الحب :
هو الصفقة التي نراهن عليها بكل ما نملك،
ونحن نعلم جيدا أنها صفقة خاسرة!الحنين...
هو معطف شتوي ثقيل
نرتدية رغما عنا،
ونسير به حفاة الأقدام،
تحت وطأة شمس صيفية حارقة.يا إلهي، كم أحن إليك في هذه اللحظه!
وإلى صوتك الذي يشبه جمال النشيد الوطني،
وإلى عطرك الذي ما داعب أنفي قط،
وإلى وجهك الجميل الذي يشبه
قصصا كانت ترويها لي إمي في أزمنة مضت.في كل قلب طفلة مشاغبة
تدعى الحنين،
تستيقظ ليلا،
تعيث فيه الفساد،
تبعثر أوراق الصبر،
تحطم الأشياء بقسوة،
تمسك قلما،
تكتب على حيطان القلب،
جميع وعود الحب الأبدية
التي قطعناها على بعضنا ذات يوم،
والتي أرغمتنا الأقدار لأحقا على نكثها.
وحين نقول لتلك الطفلة المشاغبة نامي،
تلتفت صوبنا وتحدق فينا لدقائق
ثم تخرج لسانها وتهزأ بنا،
وتعود غير مبالية لكتابة وعود الحب الأبدية
على حيطان القلب،
تلك الوعود التي قطعناها ذات يوم
ثم أرغمتنا الأقدار لاحقا على نكثها.في فصل الحنين،
يصبح العطر أخطر من قاتل مأجور
يترصدنا خلف نافذة مواربة.أستيقظ فزعا في منتصف الليل،
لأن صوتك
يتسرب من تحت الباب ،
من فتحة النافذة،
من ثقوب الذاكرة،
من أسفل الوسادة،
يوقظني، يقول لي :((كفاك نوما، أشتقت إليك)).
لفرط ما أحن لك،
أشعر بأن جينات الحنين
ستنتقل عبر الوراثة لأبنائي،
فيكبرون وهم يحنون لأمرأة لا يعلمون من هي
ولم يحدث لهم أن رأوها في حياتهم قط!.كل يوم في غيابك،
تصرخ أشياؤك في وجهي
حين أدخل إلى غرفتي,
کأم تصرخ في وجه أبنها الأكبر،
بعد أن جاء إلى البيت وقال لها،
بأنه أضاع أخته الصغرى في الشارع ولم يعثر عليها.أنت السمكة التي،
ستظل إلى نهاية العمر،
تسبح في أعماق الذاكرة،
کسمكة عصية على الموت والنسيان.الذاكرة،
هي الشيطانة التي لا تحرقها التعاويذ،
هي اللعنه التي ستظل تهاجمنا
حتى و نحن أموات في قبورنا.لماذا حين أقف أمام المرآة لأهذب شعري،
أراك خلفي تجلسين على حافة السرير،
مبتسمة وتنظرين نحوي بإعجاب،
وكأنك تقولين لي :
((كم أنت جميل!)).وحين ألتفت إليك لا أجدك؟
لماذا حين أكون نائما،
أشعر بك تداعبين ذقني بأظافرك
كما لو أنك تداعبين وبر قط أليف،
وحين أفتح عيني لا أجدك؟
لماذا أراك في قنينة عطري،
في ساعة معصمي،
في الزجاج الأمامي للسيارة؟
لماذا ألمحك على قارعة الطريق تومئين لي بالتوقف، وحين أتوقف لك تهربين؟!أصبحت كل ليلة أكتب أسمك ثم كلمة ((أحبك))
على جميع أوراقي،
منذ اللحظه التي أكتشفت فيها ،
بأن طيفك يأتي للتجسس على كتاباتي بعد أن أنام.
_____________________
كم أحن إليك في هذه اللحظة!
أنت تقرأ
مدينة الحب لا يسكنها العقلاء
Romansaهناك شخص واحد فقط نقع في حبه، وكل ما يأتي بعده للنسيان