البارت١٣

4.7K 504 184
                                    

قضية لا تموت
بقلمي زينب العبودي
البارت ١٣

لم يهتم مجاهد بصوت نحيبها ولا كلمات الملامه لنفسها
على العكس كان يود أن يهاجمها ويسألها عن المكان الذي دفنت بهِ مشاعر الامومة ، لأن البكاء والنحيب والندم لن يغيران من حقيقة أنها كالجلمود ..

لكن فجأة وهو يقود السيارة أراد ان يعدل المرأة الداخليه الموجوده على الزجاجه الامامية للسيارة وقعت عينه على نسرين وهي تحتضن جسدها

وكانها تحاول أن تعانق نفسها وتحتضتنها من المخاوف خاصه حين نظر بعمق كيف تمسك يديها بقوة وهي تربع ذراعيها امام صدرها توحي لوحدتها وأنها تفتقد للشعور بالامان ولا تثق في أحد سوى نفسها
لكن حدقة عينها توحي بأنها كلغريق يبحث عن شخص يخرجة من متاهات البحر

لكن النظر أليها مطولاً جعله يندهش ويتعجب وهو يرى تقاسيم وملامح وجهها فجأه تغيرت من أمرأة غارقة في المتاهات تسيطر عليها المخاوف الى أمرأة نظراتها قاسية فيها حدة تدل على القوة

فجاة لمحها ،تبادله النظر .ولكن حدقة عينها تضيق وتعبر عن أنزعاجها ، لم ينتظر منها تقديم الشكر ،ولكن لم يتوقع التهجم عليه ونبرة الصوت مرتفعة
كانها تعطي أوامر

وگف السيارة وگفها ....وكفهه أكلك
ماريد منك شي لا مساعدة ولا بطيخ

الله لا يوفقك أني شلون صعدت وياك وأنتَ بسببك كلشي صار من وراك ....منين طلعتلي أنتَ ... لو ما البارحه سالفتك
جان أني يم جهالي أليوم ..... ومرتاحه ومعايشة بهذا الشعور

لا ينكر أن كلامها أستفز غروره. لكن تجاهلها ووضع بعين الأعتبار الظرف الذي تمر بهِ ،وأستفرغ كل شحنات الغضب في قيادة السيارة ،ولكنه ظل ينظر في عينيها

المتقلبة المزاج يرى انثى لها كبرياء عينيها تبكي وتراقب وتغضب

ربما لأنها متحفظة من مكر البشر ،وربما لأنها تكره الشفقه ،وربما لأنها وحيدة وتعثرت حتى فهمت أن القوة سلاحها في الوحدة والضعف سقوطها
لذلك تدعي القوة . ربما تنجح دائماً لكن امام الامومة لم تستطع دفن مخاوفها. مهما تحاول ،لان الامومه شعور لا يشبه أي شعور أخر، ولا تشبه حب أخر ولا تعوض في أي شيء أخر .مشاعر الأمومة أستثنائية في كل شيء ،حتى اضداد القوة فيها قوة .

أعلنت حركات جسدها الـ لا أرادية عن يأسها ونفاذ صبرها وعدم القدرة على كبت توترها
مره بيديها تضرب على الباب ، ومره تأرجح ذراعيها للأمام والخلف ، ومره تمسح بكف يديها وجهها
ثم وضعت سبابتها بين أسنانها. دون أن تتنفس
ألى أن أنتفض قلبها وبدأت تصرخ وتضرب وجهها

بعد ما اتحمل ،،،مااتحمل مكاعد يخلص الطريق
مكاعد يخلص ليش ،،ليش الطريق اليوم طويل كلش

قضية لا تموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن