Part 6♠️

31 7 0
                                    


نهض هادي من مكانه بملامحه الغاضبة وقبل أن يترك الطاولة ، امسكه العراب من يديه وهو يؤشر بعينيه التي انتشرت حولها التجاعيد لكرسيه ، وهمس ببرود: اقعد يا هادي
ما تخليش "معتوه" زي ده ينتصر عليك بشوية كلام تافه قالوا

نظر "هادي" تجاه "ابو العزم" الواقف أمامه ولكن بمسافة بعيدة
ليجد ابتسامة مستفزة تعتلي وجهه
اقتنع هادي بحديث العراب وجلس مكانه مجددا وداخله نيران مشتعلة تحرقه كلما نظر
"لابو العزم" وتذكر حديثه المستفز

بعدما عدلت مكياجها خرجت وهي تخطو خطوات واثقة تنظر للفتيات حولها بغرور
تزداد ثقتها اكثر كلما رأت الفتيات يصوبن انظارهن تجاهها
مرت بجانب" أمجد " ليستنشق عطرها المميز
وينظر لها بخبث ويهمس من خلفها :محسساني ان علي راسها ريشة
فجاءة وقفت "بيري " مكانها ، وعادت بخطواتها للخلف ثم مالت برأسها عليه وهمست ببرود :
ريشة yes there is
on my head

What's your problem with me?
(ايه مشكلتك معايا ؟)

ابتسم "أمجد " وقال وهو ينظر لعدستيها الزرقاء بإعجاب دون أن يعي جيدا ما ينطق به: مشكلتي انك جامدة!

ضحكت ببرود وطالعته بنظرة من اعلي لاسفل تحمل الاستهزاء:جامدة ومش بحب الناس الملزقة
ثم تركته وعادت للطاولة مجددا بجانب العراب

دايما في بالي
وبعد الليالي
واحشني يا غالي
يا اجمل ملاك 🎵

كانت تلك كلمات الاغنية التي دوت بمكان الحفل
ما أن سمعها هادي تذكر زوجته ملاك
تلك الاغنية الخاصة بهم
شعر بقلبه يؤلمه وهو يسمع تلك الكلمات المؤثرة
تجمعت الدموع بعينيه وهو يلتفت بعيدا حتي لا يراه أحد

انت الجميل اللي لايق عليه الغرام
انت اللي عمري ما خلصت فيه الكلام
انت فين ؟!🎵

لم يكن يسمعها كمجرد كلمات لاغنية فقط
بل كانت الكلمات واصفة له هو "وملاكه "
التي تركته هنا
يعاني ويتعذب ويتأكل قلبه كلما تذكرها
كلما مرت ذكري لهم امامه
كره نفسه اكثر لانه السبب في موتها

لم يستطع التحمل اكثر لذلك استأذن من العراب
وقد سيطر علي ملامحه الجمود
_انا خارج شوية وجاي
قالها للعراب ليومئ له بموافقة وهو ينفث دخان سيجارته الالكترونية ويتابع الحفل

بعدما خرج ، ذهب بعيدا
واخرج من جيبه صورتها التي يحتفظ بها دائما
وكأنها جزء منه
هبطت دمعة من مقلتيه وهو ينظر لصورتها وقال بألم وحزن يسكن ملامحه:
_لما الاغنية اللي كنا بنسمعها سوا اشتغلت ما قدرتش اتحمل اني اسمعها من غيرك
دايما كنت بسمعها وانا فرحان وبضحك
مكنتش اتخيل في يوم اني اكون باسمعها وانا قلبي واجعني كدا
وحشتيني يا اجمل ملاك
قالها ثم قرب الصورة لصدره ودموعه تنهمر والم يمزقه من الداخل

بمنزل بأحد الأحياء الشعبية
كانت تقف بالمطبخ تُعد الشاي وهي تتمتم بكلمات تلعن بها شخص ما
انتهت من تحضير الكوب لتذهب تجاه غرفة بذلك المنزل الصغير المُتهالك

ذنوب في الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن