الفصل السَادس : يَفيض بالأسرَار.

482 69 57
                                    

06 : يَفيض بالأسرَار.

-

عَلق الطَعام فِي حلقِه و توقف عَن مَضغ ما بفمِه لوَهلة ، ثم إرتكَزت نظراته عَلي إحدَي اللوحَات و تحديداً عِند العَلامة التِي تقصِد.

شرِيطٌ سَميك أزرَق اللون مُلتف بشكل حَلزونِي مُكوناً مُثلث ذو ثغَرات.

تنهَّد ينظُر لهَا بطَرف عَين ، لا يَروقه سُؤالها بَتاتاً.

"أمُور تخُص عمَلي."

أطلقَت هَمهمة مُتفهِّمة تتبعهَا تنهِيدة عمِيقة ، تجاهِد لفتحِ عينيهَا ، بل تجَاهد كَي لا ترتكِز برأسهَا عَلي المَائِدة و تغط فِي نومٍ عَميق.

فركت عَينيهَا بينما تُصدِر آهه عَاليَة نوعاً مَا تدُل علي رغبتهَا فِي النوم.

"لقد شبِعت."

أردَفت بينما تبعِد الطَبق مِن أمامهَا بقرَف ، هِي الآن تشتهِي النَوم وفقَط.

وضعَ أمَامها عُلبة المَناديل ليقِف هُو بدَوره ، هو قد إنتهَي مُنذ زمَنٍ طوِيل و لكِنه تعمَّد الجلوس حَتي لا يُحرجها.

و فورما ذهَب هو المَطبخ وضعَت رأسهَا عَلي الطَاولة بأستِسلام ، شعرت بالظَلام يتغَلغل فِي المَكان مِن حَولها ،
مِن ثُم شُلت أطرَافها و سكُنت حركَتها ، و إستكَانت غارِقة في أحلامَها العشوائِية.

و سرعَان ما فتحَت عَيناها ، ظنَّت أنها أغمَضت عيناهَا لدقيقَتان لتعُود الِي أرض الواقِع مُجدداً لكِنها إستوعَبت أنهَا نامَت عميقاً عِندما وجَدت الآخر يجلِس أمَامهَا القرفصَاء بينمَا إحدي يَديه تُبعثِر شعرهَا.

"إنهَضي يا صَغيرة ، نومُك هكَذا غير جَيد لصِحتك."

إعتدلَت في جَلستها بخمُول شدِيد ، تشعُر بالطَنين فِي رأسهَا و أن ذاكرتهَا مُتآكِلة كالطَحالِب.

همهَمت لهُ تبعِد وشاحَه الذي كَان يَحتوى جَسدها ، و إستقامَت بعدَم توازن و تركِيز مُتجهَة نحو البَاب.

شعَرت بهِ يُمسكهَا مِن يدهَا يُجلسهَا علي إحدَي كَراسي المَائدة ، ثُم قام بأشرَابها كُوباً مِن المَاء مُتحدِثاً.

"إهدَئي أولاً ، سَتصابين بنَزلة بَرد."

أخذَت عدداً مِن الأنفاس المُتقطعة و المُرتجفة ، لا تَزال تستوعِب الشِقة التِي هِي بهَا الآن ، ذاكرتهَا مُعطلة.

"عَلي العودَة للمَنزل."

أعَادهَا مَرة أخرى للكُرسي ، يُحادثها بصَرامة.

 Lover from the dark web | EP 2.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن