الفصل الخامِس : ساحِر.

418 72 52
                                    

05 : ساحِر.

-

رمَشت رَمشات مُتتالِية ثم أعربَت عن صدمَتها بضحكَة مُستنكرة ، هل ما سمِعته صائِب!

"مَاذا؟"

أخرجت سُؤالها بنبرَة مُبعثرة ، هذا كَثير للغايَة ليحدُث فِي يَوم واحِد!

"هَل تضررَت آذانُك؟ ، ما قلتُه واضِح."

أردف ببُرود يُطالعها تنفِي بكل مَا أوتيَت مِن عَزم و قوَّة ، نفت و كَأنها تقِف أمام قابِض الأروَاح بحَد ذاتِه.

"بالطَبع ذلك لَن يحدث ، إننِي أمَام مَنزلي بالفِعل."

تمَنت لو أنهُ يَحترم عُذرهَا و لكِنه لم يُصدر سوي تنهِيدة حارِقة ، ثم عَاد لينطِق بمنتهَي الثبَات.

"إننِي مُصِر."

أطلقت تنهِيدة مُرتجفة أثر إصرارَه و أوشكَت علي فتحِ فمها لتعترِض حَتي أخرسهَا هو متجهِّماً.

"لن أترُككِ تبيتِين الليلَة دُون طعَامِ بهذا الشّكل ، لتعتبريهَا خِدمة صغيرة أو إعتِذاراً علي تصرُفات الخادِمتان."

تنهَّدت مُترددة ترسِل نظراتهَا نحو بَاب مَنزلها تارَة و نحوَ بَاب منزله تارَة أخرِي.

"أنا آسفة سيدِي هذا لَن يحدُث."

كَان هَذا قرار حَاسم خرج مِن ثغرِها ، و الذي فوراً بُعثر في الهوَاء كالغُبار حَيث أن شانتِي تقِف فِي مُنتصف الشرفَة تنظُر إلي ذاك الذِي يَطهو مَعقود الحَاجبين.

"لَم يكُن عليك فِعل ذلِك حَقاً."

تنهَّد بصَمت كَونها إعتذَرت أكثر مِن مرة بالرَغم أنهُ مَن قامَ بدعوَتها ، هو صَمت مُتلمساً لها الأعذَار فقد تكُون مُتوترة.

نظرَت لهُ لوهلة قبلَ أن تتفقَد الشرفَة بعَيناها حَيث أبصرت الكَم الهائِل مِن المَنحوتات في مُختلف الأرجَاء ، بَعضها للنِساء و الآخرون للأطفَال و الشيُوخ.

و إختفِي التوتر فِي الفضُول حَيث أخذت تتجوَل بصمتٍ في الأرجَاء ، هنالِك بعض الأشيَاء الواضِحة ، و الأخرى التِي عجَزت عن فِهمها.

"هَل أعجبتكِ؟"

أردَف فورمَا إنتبه إليها لتلتفِت لهُ الأخرِى مع شبَح إبتسامة علي فمِها ، لم تكُن مُتسائِلة بقدرِ ما كَانت متحمِسة لرؤيَة المَزيد.

"و للغايَة ، لدَيك ذوق رفِيع في إختِيار تصمِيم مَنزلك ، يبدُو أخاذاً."

 Lover from the dark web | EP 2.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن