الفصل السَابع : ذُعر.

432 73 38
                                    

07 : ذُعر.

-

كَانت تنظُر إلي الرِسالة بقلب مُنقبض و جسَد مُتخشِّب ، تحاوِل إستيعاب الموقِف السَئ الذِي وضِعت به.

تحاوِل إستِيعاب الرِسالة التِي تنظُر إليها الآن ، بَل تحاوِل إستيعَاب سَبب خوفهَا مِن رسالته ، لا تعلَم أهي خائِفة مِما حدث ، أم انها خائِفة مِنه بوجهِ التحدِيد.

و لِماذا تخاف مِنه ، بَل لِماذا كَان غاضِباً بهذا الشكل!

أطَالت فِي الرد ، مَرت خمسُ دقائِق و هي لا تزَال تُمسك بالهَاتف فِي يدهَا ، تنظُر للرِسالة ثُم تنظُر للسَقف ، هِي تشعُر بالسُوء كونهَا المَرة الأولي التِي تواجِه بها مَوقفاً كهَذا.

أغمَضت عينيهَا تأخُذ نفساً عَميقاً ، و سرعان مَا جفَلت و إنتفض مَنكبيهَا فورمَا سمَعت صَوت طَرق البَاب.

لم يَكن طرقاً غجرياً يَنم عن شخصٍ ذو طِباع بَربرية،  كَان طَرقاً أقل مَا يُقال عَنه عادِياً و لكِن رغمَ ذلِك شُلّ بدنهَا.

إرتدَت مِعطفاً مَنزلياً عشوائِياً تتجِه نحوَ البَاب بِبُطئ ، و مِن ثم ندَهت بصَوت خفِيض.

"مَن الطَارق؟"

سَألت تلصِق أذنهَا بالبَاب ، مَرت دقِيقة دون أن تحصُل عَلي رَد فأنقبَضت عِظام صدرها أكثَر.

"إفتحِي البَاب"

همَست هي بصَوت شديد الإنخِفاض.

"ياللهَول!"

ما هَذا الآن ، إنها صدمَات كثيرَة و مُتتابعة تتعرَّض لها في يومٍ واحِد ، أصبَحت لا تستوعِب ما يحدُث.

أحكمَت إغلاق مِعطفها مُتحمحِمة بتوتُر ، هِي مُحرجة مِن التعامُل معهُ بعد مَا حدَث مُنذ برهَة.

فتحَت البَاب بِبطئ تمِيل فقط برأسهَا ، تنظُر لهُ بعدستاهَا المُحرجتان.

كَان يرتدي مِعطفاً منزلياً بُني اللون و بنطال فِضفاض ، و إكتفَي بأرتِداء خُفه المَنزلي في قدمِيه.

"تفضل سَيد كِيم."

تفحَّص هيئتهَا مِن أعلاهَا لأسفلِها يُعاين مَا ترتدِي ، و مِن ثم عَاد للنظُر إلي عَينيها.

لم تكُن عيناه غاضِبتان أو مُقوستَان،  لم تكُن عَيناه مستخفتان أو مُستحقِرتان.

كَانت عيناه غايَة في البرُود و فقَط! ، حَاولت كثيراً البَحث عن أي ردُود فِعل داخِل عيناه لكِنها عجزت عَن ذلِك.

 Lover from the dark web | EP 2.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن