الفصل السادس و العشرون: عودة الماضي

118 10 5
                                    

من وجهة نظر جونغكوك:

لطالما كرهت ضعفي، لكن ليس أمامها، كنت أكبح نفسي من أن أبكي، أردت أن أحضن أحدهم بشدة و أطلق سراح تلك الدموع، لكن لا أحد يستحق رؤيتي على تلك الحال، أنا أضعف أيضا، و أحتاج سندا أتكأ عليه، مهما بلغت من الشموخ  لأني إنسان أيضا ، لكنها وحدها من إستطاعت كسر ذلك الشموخ، و رؤية ذلك الضعف، دخلت ذلك الباب ترمي علي بأحضانها التي كنت بأمس الحاجة إليها، كأنها سمعت مناجاتي، دفنت و جهي بخصلات شعرها ذات رائحة الكرز و همست بصوت لم تسمعه،

النعيم،

تمنيت أن نبقى على ذلك الحال إلى الأبد و ينتهي كل الألم الذي بقلبي، إتخذت الدموع مجراها على وجنتي، و أنا متأكد أنها شعرت بها، للحظة أردت أن أتمسك بها، فهي كل ما بقي لي سببا للحياة على هذه الأرض، لكني لم أستطع كسر رهاني الذي قطعته على نفسي، لن أرغمها على شئ،

بعدما أشبعت رئتي من عبقها بالقدر الذي يكفيني لأكمل يومي، إبتعدت و أخيرا مدعيا كبريائي، حاولت إخباري بأمر سفرها، لا تعلم أنني أوقن كل خطوة تخطوها، إدعيت مجددا عدم الإهتمام، و أنا أستفزها بكلمة حبيبها، مازال وجود ذلك المحامي يزعجني، بالرغم من أني أعلم أنها لا تمت له بأية مشاعر، و أن علاقتهم تقتصر على كلمة مواعدة فقط، إلا أن ذلك الأمر يزعجني، يجعلني أفكر في تحطيم وجهه كلما رأيته، و هاهو يقف أمامي متأسفا على وفاة جدي، تجاوزته بعد أن شكرته، لكنه إستوقفني،

رأيت الذي حدث منذ قليل، لستما بذلك القرب ولا تلك الصداقة ليكون إحتضانها لك بتلك الطريقة شيئا عاديا، بل غريبا لأنك زوجها السابق،

مالذي تحاول قوله؟ لست بالوضع المناسب كي أبرر موقفي منذ قليل،

أجبته بحدة و هممت بالمغادرة،

في الحقيقة أنا الدخيل بينكما، لطالما رأيتك في عينيها، لن أحظى بها قط، لذا يجب أن أستسلم بشجاعة و أنسحب،

إهتم بها جونغكوك،

قال ما قاله و هم مغادرا، من هو بحق الجحيم حتى يطلب مني أن أهتم بها، كأن وجوده او عدمه سيؤثر،

وقفت وسط المطار بين ذلك الحشد الكبير من الناس، بعدما قبل ذلك المقرف جبينها مودعا إياها و أظن أنه وداعه الأخير، لم تلحظني، لكن عيني قد عانقتها، لأني لن أراها لمدة ربما طويلة،

ستكون رحلة شاقة لكلينا، أراكي لاحقا تارا،

The space between us  "الفضاء الذي بيننا✨"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن