بداخلها: العنوان صح يا مدام الكابو!
فتحت عينيها بصدمة وصرخت بأسمه: هااااادي
ولكنه اسرع بتكميمها وهو يهمس لها بخبث: ما تقلقيش هنريحك من غير ما تحسي بحاجة
............ ...... ...... ....
عند هادي ....
اغلق معها الخط وهو يحدث نفسه من شدة فرحه
بل شرع في التفكير بأسم لصغيره
اغلق جهاز اللاب توب أمامه وحمل جاكيته
ليقرر العودة لمنزله ليحتفل هو وملاكه!
......... .... .... .... ... ..... ... ...
اخذت تهز رأسها يمينا ويسارا ومازالت يده تكمم فمها
اخرج الاخر من جيبه سكين
لتُفزع منه وتتسارع دقات قلبها وهي تضع يديها علي بطنها بخوف
عضت يد ذلك الذي يكمم فمها
ليتآوه بألم ويسبها ،
ثم ركضت بأتجاه غرفتها وهي تصرخ بضعف وقلة حيلة
اغلقت الباب وهي ترتجف وتبكي
وامسكت الهاتف بيديها المرتجفة
_رد بقي يا هادي والنبي رد
قالتها وهي تبكي وتنظر للباب
الذي بدأ يهتز من اثر دفع أجسادهم به بخوف وفزع
....... ..... ..... .... ....
كان يقف بسيارته منتظر اشارة المرور التي سببت ازدحام بذلك الجو الممطر
سمع صوت هاتفه ليمسكه ويبتسم وهو يرد ولكن لم تدم ابتسامته طويلا عندما سمع صوتها
لتتحول لفزع ورعب وخوف
...... ..... .... ....
الحقني يا هادي
هيقتلوني
قالتها بشهقات وارتجافة
_ا ا ا لعصابة اللي ك كنت بتشتغل معاهم زمان
انقطع الاتصال ليسمع صوت صفير
ليقوم بسرعة بقطع الاشارة وهو يهمس بأسمها ويدعي ربه ان يصل قبل أن يمسوها هي وابنه بضر
... ..... .... ... ...
قاموا بكسر الباب ودخلوا
ليقوم واحد منهم بكسر الهاتف وهو يبتسم بخبث اخذ يقترب منها
_لا لا ابوس علي ايديكم
ارحموني
ابوس علي ايديكم انا اسفة والله اسفة
بلاش تقتلوني عشان عشان
اكملت بدموع والم وهي تضع يديها علي بطنها بضعف:انا مش لوحدي انا حامل
مش عايزة ابني يموت
اخذ يقترب منها
لتقوم بدفعه وتركض ناحية الصالة ليقوم هو باللحاق بها
ليمسكها من شعرها بقوة وبطريقة قاسية وبدون رحمة يقوم بغرز السكين ببطنها
لتشهق وعيونها مليئة بالدموع وصورة هادي امامها
وكلمته ترن بأذنها: انا بحبك يا ملاك روحي
همست بأخر كلماتها قبل أن تفارق الحياة: هااادي
ثم سقطت علي الارض وحولها بقعة دماء!
....... ..... .... .... ... ...
وصل وبلحظة صعد السلم وهو يتمتم بأسمها ويدعو ربه ان تكون بخير
ويتوعد لهؤلاء الاغبياء
وصل للطابق الخاص بشقتهم
وجد الباب مفتوحا
وامامه كانت هي!
وحولها الدماء!
وقف مكانه وهو يشعر بروحه تنخطف من جسده
شعر بألم شديد برأسه
وكأن عقله توقف
وكأنه بعالم اخر
ينظر امامه وانفاسه تخنقه
دوار داهمه ودقات قلبه تباطأت عند هذه اللحظة
اقترب خطوات وهو يهمس بأسمها بحب ،رافض ذلك المشهد امامه رافض ان يصدقه
جلس واخذها بين أحضانه
وهو يحدثها وكأنها تتنفس وكأنها مازلت حية وكأن عقله يرفض الواقع أمامه: انا جيت بدري عشان نحتفل بأبننا يا ملاكي
يالا قومي
تعرفي انا اخترت اسامي كتيير بس في الاخر قررت انك انت اللي هتسميه
تعرفي يا ملاكي...
هزها بخفة وهو يناديها: ملاااك
وكأن عقله استوعب ما حدث وكأنه استفاق من الغيبوبة التي كان بها وكأنه صدق ما حدث
عندما وجد دماءها علي يديه
_لااااااا لااا لا لا
ملااااااك
ملاااك لااا ما تسبنيش ملاااك
انتِ وعدتيني ما تسبنيش
ملااااك
....BaCk عودة للوقت الحالي.....
اغمض عينه بألم عندما مر ذلك الحادث أمامه
لم يستطع التحكم بدموعه أكثر لتسقط
وهو يهمس بأسمها: ملاك..انا من غيرك تايه
....... .... .... .... ... ... .... ...
صرخت حياة عندما أمسك شعرها بقوة وقسوة
_مين يا بت اللي كان قاعد معاكِ في الكافيه النهاردة
دايرة علي حل شعرك يا روح امك!
ومقضياها سرمحة
صرخت وهي تحاول أن تبتعد عنه ولكنه أحكم قبضته عليها
تأوهت بألم وهي تقول :سيبني يا حداد
حرام عليك آه
تركها لتبتعد عنه بخوف وهي تلملم شعرها الذي تبعثر حول وجهها من اثر قبضته
ودموعها تنهمر بغزارة
_مين يا بت اللي كان معاكِ النهاردة!
انطقي مين ده !
قالت وهي تحاول أن تتظاهر ببعض الشجاعة أمامه: مالكش دعوة بيا
انت مالك
ايه اللي رجعك بعد السنين دي كلها
افتكرت دلوقتي ان عندك بنت عم
ابعد عني ومالكش دعوة بأي حاجة تخصني يا حداد
اقترب منها وهو ينظر إليها بزرقاويتيه
بنظرات تحمل الغل والغضب
لتبتعد هي خطوات للخلف وتحذره بأن يبتعد
ابتسم بسخرية عندما شعر بخوفها منه وقال:ان مكنش أحمد عرف يربيكي فأنا اللي هربيكي يا حياة ورحمة عمي ما اعرف انك طلعتي برا الشقة دي من غير ما تبلغيني لاكون قاتلك!
انهي كلامه وهو يصفع الباب بقوة خلفه قبل أن يغادر
لتجلس حياة بضعف وألم وتبكي وهي تتذكر أخيها!
......... .... ... .... يوم جديد ...
كان يجلس يعبث بهاتفه، بينما والده يحتسي كأسه بملل
قاطعهم دخول ذلك الحارس الضخم
وهو يستأذن منهم بالدخول ، ليسمح له ابو العزم
تقدم منه الحارس واعطاه ظرف وخرج علي الفور
ليقوم بفتحه ابو العزم ويقرأه وما أن انتهي من قراءته قام بإلقاءه بعيد بعدم اهتمام
ترك أمجد هاتفه وامسك بالظرف ليجد به دعوي علي حفل زفاف
ضيق أمجد عينيه ثم رفع حاجبه وهو يقول : مش دي بنت الراجل التخين القصير ده ؟
البت اللي عايزة رصاصة في نافوخها اللي بتبقي ماشية وعاملة محارة بودرة علي وشها
انتهي ابو العزم من شرب كاسته وقال :انت عارف ابوها ده يبقي مين اللي انت بتتريق عليها دي !
تحدث أمجد بسخرية وقال : أبو تقل دمه راجل رخم ما احبوش
أخذ ابو العزم ورق المقامرة ليرتبه وقال: لازم تحبه احنا شكله ده مش هنتاجر فيه
اللي يهمنا فلوسه مش شكله
لمعت أعين أمجد وهو يسأل والده :مش ده بردو صديق جماعة العراب ؟
أجابه بضيق بعدما سمع اسم العراب: بينهم مصالح
أمجد وهو يحك ذقنه: غسيل أموال يعني ؟
انتهي من ترتيب الورق جيدا ووضعه جانبا لينهض وهو يعدل جاكيته الطويل: الفلوس اللي مش نضيفة لازم العراب يتخلص منها أو يخبيها في حاجة عشان ما تبانش قدام الناس انها من التجارة الغير مشروعة
وعشان يخلص منها ويكسب في نفس الوقت بيحطها في تجارة الدهب مع التخين القصير ده اللي مش عاجبك اللي هو أكبر تاجر دهب
جهز نفسك لسهرة بالليل لازم نحضر الفرح ده مش عشان التخين القصير والبت بنته ..تؤ عشان فلوسه الحلوة
قالها قبل أن يغادر ويتركه
ليهمس أمجد بسخرية: ده يا مساء الحلويات بقي
......... .... .... .... ... .... .... .... .. ...
في المساء ♠️

ذنوب في الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن