21

5.7K 469 608
                                    

تعالي إلي عندما تشعرين أنكِ لستِ بخير...
سوف أعانقك....
وستتشعرين أنكِ في أمان حضني...
تعالي إليّ أقبلك....
وأضمكِ بين أحضاني وسأقول للسماء حينها...
أنظرو قمركم بين أحضاني....

________

احتضنته بقوة تحشر جسدها بين خاصته ، يحملها بخفة ليضمها إليه بشكل أكبر ويمسح على ظهرها بحنية بينما هي بين أحضانه ، كانت ترغب في الهرب ولاتعلم أين تهرب ولكنها هربت الآن ، وجدت ملاذها الذي يمكنها الهروب إليه

مرت مدة يسودها الهدوء ، كان هدوءً مريحاً لكينا ولكنه كان هدوءً مرعباً بالنسبة له ، نبس بصوت مرتجف
ماذا حدث ؟!

ذلك اليوم...

يوم ماذا !

إنه يعود...

ضمها بقوة بينما نزلت دمعة من عينه ، يؤلمه مايحدث معها ، كلما تذكر بأنها تتألم من ماضيها ، يضمها بقوة لأحضانه يرغب في حمايتها واحتوائها من هذا الكوكب البشع...
أما هي فكان الأمر بالنسبة لها كأن تضع رجلك على صخرة ما في قمة جبل بعد شتاء حاد ، يلتوي كاحلك فتنهمر مرتطماً بصخور أخرى وتمضي بقية العمر يرافقك عطب في جسدك ، نفس الحدة حين يرتطم قلبك بالذكريات في ليلة تنطفىء فيها أضواء الشغف للحياة ، تدسّ قلبك تحت الوسادة ، كالغريب في المنفى !
ولكنها ولأول مرة لا تشعر نفسها كأنها غريب في منفى ، تشعر بالإنتماء ، تشعر بأن هناك من يحتويها ، تشعر بأنه يمكنها مشاركة همها ولأنه يحترم شعورها ، فقط يخبرها بأن كل شيء سيكون على مايرام بينما لا يطلب منها أن تبرر له أفعالها حتى...
يالكمية الكلمات التي حبستها بداخلها كي لا تكون مثيرةً للأسى ، ولكنها الآن لاتهتم بأن تكون مثيرةً للأسى أمامه ، لأنها أمامه لا تشعر بأنها مثيرةً للأسى أساساً ، هو لايشعرها بالضعف البتة وهذا يجعلها تخبره أو توضح له بأنها ليست بخير !

مسح دمعته ثم أعاد يده يضمها ، نبس بنبرته الحنونة
هل ندخل ، ستبردين ؟!

كانت تشد منامته بيدها بقوة بينما تنظر للفراغ بشرود وهذا يعني بأنها في حال سيء ، أومأت رأسها ايماءة كادَ أن رَاَها ، حملها ليدخل ويجد الحارسان قد أتيا لتوهم ، نظر لهم نظرة قاتلة كما أمر أحدهم أن يدخل الحليب وخرج ، أما هو فوضعها على السرير وكان ناوياً إحضار الحليب ، مسكت حافة منامته
لا تذهب

نبس بتوتر ظهر عليه
سأحضر الحليب و..
لوح يديه
حسناً لا عليك

عاد يستلقي بجانبها فمددت جسدها بجانب خاصته تضمه كما تسند رأسها على صدره بعفوية ، ولكم ستقتله عفويتها هاته...
لقد أصبح الأمر مملاً أليس كذلك ؟!

ℍ𝕚𝕕𝕕𝕖𝕟 ℙ𝕣𝕚𝕟𝕔𝕖𝕤𝕤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن