الفصل الرَابع : مَن أنت؟

453 70 74
                                    

04 : مَن أنت؟

-

عَقل صغِير مُرهق لفرط التفكِير.

الخَوف ، القلق ، الأرَق ، التشَتت و الجَهل ، جميعهَا كَانت أحاسيساً لاذعة لا تطَاق تشعُر بها شانتِي في الآونة الأخِيرة.

لازالَت تتذكَر حدِيث الطَبيب عن كونهَا لا تحمِل عِلة حَتي تزاوِلها ، لا تزال تتذكَر أنهَا حتمَاً مُراقبة!

مَن هذا الرجُل ، مِن أين أتِي ، مَاذا يُريد و ما قِصته.

إنه ، إنهُ خليلُ إبليس!

يَستمِر بالظهُور في أوقاتٍ متقاربَة ، يَغيب عَن مَنزله و يَعود في السَاعات الأخيرة مِن الليل قبلَ بزوغ الصُبح.

كَانت شانتِي مُتلعثمَة و مُرتجفة القلب ، مَاذا تصنَع بشأن هَذا الرجُل ، فكَرت في مَسألة الهُروب من المَنزل و لكِن ما مِن مكانٍ آخر ليُؤويها.

إنه اليَوم الخامِس علي التوَالي مِن إحتكَارها للمَنزل ، و عِندمَا بدأت شانتِي تشعُر بخطَر ما تفعَل قررَت الخروج مِن هذا المَكان أخيراً.

كَيف لا تفعَل و هِي تري موارِد المَنزل علي وشَك النَفاذ ، لن تمُوت بهذا القدر مِن الجُبن.

و كَان هَذا مَا حدَث ، حَيث شقت الطَريق إلي الشارِع فِي خطُوات كَادت تكُون مُترددَة ، تنظر حَولها فِي خوفٍ بَليغ.

تشعُر أنه سَوف ينبثِق مِن جانِبها فِي أي لحظَة ، ربمَا مِن خلفهَا أو حَتي يظهَر أمَامها بينمَا هِي لا تتوقَع ظهورِه مِن أرض ولا مِن سمَاء ، ولا حَتي مِن أسفل سُفلي مِن درجات الجحِيم الحارِق.

رغمَ مَا تشعُر به مِن مشاعِر جديدة و غريبَة فكَانت فرحَة بالهواء الرَطب ، و النسِيم الشارِعي الغريب.

لم تكُن تعلم مَتي إستقرَت أمَام تلكَ النافورَة الضخمَة ، تنظر الِي النور المُنبعِث مِنها بأعيُن لؤلؤيَة شفافة و كَأنهمَا كرَتان أصيلتَان مِن الزجَاج الصافِي.

لا تعلم مَا هذا القدر مِن العاطِفية الذي يُراودهَا تحديداً و لكِنها سمِحت لهذِه الرغبَة العاطِفية بالإنطِلاق.

كَان الطَريق خالِياً في هذه الساعَة المُتأخِرة ، الظلام يُخيم علي الأرجَاء ، و الهُدوء لشدَة الهُدوء نفذَت مِنه أصواتاً هادِئة مُهدِئة.

لم تهتَم شانتِي عِندمَا أحست بصَوت أقدامٍ قربهَا ، فهِي في شارِع مُباح للجمِيع السَير فيه ، و إستمرت بالشرُود.

 Lover from the dark web | EP 2.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن