اثنا عشر: ذكريات مقيتة.

1K 108 60
                                    


_

دخلت الى المدرسة بمزاج عكر، فلم تعد لي طاقة لانهاء هذا الترم البغيظ. أصبحت لا أنام ليلا، و لا اركز صباحًا، غير الهالة المتوترة التي تحوم حولي و حول مجموعتي تجعل أمر اخذ راحتنا صعبًا.

اتجهتُ الى الصف، كان هناك عدد قليل من الطلاب الذين يهرولون هنا و هناك و يتهامسون بشيء ما. أثار ذلك استغرابي.

عندما دخلت الى الصف كان المكان فارغًا، و الأمر غريب… ليس لأن الزمن الباقي على الحصة الأولى هو نصف ساعة، بل بسبب أن حقائبهم الموجودة بينما لا يوجد أي مخلوق حي هنا.

«ما الذي يحدث؟» تمتمت اضع حقيبتي على الكرسي و اتاني الرد مباشرة حين صرخ احد الطلبة: «شجار!» لم يكن امرًا مثيرًا للاهتمام بالنسبة لي، فالشجارات تحدث كل يوم بعد كل شيء.

«فيرلان توملينسون و وليام تاغريدون يتشاجران في الردهة المقابلة لمعمل الفيزياء!» تجمد جسدي لوهلة؛ هل كان ما سمعته خاطئًا؟ وقفت مباشرة بهلع أركض خارج الفصل، فيرلان لا يدخل في مشاجرات عادةً، هو لا يستخدم العنف، أيعقل انه يتعرض للضرب الآن؟

ركضت بأقصى سرعتي، و تساءلت في نفسي: لمَ أركض؟ هل سأساهم في إيقاف الشجار إن ذهبت؟ هل سأدافع عنه؟ لا، ليس لدي القوى الكافية… إذًا لماذا أركض؟

عندما وصلت إلى الردهة المقابلة لمعمل الفيزياء توقفت أتكئ على ركبتاي لإلتقاط انفاسي المسلوبة. كان المكان مكتضًا بالطلاب، و لم أستطع الرؤية بشكل جيد، كنت فقط أسمع بعض السباب هنا و هناك و صوت ضرب و رطم، الأمر كان مخيفًا.

ارتفعت على أطراف اصابعي أحاول الحصول على مشهد ما لما يحصل خلف هذا الحشد، الا أنهم بدأوا فجأة بالإبتعاد يفتحون طريقًا، و الذي كان في اتجاهي، حيث توضح لي المنظر اخيرًا عندما كان بييترو ذو الوجه المليء بالكدمات يحمل على ظهره فيرلان، و وراءهما كان جسد وليام يفترش الأرض.

نظر لي بييترو عندما رفع عيناه عن الأرض، كان غاضبًا الا ان ملامحه التي لانت فور رؤية وجهي جعلت القلق الذي كنت أشعر به يتلاشى.

مشى طول الطريق ناحية مكتب الممرضة و تبعته بصمت بينما اراقب ظهر فيرلان الذي كان قميصه شبه ممزق. يبدو أنه خاض قتالا متوحشًا.

كان هناك آثار دم على قميصه الأبيض، و بعض الخدوش التي تبدو كخدوش من عمل أظافر قطة. 

دخلنا لغرفة الممرضة و وضع بييترو فيرلان على مكتب الممرضة، و ركضت له الأخيرة فورًا لتعالجه بينما وقفت انا و بييترو جانبًا نراقب بصمت… قبل ان استوعب انه مصاب و اهرع الى علبة الاسعافات الاولية.

«دعني أعالج جروحك بييترو.» نطقت أقف أمامه مباشرة، و حول نظره الي بهدوء و أعينه الضبابية التحمت بخاصتي في تواصل بصري جمد قلبي لوهلة. إبتسمت بارتباك لتلك النظرة في عينيه، و التي تحولت إلى شيء دافئ أراحني حين ابتسم.

كاثرين || Cathren حيث تعيش القصص. اكتشف الآن